بدأت زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة كما كان مجدولا لها والتلويح بالخطر الإيراني حاضرا وبقوة، في وسط كثر الحديث فيه خلال الأيام القليلة السابقة عن حلف جديد -ناتو شرق أوسطي- كما صرح العاهل الأردني الملك عبد الله، أسوة بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمهامه المعروفة للتنسيق السياسي والأمني والعسكري بين أعضاء هذا الحلف، والدفاع عن الدول المشاركة بكافة الوسائل السياسية والعسكرية، فيما تعالت هذه الأصوات المطالبة بالحلف في الوقت المعلن عنه سابقا لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، ومع تسيير المسيرات الإيرانية باتجاه دولة الكيان الصهيوني.
كفكرة حلف مطلب للشعوب العربية والاسلامية بشكل دائم لمواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة والمكائد التي لا تنتهي، بداية من وجود السرطان الصهيوني والاستفراد بالشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، إلى التدخلات الغربية والأمريكية في المنطقة، والتي لا تسعى إلا لتقويض استقرار الدول العربية والإسلامية، محققة بذلك النقيض -فرق تسد-وعدم اعتماد هذه الدول على نفسها.
وبوجود الكيان الصهيوني وضمن هذا الحلف تكمن خطورته، وتبدأ المطالبة برفضه، محققة واشنطن بذلك دمج الكيان في المنطقة العربية متجاهلة حقوق الشعب الفلسطيني من جغرافيا وتاريخ وسياسة، كما أن وجود هذا الحلف يعزز التوجه الأمريكي للتواجد في الشرق الاسيوي بديلا عن الشرق الأوسط لمواجهة الخطر الصيني المهدد للمصالح الأمريكية.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الوسيط العراقي جاهدا لوضع حدا للخلاف بين السعودية وإيران، وتشير التقارير لوجود تفاهمات بالقرب من عودة السفارات لكلا البلدين كخطوة متقدمة لهذه التفاهمات والتعاون بين البلدين، تلوح واشنطن وتهدد من جديد بالملف النووي الإيراني، وعن اقتراب ايران من امتلاك القنبلة النووية، فبايدن القائل في حملته الانتخابية (سأجعل من السعودية دولة منبوذة) يعود للتخلي عن هذا الخيار لمصالح الولايات المتحدة ودولة الاحتلال التي بدأت تتأثر في المنطقة ومنع أي تقارب بين البلدين، ولتعزيز العداء التاريخي، متجاهلا ملف حقوق الانسان الذي طالما صدعت رؤوسنا به الولايات المتحدة وتتغنى به ضد الدول الضعيفة.
ولا ننسى أن بايدن مقبل على انتخابات نصفية للكونجرس الأمريكي المقررة في 8 من شهر نوفمبر، وجميعنا يعلم مدى تأثير اللوبي الصهيوني على نتائج الانتخابات الامريكية، وبذلك أراد أن يكسب ود الكيان الصهيوني قبل الانتخابات، من خلال التقاط صور حميمية بينه وبين لابيد، ومن خلال وثيقة "اعلان القدس"، متعهدا بتقديم المزيد من الدعم لدولة الاحتلال مغازلا بذلك اللوبي الصهيوني، ليحقق نتائج إيجابية لصالح حزبه، لما لها هذه النتائج من تأثير على باقي فترة حكم الرئيس بايدن.
باعتقادي أن هذا الحلف لن يكتب له النجاح كما هو متوقع له، ولن يحقق أهدافه إن تم تشكيله للأسباب التالية:
- لتضارب مصالح الدول التي ستنضم له.
- ولوجود أكثر من لاعب في المنطقة (الأمريكي-والصيني الروسي -وحديثا التركي.
- الشعوب العربية والاسلامية لن تتحمل وجود الكيان الصهيوني في هذا الحلف، وسيكون موقف الحكومات المشاركة ضعيفا جدا في مواجهة شعوبهم، وستنهض الشعوب رافعة لواء فلا نامت أعين الجبناء.