خاص لماذا فرَّ الاحتلال هاربًا من جنين دون إنجازات حقيقية؟

استهداف المقاومة في جنين لآليات الاحتلال المقتحمة

خاص - شهاب

أوضح المختص في الشأن "الإسرائيلي"، عادل ياسين، أن العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال في جنين، جسدت حالة الضعف التي يمر بها الكيان الإسرائيلي منذ عقدين من الزمن، مشيرا إلى أن ذلك ظهر جليا عبر إسراع قيادته لإنهاء العملية واقتصارها على يومين دون تحقيق إنجازات حقيقية.

وذكر ياسين في حديثه لوكالة (شهاب) للأنباء، اليوم الأربعاء، أن "هذا الاحتلال الذي اقتحم جميع المدن الفلسطينية عام 2002 في عملية السور الواقي التي استمرت ثلاثة أشهر تقريبا؛ بات يواجه معضلة في تنفيذ عملية واسعة بمفهومها التقليدي  حتى داخل مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته عن نصف كم رغم ما يمتلكه من إمكانات عسكرية وتكنولوجية هائلة".

وبحسب ياسين، فإن ما يؤكد هذا التراجع لدى الاحتلال خلال العقدين الأخيرين هو انسحابه من قطاع غزة عام 2005، وإخفاقاته في حرب لبنان الثانية عام 2006، وأيضا فشله في تحقيق أهدافه من العمليات العسكرية الأربعة التي خاضها أمام غزة. مبينا أنه في المقابل تمكنت المقاومة من تطوير إمكاناتها ومراكمة إنجازاتها خلال السنوات الماضية.

إقرأ/ي أيضا.. حماس: الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه بجنين وإرادة المقاومة انتصرت

ويرى ياسين أن العملية في جنين كشفت عن الفجوة بين التصريحات النارية التي يطلقها بعض الساسة الإسرائييلين حول ضرورة القيام بعملية عسكرية واسعة في نابلس وجنين، وبين ما تتطلبه العملية من أثمان وقدرة على تحمل تداعياتها، لافتا إلى أن ذلك يثبت أننا أمام مجموعة من "المراهقين السياسيين" يفتقرون للخبرة السياسية والعسكرية ويعيشون في عالم الخيال.

وفسر المختص في الشأن "الإسرائيلي"، إسراع الاحتلال بإنهاء العملية العسكرية على أنه عمل ضمن ضوابط تتمثل بتجنب وقوع خسائر بشرية في صفوفه للحفاظ على الشرعية المحلية للعملية أمام جمهوره، وتجنب المساس بالمدنيين الفلسطينيين قدر الإمكان للحفاظ على الغطاء الأمريكي.

ووفق ياسين فإن الاحتلال حرص كذلك على عدم اتساع رقعة العملية وامتداد تأثيرها إلى مناطق الضفة التي شهدت مواجهات عنيفة تضامنا مع جنين، وما قد يترتب عليه من دخول غزة على خط المواجهة وهو ما يفسر إقدامه على تعزيز نشر القبة الحديدية على الحدود مع غزة، ما يعني أن الأخيرة حاضرة في حساباته ويحسب لها ألف حساب  في صياغة القرار "الإسرائيلي" وتقدير مواقفه الأمنية.

أما على الصعيد العملياتي، فقال ياسين إن "المقاومة تمكنت من نسف مبادئ العقيدة الأمنية الإسرائيلية واحدة تلو الآخرى". متسائلا: "وإلا فكيف نفسر فشل المئات من  وحدات النخبة وقوات الألوية النظامية كجولاني والمظليين والناحل التي عملت تحت غطاء سلاح الجو من تحقيق الحسم أمام مجموعات صغيرة من المقاومين محدودة الإمكانات وفي بقعة صغيرة لا تتعدي نصف كم؟".

وأضاف أن "استمرار المقاومين في إطلاق النيران واستهداف قوات الاحتلال حتى الساعات الأخيرة وأثناء انسحابها يدل على بطلان فعالية قوة الردع واستمرار تآكلها، لذلك نرى بأن المحلل العسكري أمير بوحبوط اعترف بأن عملية الانسحاب لا تقل خطورة عن عملية الاقتحام".

إقرأ/ي أيضا.. مختص يوضح لـ شهاب مؤشرات العملية العسكرية في جنين

ويرى ياسين أن ما يؤكد حقيقة بطلان قوة الردع "الإسرائيلية" هو اعتراف قادة الجيش في بدايتها وحتى بعد انسحابه، بأن الهدف من العملية هو الحفاظ على قدرته للعمل بحرية في مناطق الضفة.

وبيّن ياسين أن هذه العملية وما سبقها من أحداث وإخفاقات متراكمة ومتتالية تدل على أننا أمام مرحلة جديدة من الصراع، تتمثل باستمرار تراجع قوة الكيان، وتطور إمكانات المقاومة وأساليبها وما يحمله ذلك من مؤشرات حول مدى قدرة الكيان على التعامل مع كم التهديدات والتحديات المستقبلية.

إقرأ/ي أيضا.. قيادي في القسام: خسائر جيش الاحتلال بجنين أكبر بكثير مما أعلنه

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة