تقرير عائلة حجاج نزحت من حي الشجاعية واضطرت للعيش في صناديق الشاحنات

خاص _ شهاب

وجدت عائلة حجاج، نفسها مضطرة للعيش داخل صناديق الشاحنات الحديدية بعدما أجبرتهم قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على النزوح خمس مرات منذ اضطرار العائلة لمغادرة منازلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في العاشر من أكتوبر الماضي.

وفي بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة اضطرت العائلة لتحويل صناديق عدد من الشاحنات التي كانت مصدر رزق لأفراد العائلة إلى ما يشبه الخيمة، بعد تعطلها عن العمل بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر والمنافذ البرية مع قطاع غزة.

وأمام كل شاحنة نصبت العائلة سلمًا خشبيًا ليساعدهم على الصعود والنزول من الشاحنة، غير أن كبار السن والأطفال يعانون ويواجهون خطر السقوط أثناء ذلك خاصة أثناء اضطرارهم لدخول دورة المياه في وقت متأخر من الليل.

IMG-20240609-WA0031.jpg

ويقول مختار العائلة الحاجة أبو محمد حجاج (65 عامًا)، إنه لجأ مع عدد من أبناءه وأفراد العائلة إلى العيش داخل صناديق الشاحنات بعد اضطرار العائلة إلى النزوح خمس مرات منذ السابع من أكتوبر، وذلك بسبب التكلفة العالية لإنشاء خيمة جديدة في أعقاب كل نزوح جديد.

ويضيف حجاج الذي كان يستظل بجوار أحد الشاحنات في حديثه لوكالة شهاب، في بداية نزوحنا من مدينة غزة إلى جنوب وادي غزة أقمنا عدة خيام للعائلة، ولكن مع تكرار نزوحنا تهالكت الخيام وتكسرت أعمدتها، واضطررنا إلى تحويل صناديق الشاحنات إلى خيام للعيش رغم ارتفاع درجات الحرارة بداخلها وتحولها إلى ما يشبه الفرن.

ويتابع حجاج، أخطر ما في العيش داخل هذه الصناديق هو ارتفاعها عن الأرض قرابة المترين، مشيرًا إلى أن عدد من أحفاده الأطفال قد سقط عن السلالم الخشبية أثناء صعودهم عليها ما أدى إلى وقوع كسر في يد أحدهم.

IMG-20240609-WA0033.jpg

وأردف حجاج بألم، كما أن كبار السن يعانون بشدة ولا يستطيعون تسلق السلالم الخشبية أو الصعود عليها، فيقوم الشبان بمساعدتهم في النزول في ساعات الصباح للجلوس في ظل الشاحنات، ولا يصعدون إلى الصناديق إلا في ساعات المساء فقط.

وتساءل حجاج، ما ذنب هؤلاء الأطفال والسيدات للعيش في مثل هذه الصناديق التي تتحول في ساعات النهار إلى كتلة من اللهب وتنتشر بداخلها الحشرات خاصة الذباب، فيما تنخفض فيها درجات الحرارة في ساعات الفجر.

وخلال ساعات النهار تفر نساء العائلة والأطفال من داخل صناديق الشاحنات إلى الجلوس أسفلها وعلى جانبيها هربًا من أشعة الشمس اللاهبة، ويقضين وقتها في تنظيف ملابس الأطفال وطهي الطعام على مواقد الحطب.

وإلى جانب إحدى الشاحنات جلست المسنة فاطمة حجاج على كرسيها المتحرك وهي تضع أمامها مظروفًا بلاستيكيًا جمعت فيه عدد كبير من أصناف الأدوية التي تتناولها بسبب إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة.

تقول حجاج لوكالة "شهاب" بصوت خافت يكاد يسمع بأنها منهكة جدًا بسبب العيش داخل صناديق الشاحنات وبسبب ارتفاع درجات الحرارة، معربة عن أملها في أن تنتهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعودة للعيش فيما تبقى من منزل عائلة في حي الشجاعية بغزة.

وتضيف حجاج، اضطر للنزول في ساعات الصباح من الصندوق عبر حمل من قبل الشبان على كرسي المتحرك وأمضي ساعات النهار بين الشاحنات بحثًا عن قطعة ظل ونسمة هواء.

وأعربت حجاج عن أسفها من عدم توفر عدد من أصناف الأدوية التي اعتادت تناولها قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عدا عن معاناتها الكبير في زيارة دورة المياه الغير مناسبة لحالتها الصحية.

بصوت مرتفع يعقب مختار العائلة على حديثنا، لسنا بحاجة إلى مساعدة من أحد مع شكرنا لكل من مد يده لمساعدة النازحين وأهالي القطاع، لكن نحن بحاجة عاجلة إلى وقف الحرب والعودة إلى منازلنا التي هجرنا منها، فلا ذنب للمدنيين يدفعهم لمغادرة منازلهم والعيش في الخلاء.

ومع دخول الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة شهرها التاسع تتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين يعيش غالبيتهم في خيام مصنوعة من القماش والنايلون، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه الصالحة للاستعمال وغياب الرعاية الصحية والبيئية بدرجة كبيرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة