في الذكرى الـ30

القيادي عمارة: الإبعاد إلى "مرج الزهور" شكّل بصمة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية

مرج الزهور

قال القيادي في حركة حماس بأريحا، شاكر عمارة، إن إبعاد القيادات الفلسطينية إلى مرج الزهور، كان بصمة في تاريخ القضية الفلسطينية عامة وتاريخ حركة المقاومة الإسلامية حماس خاصة.

وأضاف: "لقد أعطينا صورة جديدة عن القضية الفلسطينية أن فلسطين لنا والقدس لنا وحق عودة اللاجئين إلى وطنهم حق مقدس".

وبين أنه قد مر ثلاثون عاما على إبعاد ٤١٧ فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل قصري، بهدف الترحيل الجماعي للقيادات الفلسطينية إلى خارج الوطن.

وتابع عمارة: "ذكرى لا تنسى ويجب أن تحفظ في ذاكرة الأجيال القادمة حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الضفة والقطاع وقامت بحملة اعتقالات واسعة في الضفة والقطاع وتم تجميع من وضعت أسمائهم على لائحة الإبعاد واصعدوهم إلى الباصات ليتم إبعادهم إلى جنوب لبنان ٣٦ ساعة وهم معصوبي الأعين والأيدي والأرجل دون أن يعرفوا وجهتهم وسط تيه وخوف من مصير مجهول".

واستذكر أحداث الإبعاد قائلا: "أنزلونا عند معبر زمريا ١٩٩٢/١٢/١٧ على الحدود وأصعدونا على ٦شاحنات في ظروف صعبة مليئة بالتفاصيل التي يصعب ذكرها وسارت الشاحنات مسافة ٥كيلو متر إلى مرج الزهور".

وبين أن المبعدين قرروا عدم الدخول إلى مرج الزهور، والعودة إلى معبر زمريا، ليطلق جيش الاحتلال النار عليهم ويبعدهم داخل الحدود اللبنانية.

وأوضح أن المبعدين كانوا من مختلف المدن والقرى والمخيمات ومختلف الشرائح الاجتماعية، منهم الأطباء أصحاب التخصصات والمهندسين والأكاديميين والشيوخ والعمال والموظفين والقضاة والتجار ورجال الإصلاح والأئمة والمؤذنين.

وأشار إلى أنه أقاموا مخيمًا بالقرب من مرج الزهور اللبنانية قضاء حاصبيا، وأسموه مخيم العودة، متابعًا: "على تلك الأرض فوق الجبال الثلج والبرد القارس لم يكن لدينا ملابس وكانت الأوضاع قاسية والحالة النفسية صعبة جدا وهو تقبل فكرة الإبعاد عن الوطن والديار وبدون سابق إنذار وبدون أمل أو يقين بأن الإبعاد لمدة محدودة".

وأكد أن العالم في ذلك اليوم كان يرى ويسمع قرار الاحتلال بإبعاد ٤١٧ فلسطيني إلى الجنوب اللبناني وبدأت وسائل الإعلام بالتحرك لتغطية الخبر والمعاناة الشديدة، كما بدأت المؤسسات الدولية والإنسانية بالتحرك، وتم تشكيل لجنة تمثل جميع المناطق؛ لإدارة الحياة اليومية.

ونوه إلى أنه تم تشكيل لجان إعلامية ومالية واجتماعية وخارجية وداخلية وتعليم وتموين وفنية ورياضية، حيث كانت الإرادة الجماعية للمبعدين سببا في تحدي الظروف المناخية والسياسية والإقليمية والعالمية.

وأردف: "كانت المعنويات عالية والتكاتف مع جهل في المصير وكانت البراعة في استقطاب الصحافة العالمية، فلقد أثبتنا للعالم أننا لسنا إرهابيين وكان الانفتاح على العالم من خلال وسائل الإعلام فأثبتنا أننا أصحاب حق وقضية ووطن وكان هناك تعاطف دولي غير مسبوق مع قضية المبعدين".

وأكد عمارة أن المبعدين استطاعوا إسماع العالم صوتهم من خلال إثبات أنهم رواد حرية وطلاب علم.

وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر قرار ٧٩٩، والذي يدين تصرف إسرائيل ويطالبها بإرجاع جميع المبعدين.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة