سمر حمد

حماس تحتوي الجميع دون شرط أو قيد

كثر السجال حول الحرية الممنوحة للفصائل في غزة ومنها فتح (رام الله)، حيث لديهم حرية مطلقة حدودها السماء للقيام بنشاطاتهم وآخرها مهرجان الانطلاقة، وبين الحالة في الضفة التي يعاني فيها العمل الوطني الشريف من حالة تجريف ومحاربة شرسة من قبل الأجهزة الأمنية.

وهنا لابد من توضيح واقع حركة حماس الخضراء اليوم بالنسبة للقضية الفلسطينية، لا تعتبر الحركة نفسها أحد طرفي الانقسام، فالحقيقة أن الانقسام التقليدي الذي اعتدنا السماع عنه انتهى، اليوم الحركة تعتبر نفسها الأم الرؤوم الشعب الفلسطيني، القائدة لمشروعه الوطني الحقيقي، الحاوية لكل حامل المهم الفلسطيني بصرف النظر عن توجهه أو حزبه.

وتعتبر من مهامها اصلاح الأجسام المريضة والمتعثرة وإعادتها للصواب، كالتي فقدت البوصلة ووصلت لطريق مسدود ونخرها الفساد وصارت مطية للجهات المتنفذة ولا تجد ما يثبتها إلا رغبة بعض الأنظمة العربية وبعض الاتفاقيات الهزيلة.

حركة حماس اليوم ترى مشروعها الذي يمثل غالبية الشعب الفلسطيني يسير بثبات، فلا تعنيها المناكفات ولا الملاحقات، وحتى شبابها الذين يلاقون الظلم لقيامهم بواجبهم الوطني فتؤثر الصبر.

اليوم تتربع في مقدمة القافلة الوطنية الفلسطينية، ولا تبحث عن اسم، لأنها استطاعت اعادة البوصلة التي أصبح الشباب يسيرون خلفها بمسميات شتى، بوصلة المقاومة، بالتالي باتت هي التوجه الرسمي للشعب الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني ينتظر مَن يوحد جميع مكوناته في مشروع وطني شريف مخلص يستعيد حقوقه ويرد العدوان عنه، ويكون قادر على احتواء الجميع ودعمهم، في الوقت الذي نرى فيه هذه الصور من ساحة الكتيبة لانطلاقة حركة فتح، إذا وجهنا الكاميرا الى رام الله فالراية الخضراء تهمة تودعك السجن أسابيع والعمل الطلابي تهمة أفظع، وأما المقاومة فهذا كبيرة من الكبائر الكفيلة بتغييبك سنوات عبر الباب الدوار.

قد يكون للسلطة حجة أنها ملتزمة باتفاقيات تجبرها على قمع فئات من شعبها لصالح بقائها، والحقيقة هذه حجة عليها لا لها، فالذي يرهن قراره لجهات خارجية كأمريكا والرباعية الدولية ويعامل شعبه وفق سياساتها لا يصلح أن يقود الشعب الفلسطيني ويحمل مشروعه الوطني، بل عليه أن يتخلص من هذه اللعنة أولا ثم يعود لشعبه وينخرط في صفوفه رسميا، ويرفع يده عنهم وبعدها يمكن أن يستعيد الثقة.

الحركة الخضراء اليوم تحتوي الجميع وتفتح الأبواب للجميع دون شرط أو قيد، ولا ترى ما يميزها عن غيرها من أبناء شعبها إلا أنها الأثقل حملا لقضاياه العادلة، والمسؤولة الأولى عن أي ضرر بقضيته.

نحن نمتن لغزة ومقاومتها على هذه الصور الجميلة المعبرة عن الحرية والوحدة والتكاتف، ونقول هذه هي صفات الكبار والمخلصين لشعبهم، وندعو السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية الكف عن تعذيب الشباب الشريف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتصحيح البوصلة نحو فلسطين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة