خاص - شهاب
يسود المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" إرباك وقلق شديد من عودة سلاح "العبوات الناسفة" إلى دائرة الاشتباك مجددًا ضد الجيش والمستوطنين، لاسيما أنها كانت دومًا من أكثر الأدوات فتكًا بهم على مدار تاريخ الصراع.
وقبل يومين، وقع تفجير لعبوة ناسفة في سيارة بالقرب من مفترق "مجدو" قرب مدينة حيفا شمال غرب فلسطين المحتلة -أي عمق كيان الاحتلال-، ومنذ ذلك الحين تكتمت وسائل الإعلام العبرية على تفاصيله، كونها قد تساهم في زيادة حالة التوتر في الأوساط الإسرائيلية، في ظل تضعضع الجبهة الداخلية.
إقرأ/ي أيضا.. إصابة خطيرة بانفجار مركبة قرب مجدو
ويرى محللون ومراقبون للشأن الإسرائيلي، أنّ أصابع الاتهام حول حادثة مجدّو باتت تتجه شيئا فشيئا نحو حزب الله وإيران، وذلك بناءً على قراءة عابرة للتفاصيل التي سُمَح بنشرها عبر بعض وسائل الاعلام.
"إرباك كبير"
الخبير في الشأن الإسرائيلي، عادل ياسين، أوضح أنّ حدث "مفترق مجدو" أدخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حالة إرباك كبيرة وقلق شديد من إمكانية انتشار هذه الظاهرة، التي قد تؤثر سلبا على سير الحياة العامة في "إسرائيل".
وذكر ياسين في حديثه لوكالة (شهاب) للأنباء، أنّ "وسائل الإعلام الإسرائيلية مارست تعتيما إعلاميا مقصود منذ لحظة وقوع الحادث بهدف تجنب تأثير نشر تفاصيله على التحقيقات، وكذلك لتهدئة الرأي العام ومنع التصعيد".
وبيّن ياسين أنّ "أصابع الاتهام تتجه شيئا فشيئا نحو حزب الله وإيران بناء على قراءة عابرة للتفاصيل التي سُمَح بنشرها، والتي أشارت إلى أن تركيبة العبوة تختلف عما اعتادت عليه قوات الاحتلال في مناطق الضفة، وأنها تشبه إلى حد كبير تلك العبوات التي كان يستخدمها حزب الله ضد قوات الجيش في منطقة الحزام الأمني خلال ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي".
إقرأ/ي أيضا.. قلق إسرائيلي من عودة عمليات العبوات الناسفة
وبحسب ياسين، فإنّ الحديث عن خطورة الحدث تجلّى من خلال تكرار جلسات تقدير الموقف التي عقدها وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت مع غالبية قادة الأجهزة الأمنية كرئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي ورئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس ركن الاستخبارات العسكرية الجنرال أهارون حليفا.
وتطرّق ياسين، إلى تعقيب المحللين الإسرائيليين حول الحدث، الذين أجمعوا على: "أننا أمام حدث غير عادي سواء كان ذلك بسبب نجاح المنفذين من وضع العبوة داخل العمق (الإسرائيلي) أو حجم العبوة كمًا ونوعًا".
"اتساع رقعة التهديدات"
ووفق الخبير في الشأن الإسرائيلي، فإنّ "ما يزيد من التعقيدات أمام المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أنّ الحدث يأتي ضمن سلسلة عمليات فدائية، وفي ظل استمرار حالة التوتر التي تسود المنطقة منذ عام تقريبا، وكذلك كونه يتزامن مع اقتراب شهر رمضان الذي يزيد من قابلية اشتعال الأوضاع".
وأشار ياسين إلى أنّ "انتشار ظاهرة زرع عبوات جانبية في العمق الإسرائيلي تعني زيادة عدد التهديدات واتساع رقعتها بدءا من حماس وليس انتهاء بلبنان وإيران والساحة البحرية التي تشكل عصبا رئيسا للنشاطات الاقتصادية لإسرائيل".
واستعرض ياسين، تصريح العقيد احتياط في جيش الاحتلال، كوبي مروم، الذي نوّه إلى خطورة الأوضاع مستدلًا بذلك على تعاظم قوة حزب الله وتبنيه سياسة نشر المزيد من مواقع الرصد على الحدود، وهو ما سيساهم في زيادة حدة التوتر، وسيترك قلقًا بالغا في أروقة المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية".
ويرى ياسين، أنّ تعدد التحليلات وفرض الرقابة الكاملة على تفاصيل الحادث يؤكد أن الحديث لا يدور عن مجرد عملية أو عبوة جانبية، بل حدث خطير قد يساهم في زيادة حالة التوتر التي تتزامن مع تضعضع الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، وتصدع الحصانة الاجتماعية بسبب الخلافات حول التعديلات القانونية.
"أعاد للأذهان كابوس العبوات"
من جانبه، بيّن الباحث في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أن "الحدث الأمني في شمال فلسطين، الذي يصفه الإعلام الإسرائيلي بـالخطير، يتعلق بالتأكد بأن حزب الله يقف خلف الانفجار الذي وقع أول أمس بالقرب من مفترق مجدو".
وقال النعامي: إنّ "الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرت نشر معلومات حول الحادث، وهو ما يثير قلق الأمن الإسرائيلي أن عملية نصب العبوة تم بإحكام شديد ومهنية عالية".
إقرأ/ي أيضا.. القناة 14: العبوات الناسفة داخل "إسرائيل" تؤكد أننا في مرحلة جديدة
وذكر النعامي، أنّ مجرد النجاح في زرع العبوة الجانبية يعيد لأذهان الإسرائيليين كابوس العبوات الجانبية التي استنزفت جيش الاحتلال خلال احتلاله لجنوب لبنان.
وأوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي، أن "حكومة الاحتلال الفاشية تتكتم على تفاصيل الحادث تجنبًا للتصعيد، لأن اتهام حزب الله بالمسؤولية عن الحادث سيولد ضغطا جماهيريا للرد، وهذا ما تتجنبه حكومة نتنياهو لتداعياته الخطيرة".