"ملقط الخريف وتسليم أبطال نفق الحرية"

بالفيديو "مجموعة الشهيد جاد تايه – الضباط الأحرار" في جهاز المخابرات تبدأ بنشر تسريبات لـ"ماجد فرج"

رام الله - خاص شهاب 

أعلنت مجموعة من ضباط جهاز المخابرات العامة، أطلقت على نفسها "مجموعة الشهيد جاد تايه – الضباط الأحرار"، عن بدئها بتسريب معلومات تتعلق بقضايا خطيرة، مرتبطة برئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، سيتم نشرها عبر سلسلة تقارير.

وأكدت المجموعة في تسريبات تحوي معلومات موثوقة، حصلت عليها وكالة شهاب للأنباء، "أنها لن تصمت عن الفظائع التي يرتكبها ماجد فرج، ولن تتردد في فضح أعماله المخزية، حتى يعلمها الشارع الفلسطيني، وحتى يعلم شعبنا أن ضباط الجهاز بغالبيتهم لا يرضون عن هذه الجرائم، التي وصلت حد الخيانة".

وقالت المجموعة "سوف يعلم الجميع أن جهاز المخابرات كان ضحية هؤلاء الفاسدين الذين زرعهم الاحتلال في جسدنا، سنؤدب ماجد فرج ونفضح تورطه في التآمر على أبطال نفق الحرية، ومخيم جنين، وفضائح جنسية وابتزاز، وتسببه بأزمة مع تركيا، وقضية اغتيال المغدور نزار بنات وغيرها من القضايا".

أبطال نفق الحرية

وأكدت "مجموعة الشهيد جاد تايه"، في بداية تسريباتها على ما تم نشره سابقًا عبر وكالة شهاب للأنباء، من معلومات تتعلق بتورط ماجد فرج وحسين الشيخ في قضية اغتيال نزار بنات، ووجهت رسالة تحدى لماجد فرج والشيخ، من إثبات خلاف ما ذكر من معلومات.

وفي قضية اليوم فتحت المجموعة ملف تورط ماجد فرج في تسليم أبطال "نفق الحرية"، وهم الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم والفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة، لتعيد قوات الاحتلال اعتقالهم، من بينهم اثنين اعتقلوا في مخيم جنين.

وفي تفاصيل ذلك قالت المجموعة "بعد أقل من ثلاث ساعات من عملية (كسر القيد) ونجاح الأسرى الستة في التحرر من سجن جلبوع، أبلغت قيادة الشاباك الإسرائيلي، جهاز المخابرات العامة بقيادة ماجد فرج، بعملية الهروب، وطلبوا منهم الانتباه من إمكانية وصول الأسرى إلى جنين، وتحديدًا المخيم، كما طلبوا رصد أي اتصالات أو تحركات غريبة في أوساط عائلاتهم، خصوصًا أصدقاء الأسير القائد زكريا الزبيدي".

وكشفت المجموعة أن مطالبات الشابات الإسرائيلي وصلت إلى اللواء ماجد فرج، عبر مسئول العلاقات الدولية في الجهاز، العميد ناصر عدوي، في يوم الهروب وتحديدًا الساعة الخامسة فجرًا، وحينها كان اللواء ماجد فرج على علم بالقضية، بعد اتصال جمعه مع نائب رئيس "الشاباك" الإسرائيلي.

وعقب ذلك أصدر اللواء ماجد فرج تعليمات فورية بمراقبة محيط منازل عائلات الأسرى الستة، بالإضافة الى أصدقاء المناضل زكريا الزبيدي، وشملت المراقبة إرسال بعض عناصر الجهاز للاحتكاك بالمخيم، والتردد على عائلات الأسرى، وتوجيه عدد من "مناديب" الجهاز لنفس المهمة.

وأكدت "مجموعة الشهيد جاد تايه" أن اللواء ماجد فرج أصدر تعليماته للبدء بعمليات تنصت هاتفي على شخصيات محددة من أقارب أسرى "عملية الهروب"، وذلك بدء من ظهر يوم الاثنين الموافق 6 سبتمبر، ولتحقيق ذلك تم إرسال جهاز التقوية الخاص بعملية التصنت إلى جنين عبر سيارة مدنية تتبع للمخابرات، وانتقل في أكثر من مكان في المدينة والمخيم، ولم يغادرها إلا بعد القبض على الأسرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات، بعملية لقوات الاحتلال.

دور رئيسي

وكشفت المجموعة في تسريباتها، أن العميد في المخابرات ناصر عدوي، عاود الاتصال بجهاز الشاباك الإسرائيلي ظهر يوم الاثنين الموافق 6 سبتمبر، لمعرفة ما إذا كان الأسير من حماس، عباس السيد، ضمن الهاربين، وذلك بعد تقارير إعلامية تحدثت عن ذلك، وذلك لضرورة معرفة ما إذا كانت حماس على صلة بالعملية، أم أنها خالصة للجهاد الإسلامي، وإذا كانت عمليات المراقبة، تتطلب أن تشمل أعضاء وقيادات من حركة حماس بالضفة الغربية.

وأشارت المجموعة في تسريباتها أن التعاطف الشعبي الكبير مع الأسرى الستة، دفع اللواء ماجد فرج بإجراء جلسة تقييم ، جرى خلالها اتخاذ قرار بتقديم الأجهزة الأمنية الدعم للشاباك الإسرائيلي من تحت الطاولة، كما صدر قرار واضح بعدم الحديث الإعلامي عن تلك الجهود، كما تم الاتفاق على إبلاغ الجانب الإسرائيلي بكل التطورات بتقرير صباحي ومسائي، وذلك عبر العميد ناصر عدوي، الذي نجح في إنشاء علاقات خاصة وشخصية، مع ضباط الشاباك الإسرائيلي.

وحول تفاصيل التعاون بين المخابرات والاحتلال كشفت التسريبات أنه وفي "يوم الأربعاء الموافق 8 سبتمبر، طلب جهاز المخابرات عقد لقاء مع قيادة الشاباك الإسرائيلي في القدس المحتلة، وحضره ناصر عدوي ونائبه رزق يعقوب، واستمر لخمسين دقيقة، قدموا خلاله تقييمهم للوضع الأمني بالضفة الغربية والحالة الشعبية، وتم إبلاغ الجانب الإسرائيلي بأن السلطة لن تحتمل تبعات اغتيال الأسرى، وما سينتج عنه من حراك شعبي وفوضى".

كما أبلغ المجتمعون الجانب الإسرائيلي بأن اغتيال الأسرى سيحولهم إلى رموز وطنية، وسينتج عن ذلك حالة فوضى كبيرة بالضفة الغربية، ستستغلها حركة حماس لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وأكد جهاز المخابرات خلال لقائه مع "الشاباك"، اهتمامه بإعادة اعتقال الأسرى الفارين بأسرع وقت، حتى يهدأ الشارع الفلسطيني، كما طلب من "الشاباك" السيطرة على الصحافة الإسرائيلية، ومنع تسريب أي تعاون من السلطة في البحث عن الأسرى الفارين.

وكشفت المجموعة في التسريبات، أن العميد في جهاز المخابرات ناصر عدوي، قدم تقريرًا شاملًا عن مخيم جنين، وعناصر الجهاد الإسلامي التي يتوقع أن تحمل السلاح في المخيم، بالإضافة إلى أصدقاء المناضل زكريا الزبيدي، وتقييم لبعض العناصر التي كانت تحت إمرته في كتائب شهداء الأقصى.

وأوضحت التسريبات أن اللواء ماجد فرج عبر للجانب الإسرائيلي عن ارتياحه بعد اعتقال أربعة أسرى في مناطق الداخل المحتل عام 48، وخصوصًا اعتقال زكريا الزبيدي، ورغم ذلك طلب جهاز "الشاباك" عقد لقاء آخر مع جهاز المخابرات، فأرسل اللواء فرج كل من العميد ناصر عدوي ونائبه رزق يعقوب مرة أخرى، وكان اللقاء في القدس أيضًا، وتمحور حول شكوك "الشاباك" بأن يكون الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات في مخيم جنين فعلًا.

وأكدت التسريبات أن العميد ناصر عدوي قدم تقريرًا يدعم شكوك "الشاباك"، وأبلغهم بأن لديه معطيات بحاجة للتأكيد حول ذلك، واستمر النقاش لساعتين حول كيفية التعامل مع الموقف لو ثبت أن الأسرى الفارين في مخيم جنين، وكان رأي ناصر عدوي الذي نقله باسم الجهاز، هو تجنب اجتياح المخيم، والعمل على ابتزاز الأسيرين أيهم ومناضل للخروج دون مقاومة، معتبرًا أن حركتي حماس والجهاد تتطلعان لاجتياح المخيم، حتى يتم ضرب حالة الاستقرار بالضفة الغربية بكاملها، وشن عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وتابعت المجموعة في تسريباتها "بعد يومين وتحديدا يوم الثلاثاء 14 سبتمبر، أبلغت المخابرات بقيادة ماجد فرج، الشاباك الإسرائيلي بوجود معطيات تؤكد وجود الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات في منطقة جنين، دون تحديد أماكنهم بالضبط، كما أبلغوهم باستمرار اعتراض الاتصالات بين قيادات الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وبعض رموز الحركة في جنين، علما بأنه تمت محاولة مراقبة هواتف قيادات في الجهاد بغزة، ولكن لم يتم التعرف على هوياتهم أو ما نتج عن هذه المراقبة".

"بيغاسوس" ويوم الاعتقال

وكشفت التسريبات أيضًا عن طلب قدمه جهاز المخابرات لـ"الشاباك" الإسرائيلي يوم الخميس الموافق 16 سبتمبر، أوضح فيه عن حاجته لبرنامج "بيغاسوس" للتجسس، وذلك في إطار عملية البحث عن أيهم كممجي ومناضل نفيعات، وقالت مجموعة الضباط في التسريبات "نشكك أن الجانب الإسرائيلي وافق على ذلك، ونقدر أنه في حال حصل ماجد فرج على هذا البرنامج، فسيقوم بمراقبة قيادات فتح نفسها، وعلى رأسها جبريل والرجوب وتوفيق الطيراوي، وشخصيات في مكتب الرئيس نفسه، بالإضافة لقيادات أجهزة أمنية وعلى رأسهم نضال أبو دخان".

وتتابع التسريبات في سردها، "في اليوم التالي وتحديدًا عصر الجمعة الموافق 17 سبتمبر، وصلت معلومة خطيرة للجهاز تؤكد مكان الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات، في منطقة جنين، وفورًا تم نقل هذه المعلومة لـ(الشاباك) عبر العميد ناصر عدوي".

وكانت الخطة تتمحور حول خلق دائرة للتأثير على أيهم كممجي ومناضل انفيعات للخروج من المخيم، من باب ترهيبهم وعدم تسببهم بتفجير الأوضاع والتسبب بمعركة قد تمتد لكامل الضفة الغربية، وتم ذلك عبر شخصيات مقربة منهم أبلغتهم بعدم وجود أي فرصة أمامهم وأنهم قد يتسببون بإيذاء أطفال ونساء، وبعد أقل من 36 ساعة تمت عملية الاعتقال، بعد أن أعطى جهاز المخابرات للجانب الإسرائيلي إحداثيات المكان الذي تواجد فيه الأسيرين.

وعقب ذلك حدثت أول مكالمة بين اللواء ماجد فرج ورئيس جهاز "الشاباك" الجديد، وذلك يوم الأحد 19 سبتمبر، بمبادرة من الشاباك نفسه، لشكر ماجد فرج وفريقه على مساهمتهم في اعتقال أيهم كممجي ومناضل نفيعات، مع العلم أن من رتب الاتصال هو العميد ناصر عدوي.

تحذير في جنين

وفي ختام تسريبات "مجموعة الشهيد جاد تايه – الضباط الأحرار"، وجهوا رسالة تحذير لكافة المناضلين من الخروج من مخيم جنين هذه الفترة، أو التنقل على حواجز الاحتلال، لأنهم سيتعرضون للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بتوصية من جهاز المخابرات الذي سلّم تقارير كاملة عن كل المناضلين في المخيم ضمن عمليات البحث عن الاسيري كممجي وانفيعات.

وختم الضباط تسريبهم حول هذه القضية بالقول "الغريب أن ناصر عدوي أطلق على هذه العملية اسم (ملقط الخريف)، وهذا النوع من التسميات يستخدم فقط في (إسرائيل)، ولا نعرف إذا كان ناصر قد اجتهد من نفسه فأعطي تسميته للعملية، أم انه علم بهذا المسمى من قبل المُشغلين له في الشاباك".

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة