تحدث عمر الجازي نجل قائد معركة الكرامة "مشهور الجازي" عن أبرز مواقف وكلمات والده الراحل في الذكرى الثالثة والخمسين للانتصار في المعركة التي التحم فيها الجيش الأردني مع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
وقال عمر في حديثٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء إن معركة الكرامة شكلت رافعة من روافع الوحدة الوطنية في الأردن وفلسطين، حيث التحم فيها الجميع من أجل هدف واحد وبوصلة لا تشير إلا للقدس.
وأضاف ابن قائد معركة الكرامة : "الوالد ترك لنا إرثا كبيرا، ونتمنى أن يتكرر هذا الالتحام بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية في المستقبل"، واصفا الذكرى السنوية للمعركة بانها "يوم عيد ميلاد ورحيل".
وشدد على أنه هذه المعركة أكدت أن "العدو الصهيوني هو العدو الأساسي للأمة"، متابعا إن "معركة الكرامة نقطة مضيئة لدى العرب وعلى أصحاب القرار استدعاء التاريخ كي يدركوا أنه لا يوجد مستحيل وألا يرموا أنفسهم للتطبيع المجاني".
ووجه عمر الجازي رسالة إلى شعبنا الفلسطيني، قائلا : "هذا شعب جبار ولا بد أن ينتصر على كي الغزاة ولا بد أن تعود فلسطين حرة وأن يكون هناك توأمة بين الشعبين الأردني والفلسطيني بعيدا عن كل الحدود المصطنعة".
واستذكر عمر حديث والده الراحل عن فلسطين "هذه القضية مقدسة ومن يلعب بها يُحرق"، مشددا على أن عودة فلسطين حتمية قرآنية وتاريخية، وأنه لا يعتقد أن الكيان "الإسرائيلي" سيستمر.
يُذكر أنه في تلك المعركة، التحم الجيش الأردني مع المقاومين الفلسطينيين وسكان قرية الكرامة ومنطقتها وتصدوا لقوات الاحتلال في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة، وأجبرته على الانسحاب الكامل من أرض المعركة.
وفشل جيش الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه على جميع الأصعدة، وخرج من المعركة خاسرا ماديا ومعنويا، وبدأ بالانسحاب في حوالي الساعة 15:00، وطلبت "إسرائيل" ولأول مرة في تاريخ الصراع، وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة.
وحول خسائر المعركة، فقد ارتقى نحو 185 شهيدا من الجانبين الفلسطيني والأردني، إضافة إلى 200 جريح، بينهم عدد من الضباط، ودُمرت 10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعان، فيما قتل 250 جنديا "إسرائيليا" وأكثر من 450 جريحا، ودمرت 45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات.