تقرير 300 يوم على "ملحمة الطوفان".. المقاومة كأنها في "وهج جذوتها الأولى"

300 يوم على معركة الطوفان.. المقاومة كأنها في "وهج جذوتها الأولى"

شهاب - تقرير

دخلت معركة "طوفان الأقصى" يومها الـ300، مع تواصل اشتداد المعارك على عدة جبهات في عدة ساحات وسط خسائر كبيرة مني بها الاحتلال الإسرائيلي منعته من تحقيق أهدافه التي يسعى إليها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وتدمير قدراتها العسكرية.

"الطوفان" تسبب بخسائر قياسية وأضرار للكيان الإسرائيلي على كافة المستويات العسكرية واللوجستية والاقتصادية، وهذا ما زاد من قوة وعنفوان المقاومة في قطاع غزة وزادت من حدة شراستها وصلابتها وجعلتها تضرب في كل مكان بالقطاع.

,تداعيات الحرب المستمرة زادت من حدة الخسائر على الاقتصاد والموازنة العامة التي تعاني عجزا غير مسبوق عمقته تكلفة جنود الاحتياط والمساعدات المالية للمستوطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات "غلاف غزة" والجنوب ومن الحدود الشمالية مع لبنان.

يضاف إلى، ذلك القتلى والجرحى في صفوف الضباط والجنود والأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك إلى جانب الخسائر والأضرار غير المباشرة على مختلف الفروع والقطاعات الاقتصادية والتجارية وسوق العمل الإسرائيلي والأضرار التي تكبدتها الجبهة الداخلية والبنى التحتية.

*ند قوي للاحتلال*

وفي الـ 300 يوم على بداية معركة طوفان الأقصى، تمكنت المقاومة الفلسطينية من المحافظة على زخم عملياتها، بل يكشف قادة في جنود الاحتلال أنها تمكنت أكثر من ذلك من إعادة تأهيل نفسها عسكريا، حيث ما زالت تقاتل فوق الأرض ومن تحتها، بحسب مختصون بالشأن الإسرائيلي.

ووفق المختصون، فإن تعاظم "الندية" بين المقاومة والاحتلال، فرغم أنه لا وجه للمقارنة بأي وجه من الوجوه بين قدرات المقاومة المحدودة بالنظر إلى ما يملكه الاحتلال من تفوق عسكري هائل فإن ما تنفذه المقاومة وبشكل يومي من عمليات متنوعة ومركبة يحول حياة الجنود الإسرائيليين في غزة إلى جحيم كما عبر عن ذلك قادة عدة حتى الجنود العائدون من القتال في غزة.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن المقاومة عززت خلال الأشهر الماضية قدراتها على المواجهة، بل والمبادأة، والتحول من الدفاع إلى الهجوم مما يعكس تطورا مفصليا في إستراتيجية الهجوم المضاد.

*أزمة عميقة*

الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، قال إن استمرار الاحتلال بعدوانه على غزة مع فشله في تحقيق أهدافه، أدخل الكيان الإسرائيلي في "أزمة عميقة ذات مستويات متعددة".

وأضاف بشارات، أن هذا العدوان الهمجي المستمر، أثر بشدة على "صورة ومكانة إسرائيل الدولية"، كما أثر في المعادلة الاستخباراتية والأمنية.

وتابع: "منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، نحن نتحدث عن حرب عمرها نحو 10 أشهر، وهي أطول حرب يخوضها الاحتلال الإسرائيلي، ليس مع جيوش نظامية ذات قدرات ومقدرات عسكرية ضخمة، إنما مع قوى مقاومة، ولم يستطع حتى هذه اللحظة حسم نتائج هذه الحرب".

*خسائر كبيرة*

وكبد هذا العدوان، الاحتلال خسائر كبيرة جدا، سواء على صعيد القوى البشرية من جنود وضباط قتلوا وأصيبوا أو تم تسريحهم لأسباب نفسية، وأيضا تعطل وفقدان الآلاف من المعدات والآليات العسكرية. وفق بشارات.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أن هذا العدوان يشكل واحدة من أكبر التحديات التي واجهها كيان الاحتلال على المستوى السياسي في تاريخه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

وقال: "إسرائيل تعرضت لهزة سياسية على البعد الداخلي، فنحن نتابع طبيعة الارتدادات والخلافات في الداخل والانتقادات حول طريقة إدارة هذه الحرب".

وأضاف: "هناك في الداخل من يرى، أن إسرائيل بدأت تدفع نفسها إلى تعريض مستقبل وجودها لحالة من المجهول نتيجة تبني نتنياهو وإدارته للحرب بعيدا عن مشاركة الكل الإسرائيلي".

ولفت إلى أن هذه الحرب أدت إلى تراجع مكانة كيان الاحتلال على المستوى الدولي، مستطردا: "نحن نتحدث عن إسرائيل التي استطاعت على مدار 75 عاما أن تبني رواية وسردية في ما يتعلق بمكانتها أمام العالم وعلاقاتها بالتحديد مع الدول الغربية، الآن هي تتعرض إلى حالة من العزلة والانتقاد الشديد".

ولم تتوقف الانتقادات العلنية لكيان الاحتلال عن الداخل "الإسرائيلي" بل امتد الأمر إلى الغرب وحتى الكثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي، الذين ترجموا ذلك بمقاطعتهم خطاب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس.

ليس ذلك فحسب، بل شهدت الولايات المتحدة، العديد من التظاهرات لا سيما من الجاليات العربية ومؤيدي الحزب الديمقراطي رفضا لاستقبال نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم حرب بغزة، بالتزامن مع الاحتجاجات العالمية التي لا تتوقف تنديدا بالمجازر وللمطالبة بوقف "الإبادة الجماعية" بالقطاع.

وذكر المحلل السياسي، أن العزلة العالمية في ازدياد، حيث أصبحت "إسرائيل" من الدول المارقة على القانون وفق قرارات محكمة العدل الدولية، كما أن صوت الرفض تجاه الاحتلال بات يعلو في كل منصة دولية، وكل منتدى شعبي في العالم.

وأشار إلى أن صورة "إسرائيل" تآكلت لدى الغرب الذي أصبح اليوم -أو على الأقل دوائر متعددة فيه- أكثر قناعة بأنه محتل غاشم وعدو دموي للحياة، وبذلك يضج ملايين المواطنين الغربيين بأكثر من لسان وأكثر من فعالية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة