تقرير لاعبون من غزة في مصر: دون الوطن لا نساوي شيئًا وسنعود فور انتهاء الحرب

القاهرة - شهاب
عبّر لاعبو أندية قطاع غزة المتواجدين في جمهورية مصر العربية حاليًا، عن رغبتهم في انتهاء الحرب، للرجوع إلى أرض الوطن في أقرب وقت.

وأجمع اللاعبون على أن الشعب الفلسطيني سطّر بدمائه ملحمة تاريخية أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بداية حربه على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

الجسد والعقل

وقال محمد حجاج قائد فريق خدمات رفح لـ"شهاب"، إنه غادر غزة رغمًا عنه للحفاظ على عائلته، لا سيما أن الحرب الحالية جسّدت مصطلح "الإبادة" بما تحملها الكلمة من معنى، بحق أبناء القطاع الأبرياء.

وأضاف حجاج: "بصراحة دون وطننا لا نساوي شيئًا، الجسد هنا في مصر، لكن العقل في غزة وما يحدث فيها من جرائم ومجازر بشعة طالت الجميع".

ولفت إلى أنه يتواصل بشكل شبه دائم مع أهله وأصدقائه في مختلف مناطق غزة، للاطمئنان على أحوالهم، لا سيما أن المستجدات متسارعة كل لحظة بسبب اشتداد حدة القصف في كل مكان.

وحول الأوضاع المعيشية للغزيين في مصر، أوضح أن الكثيرين يعانون الأمرين بسبب ارتفاع إيجارات الشقق، ناهيك عن غلاء الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي على سبيل المثال، شاكرًا المصريين على وقوفهم بجانبهم وحرصهم الدائم على دعمهم بأي طريقة.

وتابع: "بالتأكيد غزة ستعود أقوى بعد نهاية الحرب وسيتحول الكابوس إلى أمان دائم للشعب الفلسطيني وهذا ما وعدنا به الله تعالى".

نترقب العودة

أما علاء عطية قائد فريق اتحاد الشجاعية، فذكر لـ"شهاب" أنه وصل مصر بعد شهور من مغادرة زوجته وأبنائه، كونهم يحملون الجنسية المصرية.

وبيّن أنه عاش 6 شهور من الحرب في غزة، ناهيك عن معاناته في النزوح أكثر مرة برفقة جميع أفراد عائلته، قائلًا: "بالتأكيد أنا أشعر بهم حاليًا لأني جربت معاناة قلة الأكل والشرب وعدم الإحساس بالأمان".

وأضاف: "قلوبنا تعتصر ألمًا على أهلنا وأحبابنا في غزة، خاصة أن أبي وأمي وأخوتي لا يزالون هناك، لم يكن هينًا عليّ تركهم، لكنها مشيئة الله ولا أريد أن أترك زوجتي وأطفالي وحدهم في مصر".

وشدد على أنه سيعود لغزة بعد نهاية الحرب مباشرة، لا سيما أن الإنسان لا يمكن أن يعيش بعيدًا عن وطنه، مؤكدًا أنه قاطع كل المنتجات الداعمة للاحتلال، شأنه شأن الملايين من المصريين هنا.

وأوضح عطية أن كل شخص في غزة ذاق مرارة الألم والفقدان، بجانب التدمير الكلي للبنية التحتية خاصة الرياضية، والتي ستؤثر على مستقبله الكروي، على غرار الآلاف من الرياضيين في الأندية، مبينًا أن تضحيات الشعب الفلسطيني ستبقى محفورة في التاريخ.

النزوح والحصار

ومن جانبه، ذكر إحسان أبو دان كابتن فريق هلال غزة لـ"شهاب"، أنه عاش الحرب على مدار 6 شهور في محافظة الشمال، قبل أن ينقطع الاتصال مع أولاده، الذين كانوا دون والدتهم، بسبب تواجدها في جمهورية مصر العربية قبل الحرب.

وأوضح أبو دان أن الأمور أصبحت صعبة عليه حينما كان ضمن المحاصرين في مستشفى كمال عدوان بجباليا، إذ عانى الأمرين جراء نقص الطعام والشراب، بجانب تدمير منزله واستشهاد شقيقه وزوجته وأبنائهم جميعا، بالإضافة لأكثر من 15 شهيدا من أبناء عمومته.

وقال: "بعد عدة أسابيع التقيت مع أطفالي، لم أكن أعلم عنهم شيئًا قبل ذلك، ثم قررت مجبرًا السفر لمصر للانضمام إلى زوجتي".

ووصف العيش في مصر بـ"الجحيم"، إذ يعيش بداخله حروبًا ذهنية وعقلية جراء كثرة التفكير في أهله وأصدقائه المتواجدين في شمال القطاع، مبينًا أنه مطلع دائمًا على قنوات الأخبار عله يجد خبرًا يسره بانتهاء الحرب والرجوع لغزة مباشرة.

وأضاف: "كياني وعقلي بالكامل في غزة العزيزة وأرضها المباركة وأهلها الرجال، قلوبنا ودعواتنا لكم دومًا، بإذن الله تعالى لن نخرج من هذه الحرب إلا منتصرين".

وتمنى أن يلتقي في أقرب وقت بأهله وأن تعم الأفراح بانتصار غزة برجالها وشيوخها وأطفالها ونسائها، الذين سطرو كل معنى التحدى والثبات والصبر.
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة