خاص – شهاب
أكد رئيس مركز القدس الدولي د.حسن خاطر على أهمية التحشيد الإعلامي عبر وسائل الإعلام الفلسطينية للتصدي ومواجهة رواية الاحتلال "الإسرائيلي" حول مدينة القدس؛ لا سيما قبل يوم من ما تسمى بـ"مسيرة الأعلام التهويدية" في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال خاطر في حديثٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، مساء الأربعاء 17 مايو 2023، إن المعركة الدائرة بين الشعب الفلسطيني وبين حكومة الاحتلال المتطرفة ومستوطنيه، تتطلب منا "مواجهة الشيء بالشيء ومواجهة الموقف بالموقف والصورة بالصورة والعلم بالعلم ومواجهة التهويد بالتحدي والمقاومة".
وأشاد د.خاطر بحملة "ارفع علمك" التي روّج لها الإعلام الفلسطيني من فضائيات ووكالات وصحف، مبينّا أنها ستكون ذات دورٌ كبير في دعم المرابطين أمام المستوطنين المتطرفين.
وأضاف أن الدعوات المقدسية لشد الرحال والرباط بالأقصى، هي مرتبطة بتجارب سابقة وليست مجرد دعوات، مُشيرًا إلى أن المقدسيين هم أصحاب التجربة الكبيرة في مقاومة مخططات الاحتلال وعدوانه على المدينة ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
وتابع: "المقدسيون هم أصحاب المواقف والفعل على أرضهم أمام الاحتلال، وشهدنا جميعًا نجاحهم بالتصدي وتحقيق المفاجآت في جولاتٍ عديدة؛ منها ما هو مرتبط بمسيرة الأعلام ومنها ما ارتبط سابقًا بأمورٍ أخرى، مثل البوابات الالكترونية وباب الرحمة".
وذكر أن هذه المسيرات التهويدية التي دعت لها جماعات الهيكل المتطرفة، هي استفزازية من الطراز الأول، ستُحرّك الشارع الفلسطيني وستكسر النمط السلبي في تفكير العديد من المواطنين، وستضع العالم والأحرار وجهًا لوجه "بدون مكياج" وبدون أكاذيب أمام هذه الممارسات المتطرفة داخل باحات الأقصى المبارك.
وأكمل د.خاطر: إيجابيات هذه المسيرة أنها ستكون عنصر قوي جدًا في استفزاز الشارع الفلسطيني والشارع العربي والإسلامي، لأن الأحداث جميعًا ستتمحور في مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وفي قلب أولى القبلتين وقبلة المسلمين الأولى.
وقال إن هذه الأعمال التهويدية التي تواصل حكومة الاحتلال تنفيذها بالمدينة المقدسة، قد تُحرّك كل المُكابرين على المفاوضات السياسية وكل من راهنوا كثيرًا على الأكاذيب والتظليل، واكتشفوا أنهم وجهًا لوجه أمام هذه الحقائق المفرغة.
وأردف: "الاحتلال يخشى ردود الفعل، سواء من المقاومة في غزة أو الضفة الغربية، والمقاومة الغير منظمة، والفردية، وردود الفعل في المخيمات والمدن والقرى وداخل القدس نفسها"، موضحًا أن مسيرة الأعلام ستُفجّر كل نقاط القوة الموجودة في المجتمع الفلسطيني وحتى في دول الجوار وفي فلسطين الشتات.
وبيّن أن مسيرة الأعلام، هي حدثُ تراهن عليه دولة الاحتلال بأكملها، وتصنعه بكل مكوناتها العسكرية والسياسية والدينية، وتحشد المستوطنين لها بواسطة منظمة جماعة الهيكل.
ووفق المختص في شؤون القدس والاستيطان، فإن حكومة الاحتلال ستسعى دائمًا إلى صنع صورة مهيمنة على المدينة المقدسة، من خلال تحشيد عدد كبير من المستوطنين، وارتداء زي شبه موحد، وترديد هتافات عنصرية موحدة ضد الفلسطينيين؛ الأمر الذي باعتقادها "سيترك بصمة سلبية في ذاكرة المقدسيين وسيتجنبون الدفاع عن المقدسات".
وشدد خاطر على أن صنع صورة الهيمنة على المدينة المقدسة، هي من الأهداف الرئيسية لحكومة الاحتلال، لمحاولة نكران الصورة الحقيقية للقدس والتي لا تظهر في يومٍ واحد، وإنما على مدار أيام كثيرة في العام؛ كشهر رمضان والمناسبات الدينية وأيام الجمعة والكثير من المناسبات.
وتابع: "شاهدنا محاولات من قبل نتنياهو وبن غفير وغيرهم، لطمأنة المستوطنين المُشاركين أنه لن يكون هناك صواريخ ولن يكون هناك رد، وسيتوفر الأمن، وسيحاولون إقناع هؤلاء بالقدوم، لأنه أصبح هناك حجز نفسي كبير بين هؤلاء المتطرفين وبين القدس، لأن المدينة المقدسة أصبحت تُشكّل عقبة ومصدرَ خوف بالنسبة للكثير من المستوطنين".
ووجّه د.خاطر رسالة للمقدسيين المرابطين والمقاومة الفلسطينية، قائلًا "رهاننا لا شك على المقدسيين والمقاومة، فهم خط الدفاع الأول والأخير عن المدينة المقدسة".
وواصل: "المقاومة والأحرار من شعبنا الفلسطيني، يقفون خلف المقدسيين المتواجدين في الميدان، الذين أفشلوا مرارًا وتكرارًا مخططات الاحتلال، ولديهم دائمًا العزيمة الجبّارة لإفشال كل مخططات التهويد ومن ضمنها مسيرة الأعلام".
وختم خاطر حديثه: " الاحتلال لا يحسب حسابًا في الدرجة الأولى أكثر من حسابه لهؤلاء المرابطين والصامدين والقابضين على الجمر في مواجهة كل المخططات التي تسعى لتهويد القدس"، مُتابعًا " لهذا السبب نحن جميعًا نشد على أيديهم ونُراهن عليهم وعلى مواقفهم، وبإذن الله النصر حليف هؤلاء المرابطين ولهذه المدينة الصامدة، والتي هي رمزٌ لكل فلسطين والأمتين العربية والإسلامية وليس فقط للمقدسيين".
وتسود أوساط الفلسطينيين حالة من الترقب الشديد لما ستؤول إليه الأوضاع غدًا في مدينة القدس، خاصة أن كل الأنظار تتجه نحو المدينة، وما يمكن أن يحمله هذا اليوم من تطورات وأحداث ميدانية.
ورفعت شرطة الاحتلال مستوى التأهب والاستنفار في صفوف قواتها، وحوّلت البلدة القديمة ومنطقة باب العامود ومحيط المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، لتأمين المسيرة الاستفزازية، عشية "مسيرة الأعلام" غدًا الخميس.
ومن المقرر أن يُشارك نحو 3 آلاف عنصر من شرطة الاحتلال في تأمين مسيرة المستوطنين التي تُنظم سنويًا في ذكرى ما يسمى يوم "توحيد القدس"؛ أي ذكرى احتلال الشطر الشرقي للمدينة عام 1967.
وتُحظى الجماعات المتطرفة التي تُشرف على تنظيم المسيرة، بدعم قوي من المستوى السياسي الإسرائيلي، والذي يعمل دومًا على تكريس مبدأ فرض "السيادة الكاملة" على القدس، حيث أصبح هذا العام، مُنظموها أمثال المتطرف "إيتمار بن غفير"، و"بتسلئيل سموتريتش" من صُناع القرار في "إسرائيل".
كما تواصلت الدعوات المقدسية، للحشد والرباط والمشاركة الواسعة في حملة الفجر العظيم غدًا الخميس، في ساحات المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، لإفشال "مسيرة الأعلام" الاستيطانية.
وشددت الدعوات على ضرورة شد الرحال إلى الأقصى، وتعزيز التواجد والرباط فيه، تزامنًا مع هذه المسيرة الاستيطانية.