تقرير البرش.. الاحتلال سرق حلمه من قلب "المستطيل الأخضر"

غزة - شهاب
يعتبر من أوائل الداعمين منذ تأسيس نادي نماء الرياضي عام 2007، وكان في طريقه لتحقيق حلمه الأسمى داخل "المستطيل الأخضر"، لكن الاحتلال "الإسرائيلي" سرق حلمه في نوفمبر الماضي، إثر استشهاده برفقة عدد من أفراد عائلته.

الشهيد موسى البرش رئيس نادي نماء الرياضي، الواقع في جباليا البلد شمال قطاع غزة، عمل منذ توليه المسؤولية قبل عدة سنوات، على إنشاء منظومة كروية متكاملة، قبل أن الاحتلال فكرته يوم الثاني عشر من نوفمبر الماضي، مودعا الحياة من أسمى أبوابها.

التعليم والرياضة

البرش "36 عامًا"، كان قبل بداية الحرب في أكتوبر المنصرم، يدرس الدكتوراه في إحدى الجامعات اللبنانية، استمرارًا لرحلته التعليمية الناجحة، بعد نيله شهادتي البكالوريوس في البيئة وعلوم الأرض، وكذلك الماجستير في إدارة الكوارث من الجامعة الإسلامية.

ورغم أنه من حملة الشهادات التعليمية العليا، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الراحل لنادي نماء، من الاهتمام بالفريق وإعطائه جزءًا كبيرًا من وقته، إذ كان حريصًا على التواجد في جميع المباريات والتمارين، وفقا لما تحدث به كثيرون لـ"شهاب".

عبد الله أبو شمالة لاعب نادي نماء، أشاد بمدى احترافية البرش بالتعامل مع جميع اللاعبين، خاصة فيما يتعلق بمسألة حقوقهم المالية، التي يعاني منها الكثيرون في الأندية الأخرى.

ولفت أبو شمالة إلى أن النادي كان حريصًا على الوقوف بجانبهم منذ بداية الحرب على غزة، بتعليمات من البرش، ناهيك عن الاطمئنان عليهم بشكل دائم.

وذكر أن الأسرة الرياضية فقدت رجلًا قلما نجده في إدارات الأندية، معتبرًا أنه أحد الأسباب الرئيسية لنجاحات النادي في مختلف الرياضات بالبطولات المحلية.

إنجازات فريدة

ويُحسب لرئيس نماء الراحل، أن النادي في عهده حقق الكثير من الإنجازات في مختلف الألعاب الرياضية، كما تصدر جميع المناسبات الاجتماعية، ناهيك عن استضافته عشرات الأبطال الفلسطينيين الذين حققوا إنجازات خارجية للوطن، بجانب استقبال البعثات الرياضية.

كذلك فإن البرش كان صاحب فكرة إنشاء وافتتاح مدينة رياضية شاملة ونوعية تضم ملعب كرة قدم باسم "محمد أبو تريكة"، وملعب للكرة الشاطئية باسم "إبراهيم أبو سليم "، وصالة لكرة الطاولة، ومسبح، وساونا، وحديقة.

كما أن النادي نال معه شرف الوصول للدرجة الممتازة في كرة الطاولة، إذ صعد من الدرجة الثالثة للثانية ثم للأولى، قبل اللعب مع الكبار.

أما على صعيد الكرة الطائرة، فقد حجز النادي لنفسه مكانًا بين مربع الكبار في الدوري والكأس، بجانب تحقيقه اللقب في لعبتي كرة القدم والطائرة الشاطئية، ناهيك عن الكثير من الإنجازات في الألعاب الفردية.

الحلم المنتظر

وبخلاف نجاحات النادي في عهده بمختلف الألعاب الرياضية، إلا أن الحلم الأكبر كان وصول فريق كرة القدم للدرجة الممتازة، والتي تعد اللعبة الشعبية الأولى في فلسطين.

الفريق كان يحتل صدارة دوري الأولى برصيد 22 نقطة من أصل 24 متاحة (7 فوز وتعادل واحد)، بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه، إذ رشحه الكثيرون لخطف أولى بطاقات اللعب مع الكبار في الموسم القادم، بسبب عروضه القوية، ناهيك على أنه الوحيد الذي لم يتعرض لأي خسارة.

ولكن كعادة الاحتلال المجرم، فإن حلم البرش الأكبر والآلاف من سكان جباليا قد تعرض للسرقة، بعد استشهاده برفقة عدد من أفراد عائلته، مودعا الحياة دون أن يكون له نصيب برؤية حلمه يتحول إلى حقيقة.

البرش رحل مخلفًا وراءه إرثًا ثقيلًا في النادي، الذي أصبح حديث الشارع الرياضي خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا نجاح ما خطط إليه منذ توليه رئاسة منظومة نماء.
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة