ارتقى خلاله 40 شهيدًا من الأسرى

خاص الأشقر لـ "شهاب": العام الماضي هو الأقسى على الإطلاق في تاريخ الحركة الأسيرة 

شهاب / خاص
قال رياض الأشقر رئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى بعد عام من حرب الإبادة على قطاع غزة، إن العام الماضي، منذ تاريخ السابع من أكتوبر 2023 هو الأقسى على الإطلاق منذ انشاء السجون، بفعل سياسة التجويع والتنكيل والإجراءات القاسية التي تعرضوا لها بتعليمات من المتطرف الوزير ايتمار بن غفير.

وأوضح الأشقر في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن الاحتلال وتزامناً مع حرب الإبادة على قطاع غزة مارس حرب موازية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين تمثلت في استنزاف واستئصال الطاقات البشرية بالاعتقالات المكثفة التي لم تتوقف على مدار العام، حيث وصلت حالات الاعتقال الى أكثر من 11 ألف حالة اعتقال.

وبين أن الاعتقالات طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني وتركزت على فئة الشباب والناشطين وطلاب الجامعات، خشية من تحريك الشارع ضد جرائم الاحتلال التي يرتكبها في قطاع غزة.

"تنكيل غير مسبوق"


وذكر الأشقر أن الأسرى داخل السجون تعرضوا الى حملات تنكيل واعتداء غير مسبوقة وخاصة بحق الآلاف من أسرى غزة الذين تم اعتقالهم خلال الاجتياح البري لكافة مناطق القطاع، وافتتاح معسكر خاص بالجيش وتحويله الى سجن في منطقة النقب وهو ما عرف باسم "سيديه تيمان" مارس الاحتلال بداخله كافة أشكال الجرائم المحرمة دولياً بما فيها جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الأسرى.

وقال الأشقر إن الاحتلال ومنذ اليوم الأول للعدوان أعلن حالة الطوارئ واغلق السجون بشكل كامل، وعزلهم عن العالم الخارجي لغاية اليوم، واغلق الكنتين، وأوقف كافة أشكال الزيارات للأهالي والمحامين وأجرى حملات تفتيش وتنقلات واسعة، وأعاد سياسة الضرب والتنكيل التي كان يمارسها بحق الأسرى خلال سنوات السبعينات.

وأشار الأشقر إلى أنه سجلت العشرات من الإصابات بين صفوف الأسرى والأسيرات الذين تعرضوا للاعتداء من قبل وحدات القمع، وتنوعت سبل التنكيل منذ ذلك الوقت بين التجويع والتعطيش والإهمال الطبي، إضافة إلى سحب كل مستلزمات الحياة الأساسية والإبقاء على الحد الأدنى منها، وقامت بزج العشرات من المعتقلين في غرف صغيرة.

وفي فصل الشتاء وفقًا للأشقر، فقد اشتدت الأوضاع قساوة مع انعدام وسائل التدفئة والاغطية والملابس الشتوية وتركزت عمليات التعذيب والتنكيل في سجون (النقب وجلبوع، مجدو، وعوفر)، ومنع مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تنفيذ اي زيارة للسجون بالتزامن مع إيقاف الزيارات العائلية بشكل مطلق.

وأكد أن سلطات الاحتلال حاربت الأسرى بسياسة التجويع التي وصلت إلى حد المجاعة داخل السجون، الأمر الذي أدى الى فقدان مئات الأسرى أكثر من نصف وزنهم حيث قلصت إدارة السجون بتعليمات من المتطرف "بن جفير" كميات الطعام التي كانت تقدم للأسير لأكثر من نصف الكمية التي يحتاجها يومياً لسد جوعه كذلك سحبت كافة أغراض الطعام من غرف الأسرى وأدوات الطبخ بحيث لا يستطيع الأسرى أن يطهوا لأنفسهم أي نوع من أنواع الطعام لسد جوعهم مما فاقم من معاناتهم.

وقال ان سياسة التجويع أدت الى تردى أوضاع غالبية الأسرى الصحية ونقص أوزانهم الى ما يقارب النصف، بحيث بدا بعضهم بعد التحرر وكأنه هيكل عظمى لم يتلقى طعام منذ أسابيع، وغالبيتهم يحتاجون الى المساعدة في الحركة، والعشرات منهم تم نقلهم مباشرة الى المستشفيات لتقديم العلاج لهم نتيجة سوء التغذية.

"ارتقاء 40 شهيداً"


وبين أن الأوضاع القاسية التي عاشها الأسرى وتضاعف عمليات التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي أدت الى ارتقاء (40) اسيراً داخل السجون منهم (24) اسيراً من قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا بسبب التعذيب في معتقل سيديه تيمان، بينهم الدكتور عدنان البرش، رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة والذي تعرض لتعذيب قاس استمر عدة شهور الأمر الذي أدى الى استشهاده ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه.

ولفت إلى أن الاحتلال لا يزال يحتجز جثامين (38) أسيرًا من أصل (40) اسيرا استشهدوا وأعلن عنهم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.  

"إخفاء أعداد المعتقلين"


وبين الأشقر أن قوات الاحتلال شنت حملات اعتقال جماعية بحق المدنيين في مراكز الإيواء والمدارس والمنازل والممرات الآمنة، واعتقل الآلاف بشكل همجي وغير مسبوق، وتبجح بذلك عبر نشر صور ومقاطع فيديو تظهر المعاملة غير الإنسانية بحق المعتقلين.

وقال الأشقر، رصدنا ما يقارب من ستة آلاف حالة اعتقال من القطاع أفرج الاحتلال عن غالبيتهم بعد شهور من التحقيق والتعذيب خرج بعضهم فاقداً للذاكرة نتيجة التعذيب وبعضهم أصيب بإعاقات دائمة بينما يعترف الاحتلال باستمرار اعتقال حوالي (1550) من قطاع غزة.

وأكد أن الاحتلال لا يكشف عن الاعداد الحقيقة لمعتقلي غزة حيث لا يزال يتكتم على مصيرهم وأعدادهم أو ظروف اعتقالهم، ضمن جريمة الإخفاء القسري حتى يتمكن من استمرار سياسة القتل والتنكيل بحقهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة