خاص "حرب السايبر" تزداد ضراوة وتُصيب الاحتلال الإسرائيلي في مقتل

صورة تعبيرية

شهاب – أحمد البرعي

بينما تتصاعد عمليات المقاومة على عدة جبهات ردًا على الانتهاكات "الإسرائيلية" المستمرة بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية، تُدار "حرب صامتة" من قِبل جهات مجهولة، تشن خلالها عشرات عمليات الاختراق اليومية لمواقع الكترونية أمنية ومدنية حساسة في دولة الاحتلال. 

وتعرضت العشرات من المواقع الالكترونية لمؤسسات ذات أهمية كبيرة داخل الكيان، في الآونة الأخيرة، لعميات قرصنة، أبرزها: انهيار الموقع الرسمي للموساد وموقع التأمين الوطني الإسرائيلي، واختراق المواقع الالكترونية لبعض مكاتب البريد والبنوك الرئيسية، كما تعرّض حساب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للاختراق، وتم النشر عليه نصوصًا باللغة الفارسية ومقاطع صوتية من القرآن الكريم.

هذه العمليات الإلكترونية باتت تُشكّل حيزًا كبيرًا في نشرات وعناوين وسائل الإعلام الإسرائيلي، التي بدورها انهالت بالانتقادات والمطالبات من حكومة الاحتلال لاتخاذ خطوات عملية لوقف تهديد عمليات القرصنة.

المهندس أشرف مشتهى، الخبير في أمن الحاسوب والمعلومات، قال إن عمليات الاختراق والقرصنة التي كشفت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية، تعد جزءًا يسيرًا من عمليات كبيرة جدًا ومضاعفة، يتعمد الاحتلال عدم الكشف عنها، خاصة إذا كانت تتعلق بمواقع عسكرية وأمنية.

وأضاف مشتهى في حديثٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، مساء اليوم السبت، أن تزايد حالات القرصنة تدلل على أن التجارب السيبرانية والفضاء الإلكتروني أصبحا يُشكلان ساحةً رئيسية وذات بُعد أساسي، مثلهما مثل ساحة المعركة السياسية والعسكرية، مُردفًا " ولربما لا تقلان عنها ضراوة، خصوصًا أنهما معركة خفيّة وغير مرئية، يكاد فيهما أن يكون الطرف الآخر مجهول المصدر".

وتابع: كما تدلل تزايد حالات القرصنة على أن الاستهدافات أصبحت تُطال المجالات والميادين المدنية كالكهرباء والبلديات، وبات المستوطنون في المجتمع الإسرائيلي يشعرون بالتهديد جراء تكرار هذه الهجمات، وبالتالي هذا كله ينعكس على حالة المجتمع كاملًا وعلى الجبهة الداخلية.

وأشار إلى صعوبة مواجهة عمليات القرصنة، إذ أنها لا توجد فيها إنذار مبكر لحدوثها ومعرفة الأضرار التي قد تُسببها.

ووفق الخبير مشتهى، فإن آثار عمليات القرصنة للمواقع الإسرائيلية تختلف حسب نوعية المعلومات بداخلها والخدمات التي تُقدمها، مُوضّحًا أنه على سبيل المثال، تختلف آثار اختراق مواقع بنوك المصارف عن آثار اختراق الحسابات الالكترونية للشخصيات الإسرائيلية.

وشدد مشتهى على أنه ليس بالسهولة الوصول إلى الأجهزة الخاصة بالأدوات العسكرية، نظرًا لتكلفة الحماية العالية، منوهًا  إلى أنه في المجال التقني، لا بد من وجود ثغرات  قد تُستغل لاحقًا لتنفيذ عمليات الاختراق، فلا يوجد هناك نظام حماية كامل مئة في المئة.

من جهته، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي رجائي الكركي، أن تزايد حالات الاختراق للمواقع والشركات العسكرية في الآونة الأخيرة، يدلل دلالة واضحة على أن هناك نوع من الهشاشة والضعف في منظومة الدفاع الأمنية للشركات الإسرائيلية، وسيؤثر في المستقبل على المنظمة الأمنية داخل الكيان.

وشدد الكركي في حديث خاص لوكالة "شهاب" على أنه لو اندلعت مواجهة على عدة جبهات؛ كما يدّعي الاحتلال، فيسصبح بمقدور المقاومة سواء في داخل فلسطين أو خارجها، أن تخترق وتتلاعب في منظومة الشركات الأمنية والعسكرية، وحتّى في منظومة الإنذارات المنتشرة على أطراف الكيان الإسرائيلي.

وذكر أن باعتراف الكيان الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بنجاح "الهاكرز" في اختراق منظومة الإنذارات المُسبقة، فهذا يُشير إلى التطور اللافت للمقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بـ"الصراع الصامت- صراع العقول" كما يُسميه الإعلام العبري.

وأعلنت مجموعة تُطلق على نفسها "أنونيموس سودان" السبت، أنها اخترقت المواقع الالكترونية لشركة "رفائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وشركة الصناعات الجوية " IAI"، وشركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية " iwi".

وشمل الاختراق موقع "إيفيجلو" الخاص بتشغيل وتطوير منظومة صفارات الإنذار، والمسؤول عن إرسال الإشعارات لجميع المستوطنين أثناء الحروب.

وذكرت مجموعة الهاكرز أنها اخترقت موقع قوات الهاجاناة الإرهابية "Haganah Defense force"، وشركة "United Parcel Service ".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة