سمر حمد

خطة مرسومة

بقلم: الناشطة السياسية سمر حمد

لقد راقب العالم في الأيام القليلة الماضية الأحداث الاستثنائية التي شهدتها قرية برقة وبزاريا، والتي تمثلت في مقاومة المواطنين الفلسطينيين لاعتداءات المستوطنين الذي بدورهم هاجموا القرى.

وهذا يعيدنا للوراء للوقوف على حقيقة الأحداث وخلفياتها ونتائجها.

1. يجب أن نساهم في توعية الناس حول حقيقة الوضع، ما يحصل اليوم هو خطة مرسومة حيكت منذ سنوات، الاحتلال عمل خلال سنوات على فرض أمر واقع باسكان شعب ثان في الضفة الغربية، فتضاعف عدد المستوطنين عشرات المرات، وذلك لتصل لهذه المرحلة اليوم الذي يتحول فيها الحدث كأنه صراع بين شعبين، والطرف الأقوى هو المنتصر وهو الاحتلال الذي يمتلك القوة والعتاد، وشعبنا أعزل وهو يظن أنه بذلك سيقضي على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، واستعان بذلك بوهم السلام الاقتصادي والتنسيق الأمني الذي فكك الفصائل ووأد روح المقاومة، هذا التنسيق الذي استمر برغم استمرار بناء المستوطنات وقضم الأراضي.

2. ما أشبه اليوم بالأمس عندما تم نزع سلاح الفلسطينيين قبيل حرب ال ٦٧ وتحول الشعب الفلسطيني لشعب أعزل بحجة وجود جيش احدى الدول العربية، وعندما انسحب هذا الجيش كشف ظهر الشعب الفلسطيني وسلم لقمة سائغة للاحتلال، واليوم من أجل الاتفاقيات المتهافتة يلاحق المقاومون وتضرب ظهورهم بحجة المشروع الوطني الذي انتهى.

3. هناك فارق جوهري ومهم وهو وجود ركن شديد يعدل الميزان ويصحح البوصلة ويحمي ظهر المنتفضين، ألا وهو المقاومة والتي باتت تشكل رادعا لتغول الاحتلال، لذلك الاحتلال الان يتحرك بحذر ومخططاته في الضفة أصبحت مأزومة خشية تأجج الوضع.

4. هناك فارق جوهري ثان وهو الشعب المنتفض الذي كفر بكل التسويات، وبات متمسكا بحقه الكامل ويسجل البطولات في الدفاع عن الأرض، وهذه الروح الجديدة التي تشكلت عبر تراكم البطولات منذ حرب الفرقان الى سيف القدس، والتي شكلت وعيا جديدا.

5. الذي يحصل في هذه الأيام صورة مشرقة عن وحدة شعبنا وعنفوانه وبطولته.

6. المطلوب اليوم هو تحول الضفة الى كتلة واحدة ضد هذه الاعتداءات، ومنع تمادي المستوطنين على قرانا ومدننا، وهذه الصورة من المقاومة الشعبية الموحدة والفاعلة بين الكل الفلسطيني بما فيهم فتح وكافة الفصائل هي الوسيلة الأكثر تأثيرا لحماية قرانا ومدننا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة