"مصنع الاعتقال السياسي للسلطة"

خاص "مسلخ أريحا".. غوانتانامو سلطة رام الله الداخل إليه "مفقود" والخارج منه "مولود"

لا تزال ذاكرة الشباب الفلسطيني في الضفة المحتلة، الرافض لممارسات وانتهاكات أجهزة السلطة الفلسطينية حية، بمشاهد مروعة وصادمة لمن اعتقل منهم في سجون السلطة خاصة سجن أريحا سيء السمعة والصيت والذي يُطلقون عليه "مسلخ أريحا".

ويقع سجن أريحا في منطقة "شفا الغور" بمدينة أريحا شمالي الضفة المحتلة، ويتكون من قسم للنساء وآخر للرجال، أما الأول فيتكون من غرفتين، ويتكون الآخر من عدة أقسام (الجنائي، السياسي، الأشبال)، ولكل واحد منها غرف منفصلة.

وشرعت أجهزة السلطة منذ نشأتها بتنفيذ حملات اعتقال واستدعاءات سياسية، ليس فقط بحق أنصار وكوادر حركة حماس، بل ضد أي من يخالف نهجها السياسي المتسق مع الاحتلال الإسرائيلي أمنياً.

وطبقاً لاتفاقية أوسلوا، والتزاماً من السلطة ببرنامجها الأمني المشترك مع الاحتلال، سخرت السلطة الفلسطينية كافة أجهزتها وأدواتها الأمنية في ملاحقة وتعقب المقاومين والناشطين والطلبة، وكل من يخالف نهجها.

ومن داخل "مسلخ أريحا" سيء السمعة، وتحديدا عام 2006، اعتقلت قوات الاحتلال أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وأربعة من رفاقه.

وكان سعدات وأربعة من رفاقه معتقلين منذ 2002 في هذا السجن تحت إشراف أميركي بريطاني على أساس تفاهم مع السلطة الفلسطينية حتى لا يتم تسليمهم إلى "إسرائيل".

مشاهد صادمة

ويروي حمزة القرعاوي المعتقل السياسي السابق لدى أجهزة السلطة بالضفة المحتلة بسجن أريحا مشاهد تعذيب وحشية وصادمة حيث مكث هناك مدة ثمانية أيام.

ويؤكد القرعاوي أن أول أيام اعتقاله كانت صعبة جدًا في سجن أريحا، إذ وضع بزنزانة وسط درجة حرارة عالية وتعرض داخلها للشبح والتعذيب.

وبين خلال حديثه في وقت سابق لوكالة إعلامية محلية، أن المحققين تعمدوا ضربه بعد مشادة كلامية، وتم شبحه قرابة 12 ساعة متواصلة رغم إضرابه عن الطعام.

وقال إن مرحلة جديدة بدأت بعد الشبح والتعذيب من خلال تحقيق قاس لساعات طويلة واعتقال مستمر داخل الزنزانة.

وأكد القرعاوي أنه آن "الأوان لوقف الاعتقال السياسي.. فنحن شعب واحد ولا يجوز أن تكون معركتنا داخلية"، مشددا على أن الانقسام لا يسمح للسلطة الفلسطينية بأن تحقق معه بأمور تتعلق بالاحتلال.

دعوة لوقف التعذيب

بدوره، أكد خليل عساف رئيس تجمع الشخصيات المستقلة ونائب رئيس لجنة الحريات بالضفة، وجود انتهاكات كثيرة تمارسها السلطة بحق كل من يعارض النظام، من بينها الاعتقال على ذمة المحافظ، واصفا إياه بالاعتقال الاداري الفلسطيني".

ووصف عساف في تصريح خاص لوكالة "شهاب" مساء الأربعاء، نقل المعتقلين السياسيين من مختلف محافظات الضفة المحتلة لسجن أريحا بالإجراء غير القانوني.

 وشدد على أن اللجنة الأمنية المشتركة الموجودة بسجن أريحا والمكونة من كل الأجهزة الأمنية هي من أجل المحافظة على رأس النظام، وقائمة على مبدأ ومنطق "توزيع الدم" لكل من يعارض نظام السلطة".

وبين أن هناك قرار صدر في عام 2013 بحل اللجنة الأمنية المشتركة الموجودة بسجن أريحا سيء السمعة والصيت".

وأكد عساف أن سجن أريحا يسئ لنضال شعبنا الفلسطيني وحريته وإلى سعيه لفضح "إسرائيل" وملاحقتها في محكمة جرائم الاحتلال"، مضيفا "لا تهينوا الناس حالة القهر والكبت ممكن تؤدي إلى أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، وأن وتبدأ بوادر حرب أهلية نحن في غني عنها".

وقال" نحن نعيش تحت احتلال ويوجد تطهير عرقي في الأغوار بشكل خاص التي تقع أريحا بداخلها، نريد تثبيت المواطن بأرضه، وصاحب الفكرة لا يهان".

وطالب عساف بوقف حملات الاعتقال والاستدعاءات السياسية، ووقف التعذيب الذي يمارس بحق كل من يعارض السلطة خاصة بسجن أريحا"

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة