شهاب - خاص
قال الكاتب في الشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن، إن الأيام والأسابيع القادمة حاسمة فيما يتعلق بالجبهة اللبنانية، خصوصا فيما جرى من عدوان واسع، واغتيالات كبيرة، لا يمكن أن تمر دون رد حاسم ونوعي.
وأضاف عبد الرحمن في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن الأمر فقط بحاجة إلى بعض الوقت حتى يتم ترتيب البيت الداخلي لحزب الله وإعادة تشكيل اللجان والوحدات المنوط بها، قيادة المعركة لاسيما على مستوى غرفة العمليات والتنسيق بين الوحدات القتالية.
وتابع، في حال الانتهاء من هذا الأمر ستختلف المواجهة شكلًا وموضوعًا، وسنرى كما يعتقد الاسرائيليون أنفسهم بأس المقاومة وإمكانياتها النوعية التي كانت تدخرها لمثل هذا اليوم.
وأكد عبد الرحمن، أن اغتيال قيادات الصف الأول في حركات المقاومة، وخصوصًا العربية منها يترك أثرًا معنويًا كبيرًا على حاضنتهم الشعبية بسبب الارتباط الكبير بين هذه الحاضنة وقيادتها، إلا أن هذا الأمر يتم تجاوزه مع مرور الوقت لا سيما بعد ظهور قيادات جديدة تملك نفس إمكانيات سلفها أو ربما تتفوّق عليهم.
وذكر عبد الرحمن، أنه في تاريخ الحروب الكبرى والصغرى لم يثبت أن الاغتيالات حسمت معركة أو حققت نصرًا، بل في كثير من الأحيان كانت دافعًا لمزيد من الصبر والصمود والتحدي، وكانت أيضا وقودًا للثأر والانتقام.
وأشار إلى، أنه من الطبيعي في هكذا حروب أن تدفع حركات المقاومة ثمنا كبيرا من دماء قادتها ومجاهديها إلى جانب قدراتها وإمكانياتها، ومن الطبيعي أيضا أن تمر بلحظات انكسار وضعف نتيجة ما يتمتع به عدوها من قدرات عسكرية وتكنولوجية واستخبارية هائلة.
واستدرك عبد الرحمن، إلا أن هذا الأمر لا يدوم طويلا، إذ أن تركيبة حركات المقاومة العقائدية والفكرية تعطيها مرونة كبيرة للتعافي بسرعة والخروج من حالة الصدمة والانتقال مباشرة إلى مواصلة المعركة بشكل أوسع وأعمق وأكثر جدوى.
ولفت إلى أن ما يجري في المنطقة وخصوصا في فلسطين ولبنان هو عدوان من تحالف كامل وليس من "إسرائيل" فقط، وهو نتاج مشروع خطير كان يحضّر له منذ سنوات لتغيير وجه المنطقة واستعادة قدرة الردع التي فقدها العدو الصهيوني خلال العشرين سنة الأخيرة تحديدا.
وبين أن كل ما يجري من عدوان على غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق مرتبط أساسا بإعادة إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشّرت به كوندليزا رايس في العام 2006 ولم يتم تحقيقه آنذاك.