قال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، إن إقرار حكومة الاحتلال ما يسمى بـ "الخطة الخمسية لتطوير شرقي القدس" يهدف إلى تهويد المدينة والسيطرة عليها بشكل كامل.
ونفى صبري في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، مزاعم الاحتلال التي تتحدث عن تطوير شرقي المدينة، مؤكدًا على أن الاحتلال يسعى إلى بسط سيطرته المطلقة على المدينة.
وتابع صبري، من يتجول في غربي مدينة القدس ثم ينتقل الى شرق المدينة يلاحظ الفرق الكبير والواضح في الخدمات، مشيرًا إلى أن أهالي القدس محرومون من بناء الشقق السكنية ويضع الاحتلال عقبات وتكاليف ضخمة لإعاقتهم عن ذلك.
وأضاف صبري، أمام العقبات الإسرائيلية والتكاليف الباهظة التي يتم فرضها لا يستطيع أي مواطن مقدسي بناء منزله له، وبالتالي فإن هذه المدينة باتت تتآكل من حيث الحجم والمساحة.
وأشار إلى أن المستوطنات باتت تبتلع أراضي مدينة القدس وتحاصرها، فيما تتعرض المدينة لحصار شديد لقتلها تجاريًا واقتصاديًا وعلميًا.
وقال صبري إن مشاريع الاستيطان في القدس ينفق عليها مليارات الشواكل من قبل اللوبي الصهيوني العالمي لتنفيذ مخططاتهم، وفي المقابل مع الأسف لا يوجد ميزانية لأهل القدس، ونلهث وراء المساعدات القليلة التي تحاول تثبيت المواطنين المقدسيين.
وأعرب صبري عن بالغ أسفه من عدم دعم السلطة الفلسطينية في رام الله للمؤسسات المقدسية، مضيفًا: "لو أرادت السلطة ان تدعم القدس فبإمكانها عبر طرق متعددة أن تدعم المؤسسات المقدسية، لكن للأسف هي تدعم بعض الأفراد التابعين لتنظيم معين".
"أسرلة التعليم"
وأوضح صبري أن أبرز أهداف الخطة الخمسية هي أسرلة التعليم والإشراف على المنهاج، مضيفًا: في البداية كان تطبيق المنهاج الإسرائيلي اختياري، لكن هذه الأيام لجأت بلدية الاحتلال للضغط لتطبيق المنهج الإسرائيلي بشكل إجباري.
وذكر خطيب المسجد الأقصى أن بلدية الاحتلال مساعدات لبعض المدارس لقاء الضرائب التي يدفعها المواطن المقدسي، إلا أنها بدأت باستخدام هذه الأداة للضغط على المدارس لتطبيق المنهاج الإسرائيلي.
وأقرت حكومة الاحتلال الأحد الماضي، ما تسمى بـ "الخطة الخمسية لتطوير شرقي القدس"، بهدف تعميق سيطرتها المطلقة على المدينة المحتلة، وتغيير وجهها العربي والإسلامي كاملًا.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تخصيص ميزانية بقيمة 3.2 مليار شيكل لخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشرقي المدينة، مدتها خمس سنوات من 2024-2028.
ومن خلال خطتها الخمسية، تهدف الحكومة اليمينية المتطرفة إلى تشديد قبضتها على المدينة المحتلة، وخاصة في مجالات التعليم والاستيطان.
وقال نتنياهو: "تعزز حكومتنا سياستنا لصالح القدس الموحدة والقوية تحت السيادة الإسرائيلية، ولهذه الغاية، قدمنا إلى الحكومة قرارًا مهمًا للغاية بقيمة 3 مليارات شيكل سيغيّر وجه مدينة القدس".
وتُركز الخطة بشكل أساس على التعليم، ويُخصص بند التعليم والتدريب 800 مليون شيكل، بهدف "زيادة عدد ونسبة الطلاب في المناهج الإسرائيلية وبرامج الإعداد للأكاديمية الإسرائيلية، بحيث تؤدي لاندماجهم في الأكاديمية وعالم التوظيف، من خلال توفير حوافز مادية وتربوية".