خاص – شهاب
صادق مجلس الوزراء الأمني المصغر في دولة الاحتلال (الكابينت)، مساء أمس السبت، على شق شبكة طرق في محيط مستوطنة "معاليه أدوميم"، تشمل نفقًا بين بلدتي العيزرية والزعيِّم، بهدف ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى بلدية الاحتلال في القدس.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن الطريق الجديد قد يتيح للفلسطينيين حركة مرور مستمرة، لكن من خلال حواجز عسكرية، وبعد تحويل حركة المركبات الفلسطينية بعيدًا عن الطرق التي تربط القدس بمستوطنة "معاليه أدوميم".
وأوضحت المصادر، أن المشروع يخلي هذه المنطقة من الوجود الفلسطيني، ويحدُّ من إمكانية تنقلهم سيرًا على الأقدام، ويقلّص وصولهم إلى أماكن مثل تجمع الخان الأحمر.
وفي تعليقه على القرار، قال رئيس بلدية مستوطنة "معاليه أدوميم"، إن المصادقة على هذا المشروع هي خطوة سياسية تاريخية، وجاءت نتيجة نضال طويل، مضيفًا أن المشروع سيؤدي "لتعزيز أمن سكان معاليه أدوميم والمناطق المحيطة، وتقليل الازدحام المروري بشكل كبير".
وأكد أن الكابينت صادق على تخصيص 303 ملايين شيكل لتنفيذ المشروع، الذي يربط العيزرية والزعيِّم عبر نفق تحت الأرض، مما سيمكن الفلسطينيين من التنقل بين شمال الضفة وجنوبها دون استخدام الطرق الإسرائيلية، خلافًا للوضع الحالي.
من جانبه، أكد المختص في شؤون القدس عبدالله معروف، أن الخطوة الإسرائيلية الأخيرة تشكل جزءًا من قرار استراتيجي يهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في المدينة المقدسة.
وأوضح معروف في تصريح خاص بوكالة شهاب أن هذا القرار يشمل توسيع حدود بلدية القدس الإسرائيلية لتشمل مستوطنات مثل معاليه أدوميم، مما يقلص بشكل كبير نسبة السكان الفلسطينيين في القدس إلى حوالي 15% من مجموع السكان بعد أن كانت النسبة قد وصلت سابقًا إلى 40%.
وأشار معروف إلى أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو ديموغرافي بحت، حيث تسعى إسرائيل إلى تقليل الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة بشكل ممنهج، وهو ما يعزز خطة تهويد القدس بشكل تدريجي.
وأضاف أن هذا القرار يأتي في سياق أوسع يستهدف إحاطة القدس بحزام استيطاني يشمل المستوطنات المحيطة بها، بهدف فصل المدينة عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية نهائيًا.
وأكد معروف أن هذه الخطوة تعد جزءًا من سياسة إسرائيلية تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي والسياسي بين القدس وأراضي الضفة الغربية، مما يزيد من تعقيد أي محاولة مستقبلاً لتحقيق حل سياسي عادل للفلسطينيين.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مصادقة كابينيت الاحتلال على المشروع، مؤكدة أن مواصلة الاحتلال مشاريعه الاستيطانية في القدس المحتلة تكشف نواياه وخططه الخبيثة في تعزيز الاستيطان، والدفع نحو تهجير الفلسطينيين من المدينة المقدسة.
وأكدت الحركة أنّ مشاريع الاحتلال التصفوية ستتحطم على صخرة ثبات الشعب الفلسطيني ورباطه على أرضه، وتمسّكه بحقوقه رغم كل التضحيات.
ودعت حماس أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والضفة الغربية إلى تصعيد المقاومة والمواجهة في كل الميادين، والتصدّي بكل السبل لمخططات الاحتلال ومستوطنيه.