أعدت الباحثتان آلاء أحمد المدهون وحنين محمود بارود بإشراف وتوجيه من الدكتور حسن محمد أبو حشيش أستاذ الصحافة الاستقصائية، تحليلا للفيلم الاستقصائي (في قبضة المقاومة - ما خفي أعظم) الذي عرضته قناة الجزيرة قبل أيام حول ملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة في قطاع غزة.
وجاءت ورقة العمل في 10 صفحات، حيث تضمنت مقدمة وقصة فيلم "في قبضة المقاومة" وأهدافه وفرضية التحقيق الاستقصائي والمصادر التي اعتمد عليها الفيلم والوثائق والتسجيلات والمعلومات واللقطات الحصرية وعوامل نجاحه وعناصر القوة والضعف والخلاصة.
"أهداف التحقيق"
وبحسب الباحثتان، فإن للفيلم 6 أهداف وهي، كشف المستور عن أحداث حصرية حول عملية أسر جلعاد شاليط، تسليط الضوء على وحدة الظل في كتائب القسام، توضيح ملابسات عملية التفاوض غير المباشرة للجمهور مدعمة بالأدلة والوثائق الرسمية، فضح زيف وادعاءات الاحتلال حول ملف الجنود الأسرى في قبضة المقاومة.
كما يهدف فيلم "في قبضة المقاومة"، وفق الباحثتان، إلى الكشف عن القدرات المتطورة لدى قيادة حركة "حماس" في إدارة ملف التفاوض بقوة وثبات، بيان مدى قدرة المقاومة على التحليل النفسي والسياسي للعدو.
"عوامل النجاح"
وتدور فرضية التحقيق حول امتلاك المقاومة الفلسطينية أسرار حول ملف الجنود الإسرائيليين الموجودين في قبضة المقاومة، بالإضافة إلى محاولة إسرائيل اغتيال قادة أركان المقاومة بغزة لكن هذه المحاولة باءت بالفشل.
وتطرقت الباحثتان إلى عوامل نجاح الفيلم، وهي، توفر جميع متطلبات الصحافة الاستقصائية فيه، توفر معلومات سابق انطلق منها الصحفي لفكرته في التحقيق، وجود فريق متكامل إعلامي قام على تنفيذ الفكرة، توفر الإمكانات المادية والإعلامية ساعدت على نجاح الفيلم، تمكن فريق العمل في الفيلم من الوصول إلى شخصيات بارزة ومهمة الأمر الذي ساهم في تدعيم فكرة الفيلم، وجود المناخ السياسي المناسب ساعد معد ومقدم الفيلم من الوصول إلى معلومات حصرية حول الحدث.
"عناصر القوة"
واستعرضت الباحثان عناصر القوة في الفيلم بـ22 نقطة، منها، التسلسل الزمني للأحداث، استضافة شخصيات لها علاقة بالحدث، الدعاية المسبقة للفيلم، توفر التسجيلات الصوتية وفيديوهات حصرية للحدث، القوة الإخراجية، السلامة اللغوية، لغة الجسد، قوة أداء المقدم في إدارة الفيلم وسيطرته على مجريات الأمور برواية تخدم شعبه بنسبة مكتملة.
كما ذكرت الورقة، أن المقدم (الصحفي تامر المسحال) نجح في جذب المشاهد من خلال نقطة البداية للفيلم بالإضافة إلى وضع مشاهد من الحرب الأخيرة (سيف القدس) وبعدها يرجع للوراء لعملية أسر شاليط وبعدها يستعرض الزمن وصولا مرة أخرى إلى المعركة.
وأشارت إلى قوة الرسالة الصوتية لأحد الجنود الموجودين في قبضة المقاومة والتي دحضت رواية الاحتلال التي تقول إنه لا وجود لأسرى أحياء لدى القسام، وهذا يشير إلى أن تحريك ملف الأسرى بات وشيكا.
"عناصر الضعف"
ولاحظت الباحثتان أن هناك عوامل ضعف في الفيلم، أبرزها، غياب الرواية المصرية فيه، غياب وجود محللين سياسيين وعسكريين فلسطينيين، غياب استضافة شخصيات من فصائل مقاومة أخرى لا سيما أن الحديث دار حول عملية أسر شاليط التي شارك فيها ثلاث فصائل فلسطينية.
كما لاحظتا التركيز على محور واحد في استضافة الجانب الإسرائيلي "ايهود أولمرت" الذي حصل في عهده عملية أسر شاليط وغياب االمحور الثاني وهو استضافة شخصية من حكومة نتنياهو والتي تم بعهده صفقة وفاء الأحرار وكذلك أسر جنود الاحتلال في معركة العصف المأكول عام 2014.
وانتقدت الباحثتان تكرار المشاهد التدريبية لوحدة الظل والتدريبات العسكرية لجنود الاحتلال والتي تم عرضها في أكثر من حلقة بالبرنامج حيث كان بالإمكان وضع مشاهد وصور حديثة وأهم، وكذلك الاسهاب بشكل كبير في تفاصيل عملية جلعاد شاليط، وفضولية متابعة معرفة من الجندي المتحدث في التسجيل الصوتي فقدت جاذبيتها، وفقدان حيوية الحوار بين مروان عيسى ومقدم الفيلم "السؤال الأبرز كان بمعزل عن الإجابة، الامر الذي أدى إلى وجود فجوة السؤال والجواب".
"نتيجة التحقيق"
وقالت الباحثتان: في النهاية نرى أن الفيلم نجح في إيصال فكرته وطبق الفرضية التي قام عليها وتمكن من، إثبات أن المقاومة متمثلة بكتائب القسام تمتلك قوة عسكرية وأمنية كبيرة، عرض معلومات حصرية حول الحادثة وتمكن فريق الفيلم من الحصول عليها من مصادرها الأساسية.
كما تمكن التحقيق من إزاحة الستار عن أمور خفية وكشف معلومات تعرض لأول مرة وتدعيمها بوثائق وشهادات أشخاص لهم علاقة بالحدث، والتغطية العميقة للحدث حيث قام فريق إعداد الفيلم بالبحث والتحري لكشف الملابسات.
كما تمكن من المساهمة في خلق رأي عام عربي وإسلامي للتأكيد على أهمية المقاومة الفلسطينية لدى الشعب الفلسطيني والكشف عن حقيقة جيش الاحتلال وأجهزته الاستخبارية أمام الجمهور العربي بشكل عام والإسرائيلي خاصة لا سيما أن "إسرائيل" تدعي أن جيشها لا يقهر.
"الخلاصة"
ووصف الباحثتان تحقيق "في قبضة المقاومة" بأنه قوي جدا وحمل في طياته الكثير من الرسائل منها، تسليط الضوء في نهايته على دوار بني سهيلا الذي قد حدث بها عملية الشهيد نور بركة، تسليط الكاميرا على الكلبشات الموجودة على الزي العسكري للشخصيات التي تم استضافتها، والتسليط على باب الزنزانة.
وتساءلت الباحثتان المدهون وبارود في ختام ورقة العمل حول وحدة الظل وكتبتا "نرى أن الفيلم قد أبرز وحدة الظل بشكل واضح، من هي؟ من مؤسسها؟ وما طبيعة عمل هذه الوحدة؟.