23 عامًا على انتفاضة الأقصى

تقرير قادة حماس الشهداء.. روّاد التضحية ومنارات الفداء

قادة حماس الشهداء

لم يكن خطاب أسد فلسطين وقائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ليلهب الجماهير ويثير حماستهم حين قال "إنا نقدم قبل الجند قادتنا"، بل عبّر عن فهم حركة حماس وقادتها الواضح لمفهوم التضحية والفداء.

فترجمت حركة حماس خطاب الرنتيسي واقعاً عملياً حين قدمت ثلة من قادة صفها الأول شهداء على طريق تحرير فلسطين، إلى جانب تقديمها العشرات من قادتها السياسيين والعسكريين والمئات من أبنائها شهداء خلال انتفاضة الأقصى، والتي يوافق اليوم ذكرى اندلاعها الثالثة والعشرين.

القادة في المقدمة

شكّلت حماس عنوان المرحلة خلال انتفاضة الأقصى، فقدمت خلالها خيرة قادتها وأبنائها شهداء وجرحى ومعتقلين، ورسمت بدماء رجالها معالم الطريق حتى أضحت نموذجًا متقدمًا لمشروع التحرير.

وأملاً في إيقاف جذوة الانتفاضة؛ لجأ الاحتلال إلى سياسة اغتيال قادة المقاومة، ففي الخامس والعشرين من يوليو عام 2001م، اغتالت طائرات الاحتلال الحربية أحد أبرز قادة كتائب القسام في الضفة المحتلة الشيخ الشهيد صلاح دروزة باستهداف سيارته بعدة صواريخ.

بعد ستة أيام فقط، وفي الحادي والثلاثين من يوليو عام 2001م، عادت طائرات الاحتلال لاغتيال القائدين الكبيرين جمال منصور وجمال سليم بقصف مكتبهما في مدينة نابلس بالضفة المحتلة.

القائد العام

وفي العام نفسه، اغتالت طائرات الاحتلال قائد كتائب القسام في الضفة محمود أبو الهنود باستهداف سيارته بخمسة صواريخ، وبعدها بشهر اغتالت أحد أبرز قادة كتائب القسام ومؤسسيها في الضفة الشيخ يوسف السركجي.

في يوليو عام 2002م، أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الشيخ صلاح شحادة في حي الدرج بمدينة غزة بقصف منزله بصاروخ يزن طنًا تقريبًا، ما أدى إلى استشهاده و17 فلسطينيًا، بينهم زوجته، ومرافقه القيادي في القسام زاهر نصار، وثمانية أطفال.

القيادة السياسية

بعد عجز الاحتلال عن إيقاف انتفاضة الأقصى من خلال اغتيال أبرز قادة حماس العسكريين، أقدم على اغتيال القيادة السياسية في الحركة، فاغتال في مارس من عام 2003م عضو المكتب السياسي للحركة والمفكر الإسلامي د. إبراهيم المقادمة باستهداف سيارته بمدينة غزة، وبعد خمسة أشهر فقط اغتال عضو المكتب السياسي المهندس إسماعيل أبو شنب باستهداف سيارته بعدة صواريخ أدت إلى استشهاده على الفور.

وفي عام 2004م، وسّعت حكومة الاحتلال الصهيوني دائرة الاغتيال لتطال قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومؤسسها الشيخ القعيد الإمام الشهيد أحمد ياسين في مارس من العام نفسه، وبعد أقل من شهر على اغتياله أقدمت طائرات الاحتلال على اغتيال خليفته د. عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة حماس في قطاع غزة بقصف سيارته بعدة صواريخ.

جسّدت حماس مفهوم التضحية واقعًا عمليًا عندما قدّمت أبرز قادتها شهداء خلال انتفاضة الأقصى، وقدّم العشرات من قادتها الذين استشهدوا والأحياء منهم أبناءهم شهداء على الطريق ذاته، لتثبت أنها لن تتخلى عن طريق المقاومة والشهادة مهما بلغت التضحيات، وتعبّد الطريق أمام جيل التحرير القادم.

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة