كشفت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا عن توثيقا (90) لاجئة فلسطينية معتقلة في سجون النظام السوري، ومن بينهم طالبات جامعيات وناشطات وأمهات مع أطفالهن.
ويواصل النظام السوري التكتم على مصير المعتقلات بالتزامن مع تقارير وشهادة معتقلات فلسطينيات وسوريات تعرضن للتعذيب والاغتصاب ومن ثم القتل على يد عناصر الأمن السوري وعناصر موالية له.
ومن بين المعتقلات اللاجئة الفلسطينية المفرج عنها والتي تُعرف باسم (هدى) حيث تروي الشابة الفلسطينية (هدى) ابنة 18 عاماً تفاصيل رحلة العذاب خلال فترة اعتقالها بدءاً من الضرب والصعق بالكهرباء وانتهاءً بالاغتصاب لمرات عدة.
وبحسب مركز توثيق المعتقلين فإن (هدى) ابنة مخيم اليرموك رفضت التصريح عن اسمها الحقيقي لاعتبارات قد تفهم من خلال معاناتها في السجون السورية، وتشير الشهادة إلى أنه تم اعتقال الشابة من قبل عناصر الجبهة الشعبية –القيادة العامة الموالية للنظام على بوابة المخيم بتهمة الإرهاب.
حيث تعرضت للتعذيب على يد عناصر «الجبهة الشعبية» – القيادة العامة ـ قبل أن يتم تسليمها واقتيادها مع ثلاث لاجئات فلسطينيات من مخيم اليرموك إلى فرع ما يسمى «فلسطين -235» في دمشق في بدايات عام 2013م، وأمضت فيه 4 أشهر.
ووفقاً للشابة (هدى) تتحدث عن ممارسة عناصر الأمن السوري أشكال التعذيب كافة، فبعد الزج بها في زنزانة مساحتها 3 ×4 أمتار، ومعها 18 معتقلة معظمهن فلسطينيات، بدأ مسلسل التعذيب من الصعق بالكهرباء و»الشبح» والضرب بالسياط والعصي الحديدية، ثم نُقلت إلى فرع «المداهمة -215» في دمشق، وتصف طرق التعذيب فيه بأنها أشد قسوة من فرع فلسطين «أضعافًا مضاعفة».
وتضيف «كان المحققون يستجوبونني عن أسماء فتيات وشبان من مخيم اليرموك، وعندما أنكرت معرفتهم تعرضت للضرب والتعذيب والشبح والصعق بالكهرباء، كما تعرضت للاغتصاب أثناء وجودي في الفرع لمدة تزيد عن الخمسة عشر يومًا، وفي بعض الأيام كان الاغتصاب يتكرر أكثر من عشر مرات يوميـًا من ضبـاط وسـجانين مخـتلفين».
وتؤكد في شهاداتها أنه وبعد اغتصابها حملت إلا أنها أجهضت نتيجة الضرب، حيث قالت الشابة «أدت إصابتي بنزيف حاد وفقدان للوعي، وألقيت بعدها في زنزانة مليئة بجثامين معتقلين قتلوا تحت التعذيب حيث أجبرت على البقاء فيها أمام الجثث والدماء لما يقارب ثلاثة أسابيع، بعدها اكتشفت أني حامل إلا أنني أجهضت جراء التعذيب والضرب العشوائي وكان اغتصاب المعتقلات أمراً شائعًا، وأن «إحداهن حاولت الانتحار مرات عدة فكانت تضرب رأسها في جدران الزنزانة وفي كل مرة كانت تغيب عن الوعي لساعات».
وتضيف(هدى) أنها كانت شاهدة على حالة ولادة لفتاة فلسطينية تبلغ من العمر 20 عاماً حملت جراء الاغتصاب المتكرر في الفرع، وعن ذلك تقول الشابة الفلسطينية «بعد ولادتها لم تحتمل النظر إلى الطفل أو إبقاءه بجانبها في الزنزانة ولم تكن تستطع سماع صوت بكائه فكانت تحاول التخلص منه وقتله وعدم مشاهدته، وتضيف أنه «بعد أيام عدة دخل أحد السجانين وأخذ الطفل مشيرةً إلى أنه لو أنهم يعلمون أن وجوده في الزنزانة سبب في تعذيبها لما أخذوه».
كما تتحدث (هدى) كيف توفيت إحدى المعتقلات بسبب سوء التغذية والاغتصاب حيث تعرضت لنزيف حاد، وتركت في الزنزانة بينهم بدون أي عناية طبية وبدون إدخال أي نوع من الأدوية.
وعن أصناف التعذيب التي تحدثت عنها (هدى) تقول الشهادة «إنها كانت تجبر على تناول الطعام الذي يلقى لها على الأرض فوق الدماء، وكانوا يحضرون لها وجبة واحدة فقط في اليوم وهي عبارة عن صحن من البرغل وأحيانًا رغيف خبز، وتروي كيف أجبروها على المشي فوق أجساد المعتقلين الأحياء منهم والأموات».
وتضيف (هدى) متحدثةً عن الأحياء «أما الأحياء فكنت أستمع إلى أنينهم أثناء مروري على أجسادهم، حيث كانت الجثث تملأ الممرات الموصلة إلى زنزانتها».
كما أشارت الشهادة إلى «قيام الضباط السكارى بالاعتداء العشوائي على المعتقلات داخل الزنازين بالضرب بدون مبرر بالإضافة للشتم، حيث توفيت احدى المعتقلات ذات مرة بعد إصابتها بنزيف في رأسها أثناء الاعتداء العشوائي علينا».
وتحدثت الشهادة «عن أعمال انتقامية مارسها الضباط والسجانون داخل الفرع نتيجة الخسائر التي كان يتكبدها النظام خارج أسوار السجن، كما تعرضت للمعاقبة في الحبس الانفرادي لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر بسبب شتمها الرئيس السوري أثناء التعذيب».
ووفقاً لـ (هدى) فأن معاناتها لم تنته بخروجها من السجن فقد دخلت في معاناة أخرى حيث علمت أن والدها قضى منذ أشهر عدة نتيجة القصف، وتم اعتقال أشقائها الأربعة، فحاولت تقصي الأخبار عنهم لمعرفة مصيرهم بعد استعانتها بمنظمة التحرير وسفارة فلسطين في دمشق.
وتقول (هدى) معلقة عن ذلك «أجابني أحد موظفي السفارة لو أنهم لم يكونوا إرهابيين لما تم اعتقالهم كل هذه المدة وأنهم يستحقون أكثر من الاعتقال لأنهم إرهابيون، وتقول إنها استطاعت التعرف على صور ثلاثة من إخوتها من خلال الصورة المسربة للمعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، فيما يزال مصير أخيها الأصغر مجهولاً.