يواجه أهالي مدينة القدس مخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية والتهجيرية، بإرادة راسخة لا تنتزع روحهم من مدينتهم المقدسة، وإنْ ابتعدت أجسادهم في بعض الأحيان عن المدينة المحتلة، جراء سياسات الإبعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
وتُصعّد قوات الاحتلال من اعتداءاتها في القدس عبر عمليات الهدم وانتهاك المقدسات، التي يجري تدنيسها بشكل متكرر خلال اقتحامات المستوطنين وأدائهم الطقوس الدينية في باحات المسجد الأقصى.
وبهذا الصدد، يقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس صالح الشويكي إنّ "الاحتلال الصهيوني يخشى التحركات الشعبية، وهو لا يعرف إلا لغة القوة".
الصمود المقدسي
يشير الشويكي إلى أن السلطة تشارك الاحتلال في جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني، مشدداً على أن هذه السياسات شجعت المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وينوه إلى أن المقدسيين يواصلون صمودهم في أرضهم، رغم كل محاولات الاحتلال الساعية إلى تهجيرهم، وطردهم من منازلهم.
من جانبها، تؤكد المرابطة المقدسية رائدة سعيد أن شعبنا بحاجة لهبة مقدسية على غرار انتفاضة البوابات، لمواجهة سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى والقدس.
قرارات الإبعاد متزايدة
تُبيّن سعيد أنّ مدة الإبعاد التي يفرضها الاحتلال عن الأقصى والبلدة القديمة والقدس، تصل في بعض الأيحان إلى مدة عام كامل، منوهة إلى أن قرارات الإبعاد في تصاعد مستمر.
وأبعدت سلطات الاحتلال مؤخراً، نائب مدير الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس الشيخ ناجح بكيرات، والذي أعلن رفضه القاطع لقرارات الإبعاد، معرباً عن تمسكه بالحق الفلسطيني الخالص بالمدينة المقدسة.
وقال بكيرات إن الاحتلال يفعل كل ما يمكن لتفريغ المدينة المقدسة، وتهجير أهلها وحصار المسجد الأقصى، محذراً في الوقت ذاته من أن قضية الإبعاد وتزايدها هذه الأيام، تمهد لخطرٍ قادم يهدد الأقصى.
وأبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 877 مقدسياً عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومدينة القدس، خلال النصف الأول من عام 2023 الجاري.
ووثق مركز معلومات وادي حلوة 516 قرار إبعاد عن البلدة القديمة بالقدس، و305 عن المسجد الأقصى، إلى جانب ملاحقة المبعدين المرابطين على أبواب الأقصى، عبر احتجاز الهويات وتصويرها، والاعتداء عليهم بالدفع والضرب والاعتقال.