"زي ما بقول المثل شدة وبتزول"

تقرير ضاقت بهم الأرض بما رحبت.. مخيمات النزوح على حواف الطرقات والأزمات تتفاقم

خاص _ حمزة عماد 

تتجول في كل الطرقات والأزقة التي تعتبر من منطقة المواصي القريبة من شاطىء البحر وسط قطاع غزة، تجد خيام النازحين على حوافها، ولا متسع لشيء في هذه المناطق وكأن الأرض ضاقت بالصغار والكبار ولا يوجد لهم أي مكان بسبب حرب الإبادة التي يمارسها المحتل منذ 7 أشهر.

الناجي الوحيد في هذه الفترة العصيبة من وجد له قطعة أرض صغيرة أو حافة طريق يقيم عليها خيمته بعد نزوحه من مدينة رفح الملاذ الآمن الأخير لسكان قطاع غزة، مليون ونصف نازح ضاقت بهم الأرض بما رحبت، لا يوجد أماكن لكل النازحين الذين خرجوا من رفح، ولا يوجد أي صوت حر في العالم يرفض هذه المهزلة المستمرة.

قابلنا عددًا من النازحين الذين يجلسون أمام خيامهم المهترئة، وأجرينا بعض المقابلات لوكالة "شهاب" للأنباء، ليجمع الكثير منهم أن الوضع مأساوي وصعب جدًا بسبب استمرار النزوح، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة الآدمية. 

مأواهم الجديد

على باب الخيمة تجلس الحاجة إم نافذ البسيوني، وهي نازحة من شمال قطاع غزة، تبدو على ملامح وجهها التعب والإرهاق بسبب مصاعب النزوح التي عانت منها خلال الفترة الآخيرة، وكالة "شهاب" للأنباء أجرت مقابلة خاصة معها، عبرت من خلالها عن معاناة النزوح من مدينة رفح وصولًا للمنطقة الآمنة وسط قطاع غزة تحديدًا بلدة الزوايدة التي تعتبر من المناطق الزراعية، وغير مجهزة لاستقبال آلاف النازحين بسبب البنية التحتية البسيطة فيها.

وقالت الحاجة البسيوني، "وصلنا لبلدة الزوايدة بعد خروجنا من رفح وجدناها ممتلئة بشكل كبير ولا يوجد أي مكان ننصب فيه خيمتنا أنا وأولادي وأحفادي" مشيرة إلى أنهم وجدوا طريقًا في البلدة وقاموا بنصب خيمتهم على أطرافها بسبب عدم وجود مساحة فارغة لاحتوائهم".

وبينت البسيوني أن الحال صعب على كل النازحين الذين خرجوا من مدينة رفح بسبب العدد الكبير الذي نزح من المدينة ولا يوجد مكان ليتسعه في المحافظة الوسطى التي تعد أصغر مساحة في القطاع، موضحة أنهم فعلوا ما يستطيعون ليتأقلموا مع الواقع، ولكن الظروف صعبة والأزمات تتفاقم يومًا بعد يوم.

افترقشنا الأرض 

لم يختلف حال النازحين عن بعضهم فالمواطن محمد عبدالله قال لوكالة "شهاب" إن الأرض كانت فراش لهم بعد اكتظاظ الأراضي الفارغة في منطقة مواصي خانيونس التي امتلأت بشكل كامل وما بقي غير جوانب الطرق، فقمنا بنصب خيمتنا على إحداها.

وعبر عبد الله عن صعوبة الأوضاع التي تمر بها عائلته كغيرها من العائلات الغزية التي تعاني من أزمات صعبة بسبب تردي الأوضاع المعيشية ووضع البنية التحتية بسبب الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في كل أنحاء قطاع غزة من شماله لجنوبه، مشيرًا إلى أن المواطنين يعانون من أزمات كبيرة إلى جانب نقص المياه وصعوبة الوصول إليها.

وتابع "رغم كل ما نعاني في ظل الوضع الحالي إلا أننا ما زلنا صابرين صامدين على أرضنا، وزي ما بقول المثل شدة وبتزول".

ظروف صعبة وقاهرة يمر بها سكان قطاع غزة، أثرت على حياتهم وصحتهم كبارًا وصغارًا، كأن الكون بأكمله تآمر عليهم، ولكن إلى الآن مناشداتهم لم تلقى أي آذنٍ صاغية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة