حالة من الاستياء والتذمر باتت تسود صفوف المواطنين في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، بسبب انتشار الفلتان الأمني برعاية من أجهزة السلطة، وخاصة عقب الكشف عن عدة قضايا وحوادث يقف خلفها ضباط متنفذون في الأجهزة الأمنية.
أبرز قضايا الفلتان والاعتداء على المواطنين قادها الضابط في جهاز المخابرات شكري الفاخوري بعد مهاجمة منزل الأسير المحرر حازم الفاخوري وتحطيم مركبته والاعتداء عليه وعلى وعائلته بسبب مخالفته لرأيه في مجموعة خاصة بالعائلة.
الضابط في جهاز الأمن الوقائي عمار الهيموني كان أحد عناوين حالة الفلتان، إذ تداول نشطاء عبر مواقع التواصل مقاطع مصورة وتسجيلات له عند مهاجمته لمواطنين يعملون في أرضهم، وحاول إخراجهم منها بالغصب وباستخدام السلاح، الأمر الذي رفضه هؤلاء المواطنون واستطاعوا سحب سلاحه منه.
ومن أهم هذه القضايا، ما بات يعرف بحادثة "مسرحية جامعة الخليل" إذ قامت أجهزة السلطة بتنظيم وقفة لطالبات منقبات تقمصن شخصية طالبات من الكتلة الإسلامية وقمن بترديد هتافات فيها سب وشتم لرئيس مجلس أمناء الجامعة ورئيس السلطة.
ويقول المواطن أمجد العجلوني، إن السلطة التي تحمل في كل لحظة شعار محاربة الفلتان الأمني، هي من ترعاه وتقف خلفه وتموله وتتكتم عليه، لأن بقاء هذا الفلتان هو مصلحة لها ولإشعار المواطنين بأنهم بحاجتها وبدونهم لن تكون هناك حياة آمنة في المحافظة.
ويضيف العجلوني لـ "وكالة شهاب للأنباء"، إن المراد بمصطلح الفلتان الأمني الذي تردده السلطة بشكل دائم هو سلاح المقاومة الشريف الموجه للاحتلال، وتعمل السلطة ليلا ونهارا من أجل ملاحقته واعتقال من يقف خلفه ومصادرته.
ويتابع، أما سلاح الفلتان الحقيقي المنتشر بين أيدي بعض أبناء العائلات والذي يظهر بشكل شبه يومي في مهاجمة المواطنين ومنازلهم ومحلاتهم التجارية، فلا نرى له أي ملاحقة.
ويستدل العجلوني بحادثة الاقتتال وإطلاق النار ومهاجمة المنازل وإحراق المحال التجارية الذي استمرت لأيام طويلة في مدينة الخليل، العام الماضي، بين عائلتي أبو عيشة والجعبري، وسط انسحاب كامل من الأجهزة الأمنية والتي وقفت متفرجة على ما يحدث.
بدوره، يقول الحاج أبو أحمد شلالدة، إن كثيرا من الظواهر بدأت بالبروز على السطح مع قدوم السلطة، ولكن كانت بشكل مخفي، أما الآن فهي واضحة بشكل جلي لكل عين، وهي أن السلطة تغذي الفلتان وتغطي على أصحابه وهي من أهم المستفيدين منه.
ويضيف شلالدة لـ "وكالة شهاب للأنباء"، إن أخطر قضية قامت بها السلطة الفلسطينية منذ قدومها وحتى اللحظة، هو اللعب على قضية الشرف والعرض وهم بناتنا وأخواتنا، واستغلالهم من أجل بث فتنة وشرخ بين العائلات في محافظة الخليل، هو أسوء ما حصل في تاريخ المحافظة المعروفة بعراقتها.
ويناشد شلالدة الجميع بأن يكونوا منتبهين من هذه التلفيقات والتي تقف خلفها السلطة وأجهزتها الأمنية من أجل تفريق العائلات وتحطيم أواصر المحبة والإخاء فيما بينها، فهذه المحافظة المعروفة بترابطها هناك من يسعى لتمزيقها وتفتيتها ليظهر بمظهر القوي القادر على فرض ما يريد.