من هو الشهيد عبد الفتاح خروشة الذي هدم الاحتلال منزله الليلة؟

الشهيد عبد الفتاح خروشة

في الثامن من مارس / آذار الماضي، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيّم جنين بشكل مفاجئ، معلنةً اغتيال منفذ عملية إطلاق النار في بلدة حوارة الشهيد عبد الفتاح خروشة.

واستخدم الاحتلال في عملية الاغتيال نحو 40 آلية عسكرية، معززة بقوات خاصة تسللت إلى مخيم جنين بزي مدني، وحاصروا منازل في شارع مهيوب شرق المخيم، وحينها قصفت هذه القوة أحد المنازل بصواريخ، بينما كانت مروحيات ومسيرات تشارك في عملية الهجوم، الذي أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة 26 آخرين.

وفي 26 فبراير/ شباط المنصرم، نفذ الشهيد خروشة، عملية إطلاق نار في بلدة حوارة جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، قتل خلالها مستوطنيْن إسرائيليين شقيقين من مستوطنة "هار براخا"، أحدهما جندي في جيش الاحتلال.

ونفذت عملية خروشة، في المنطقة الأكثر حساسية والأخطر أمنيا جنوب مدينة نابلس، بعد 5 أيام من ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي "مجزرة نابلس"، وأطلق 12 رصاصة من عيار "9 مليمترات"، على المستوطنين من مسافة صفر، قبل أن ينسحب سيرا على الأقدام.

الأسير المُهجّر

ولد عبد الفتاح خروشة (49 عاما) في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس، لعائلة مهجرة من مدينة اللد بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بين 9 إخوة من الذكور و7 أخوات.

استشهد شقيقه سميح إبان الانتفاضة الأولى عام 1987، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه قرب المخيم وهو داخل مركبته، ولم يستسلم فقام بدهس عدد من الجنود قبل استشهاده.

وفي مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالمخيم تلقى خروشة تعليمه الابتدائي والأساسي، وغادر مقاعد الدراسة ليتعلم مهنة قيادة الشاحنات ويواجه بها الحياة وشظف العيش في المخيم.

وواصل حياته كرجل ملتزم بدينه ويحظى بمحبة واحترام الجميع، وعرف باكرا بانتمائه لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي صار أحد قادتها بالمخيم، ثم تزوج وأنجب ابنه البكر خالد، ومحمد وقسام، وشقيقتين أخريين.

وبعد عام 2007 بدأ مسلسل الاعتقال بحقه لدى الاحتلال، فاعتقل مرات عدة وقضى نحو 6 سنوات بسجونه، كان آخرها قبل 3 سنوات، حيث أفرج في ديسمبر 2022.

وقبل نحو عامين ونصف، فقد خروشة والدته التي توفيت وهو بالسجن، بينما توفي والده عام 2004. وابنه البكر الأخير خالد (24 عاما) متزوج وله طفل وطفلة، أما نجله الأوسط محمد فقد اعتقله الاحتلال تزامنا مع الاعتقال الأخير لوالده، وقضى عامين بسجون الاحتلال.

وتزامنا مع اقتحام الاحتلال مخيم جنين وتصفية خروشة ورفاقه، داهمت قوات الاحتلال منطقتي مخيم عسكر والمساكن الشعبية شرق نابلس في عملية خاطفة واعتقلت نجليه، محمد وخالد، واعتدت بالضرب المبرح على محمد أمام والدته وشقيقاته حتى سالت الدماء منه.

وعقب استشهاده انطلقت مسيرات عفوية داخل مخيم عسكر، وهتف المتظاهرون نصرة للشهيد، وأعلن الإضراب الشامل آنذاك في نابلس حدادا على أرواح الشهداء، ونعت كتائب القسام الجناح العسكري لـ "حماس" شهداء جنين.

وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الشرقية لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية؛ تمهيداً لهدم منزل الشهيد عبد الفتاح خروشة.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة