سمر حمد

الردة عن الوطنية

يشهد الوطن الغالي في الأيام الأخيرة حالة من الردة عن الوطنية لدى فئة من الشعب للأسف، تتمثل في محاولة قتل فرحة الأسرى المحررون بالتنغيص عليهم  يوم تحررهم وذلك بقمع مظاهر استقبالهم، ومنع رفع رايات فصائلهم التي ناضلوا تحت شعارها، والتهجم على المحتفلين بالضرب والغاز، وكان أخرها ما حصل في استقبال الاسير المحرر محمد عارف، وكل هذا بيد فئة تتسمى الأجهزة الأمنية والتي واجبها حماية الشعب والحفاظ على نضاله وتقدير تضحياته، لكنها الردة عن الوطنية.

إن هذه السلوكيات والتي فضحت أجندة أصحابها أمام الشعب الفلسطيني، وبات شعبنا يدرك أن الأجهزة الأمنية صارت عبئا يثقل كاهله.

الى أبناء الأجهزة الأمنية أليس منكم الأسير المحرر ومن أهلكم، كيف تسول لكم أنفسكم أن تعتدوا على المحرمات الكبرى، الأسرى وأهلهم من المحرمات، لا يجوز استباحتها بأي شكل، ماذا نقول للاحتلال؟ الذي ينكل ويقتل ويأسر؟ 

أقول للأجهزة الأمنية: كفاكم عبثا ما هكذا يفعل من شرب من ماء هذه الأرض وتسمى باسمها، عودوا الى أحضان شعبكم، كفاكم عبثا بوحدتنا وبنضالات أسرانا وتضحيات شهدائنا.

الى كل من يظن أن مصادرة راية أو منع مهرجان سيضعف الحركة، أؤكد جازما أن هذا لن يزيدها إلا قوة وعنفوانا وتألقًا، ولطالما تعرضت لضربات شديدة سابقا، وها هي اليوم قائدة الميدان وحاملة الراية، والمعادلة الأصعب، وهي من قوة الى قوة ، والشعب في كل يوم يزداد التفافا حولها، وهي ليست راية ولا مهرجان بل قائمة طويلة من شهداء وأبطال وهؤلاء مخلدون في نفوس وقلوب شعبنا.

وأوجه كلمة للشباب والمناصرين اعلموا أنكم الان في مرحلة متقدمة من طريق التحرير، وأن أصحاب مشاريع التسوية سقطت ورقتهم وزالت هيبتهم وفشل مشروعهم، وهم متأزمون.

نطالب بوقفة من كافة الفصائل بالضغط على السلطة للعودة الى ميثاق الشرف الذي وقعه الأمناء العامون وحوارات القاهرة، والتي نصت على الحريات الكاملة، ولكن للأسف تم خرقها بسلسلة غير منتهية من عمليات القمع وقتل المعارضين، وإننا نرى أن شعبنا لم تعد تنطلي عليه هذه السلوكيات ولا تكبله وهو حر واع بحقوقه ومدرك بكيفية انتزاعها والارهاب لا يجدي نفعا وإنما يزيده اصرارا واذا على السلطة تغليب العقل وروح الشراكة قبل فوات الأوان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة