"مرتكبو المحرقة التاريخية"

تقرير حرب غزة تهشم "صورة" الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي

خاص - شهاب

فضحت الحرب العدوانية المستمرة التي تُشن على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر متواصلة، ما تسمى بـ"الصورة الأخلاقية والإنسانية" للإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي الفاشي.

جيش الاحتلال لم يتوقف للحظة خلال عدوانه الهمجي المتواصل عن ارتكاب الجرائم والمجازر بحق سكان قطاع غزة، بدعم كامل من إدارة جو بايدن ماليا وسياسيا وعسكريا بأحدث الأسلحة الفتاكة.

يتفق مع ذلك تقرير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، والذي جاء فيه إن الصورة الأخلاقية والإنسانية للإدارة الأمريكية وللاحتلال "الإسرائيلي" تهشّمت بشكل واضح أمام كوارث التَّجويع والقتل والإبادة الجماعية والتدمير الممنهج للأحياء السكنية وللبنى التحتية ولشبكات الماء والصرف الصحي والكهرباء ولكل قطاعات ومناحي الحياة في قطاع غزة.

ويؤكد "المكتب الإعلامي" أنه بدى ذلك واضحاً بأنه مخطط له من قبل الاحتلال والأمريكان وبشكل ممنهج وبنية مبيتة ومسبقة وبصورة يندى لها جبين البشرية والإنسانية.

مجاعة حقيقية

وحذر من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية إدخال المساعدات والوقود إلى قطاع غزة ونُحملهم المسؤولية الكاملة عن كارثة إنسانية وشيكة.

ويواصل جيش الاحتلال، إغلاق جميع المعابر والمنافذ المؤدية إلى قطاع غزة منذ 26 يوماً، بدعم كامل وبمباركة وتأييد من الإدارة الأمريكية، مما يُنذر بتفاقم أزمات الغذاء والماء والدواء. وفق "المكتب الإعلامي الحكومي". 
وذكر أن ذلك يعزز فرص وقوع مجاعة حقيقية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ينفذها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأمريكية.

إغلاق المعابر

ومنذ نحو 26 يوما، يحتل جيش الاحتلال معبر رفح البري الحدودي بين غزة وجمهورية مصر العربية، كما يواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري أمام دخول البضائع والمساعدات الإنسانية.

وأدى ذلك إلى وقوع أزمات إنسانية مركّبة بمنع 22,000 جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، وكذلك بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية لقطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة 2,4 مليون إنسان، بينهم أكثر من 2 مليون نازح يعيشون على المساعدات بشكل أساسي ووحيد، وفي ظل فقدان ربع مليون رب أسرة لأعمالهم ووظائفهم بسبب حرب الإبادة الجماعية، وهو ما خلّف انعدام السيولة النقدية لديهم مما يعزز فرص تعميق المجاعة بشكل واضح.

كما ويمنع الاحتلال، إدخال الوقود وغاز الطهي والدواء ضمن سياسة الضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وهي جريمة ضد الإنسانية، مما أدى إلى توقف أكثر من 98% من مخابز قطاع غزة عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي، وكذلك توقف أكثر من 700 بئرٍ للمياه عن العمل بسبب الاستهداف ومنع إدخال الوقود، مما يُعزز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصة ضد الأطفال والنساء.

محرقة تاريخية

وتتوالى الإدانات لاستمرار حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأمريكية، وكذلك المجازر المتواصلة التي يرتكبوها ضد المدنيين النازحين وضد مراكز الإيواء والتي كان آخرها استهداف مراكز إيواء بمخيم جباليا وبمحافظة رفح، وسط دعوات إلى كل دول العالم الحر لتصعيد شجب وإدانة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل.

كما حذرت جهات فلسطينية، المجتمع الدولي وكل دول العالم من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي في قطاع غزة، محملة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن النتائج الكارثية لهذه الحرب المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني والتي راح ضحيتها أكثر من 130,000 ضحية من شهداء وجرحى ومفقودين ومعتقلين تم إخفاؤهم إخفاءٌ قسري.

وفي سياق متصل، انطلقت دعوات عديدة للمحكمة الجنائية الدولية وكل المحاكم الدولية الأخرى وجميع القضاة الأحرار في العالم، إلى ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأمريكيان الذين قتلوا أكثر من 36,000 إنسان في محرقة تاريخية لم يشهد العالم لها مثيل، كما مطالبة إياهم بتقديمهم إلى محكمة عادلة كمجرمي حرب ومحاسبتهم وإيقاع بحقهم أقسى العقوبات على هذه الجرائم الفظيعة.

يذكر أنه رغم المجازر اليومية وجرائم الحرب المرتكبة بحق سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، إلا أن إدارة بايدن لم تتوقف عن دعمها اللا محدود لجيش الاحتلال على الأصعدة كافة لا سيما في المحافل الدولية، الأمر الذي جعله يتمادى في وحشيته. ولا تزال الإدارة الأمريكية حتى اللحظة تعرقل بـ"الفيتو" صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم الإجماع الدولية بضرورة وضع حد نهائي له وللمأساة الإنسانية بالقطاع الذي تحاصره "إسرائيل" منذ ما يزيد عن 17 عاما.

وتكشف بيانات وتقارير فلسطينية رسمية من أن "الواقع في قطاع غزة اقترب من الخروج عن السيطرة، وبالتالي وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة"، لذا دعت دول العالم الحر وكل المنظمات الدولية والأممية للضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، وفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وكل المعابر البرية والسماح لآلاف الجرحى والمرضى بالسفر لتلقي العلاج في الخارج، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية وأيضا الوقود وغاز الطهي وكل احتياجات أهالي القطاع.

ويستمر جيش الاحتلال في حربه الوحشية على قطاع غزة منذ أكثر من 240 يوما، ويرتكب يوميا خمس مجازر على الأقل بحق المدنيين العزل، علما أن حصيلة ضحايا العدوان نحو 36379 شهيد و82407 إصابة منذ السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى ما يزيد عن 10 آلاف مفقودا تحت أنقاض وركام المنازل المدمرة وفي الطرقات.
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة