غزة: نتائج توجيهي 2024.. فرحة غائبة وأحلام مسلوبة !

غزة: نتائج توجيهي 2024.. فرحة غائبة وأحلام مسلوبة !

خاص - شهاب

غابت البهجة والفرحة عن أجواء إعلان نتائج الثانوية العامة (التوجيهي 2024)، بعدما سرقها الاحتلال "الإسرائيلي" إثر عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي.

وحرم عدوان الاحتلال طلبة غزة المقدر عددهم بـ39 ألفا في الثانوية العامة من الالتحاق بالتعليم والامتحانات، كما عشرات الآلاف من الطلاب بالمدارس والجامعات والمعاهد وحتى رياض الأطفال.

أجواء غائبة

وتداول نشطاء، مقاطع فيديو تقارن أجواء الفرحة خلال إعلان نتائج التوجيهي العام الماضي والصورة المؤلمة اليوم الإثنين أثناء الكشف رسميا عن نتيجة طلبة الضفة الغربية والقدس المحتلين.

وخلال أحد المقاطع، تحدثت طالبة توجيهي من غزة، إذ أعربت عن أسفها الشديد لعدم تمكنها ونظرائها آلاف الطلبة من تقديم امتحانات الثانوية العامة والحصول على النتيجة بالتزامن مع الضفة والقدس كما كل عام دراسي.

وقالت: "كنت أخطط لأشياء عديدة أفعلها في التوجيهي، لكن كل أحلامي راحت بسبب الحرب (..) بتمنى من ربنا يعوضنا على كل هذا التعب والألم إلي بنعيشه".

وخلال دورة العام الماضي 2022-2023، تزينت قوائم الأوائل في الفروع: الأدبي، العلمي، الصناعي، الزراعي، الشرعي، الريادة، الفندقي، والمنزلي، بأسماء 23 طالبا وطالبة من قطاع غزة من أصل 44 طالبا وطالبة، لكن أسماء طلبة غزة المتفوقين غابت قسرا عن قوائم الأوائل.

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي، فإن نحو 500 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استُشهد في الضفة المحتلة 20 آخرون، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر آب/ أغسطس المنصرم.

وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هناك أكثر من 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، فضلا عن المفقودين، وهناك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.

وفي الوقت نفسه، خيمت آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على نتائج امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" في الضفة، حيث غابت المظاهر الاحتفالية على عكس السنوات السابقة.

وتحدث عدد من أوائل الثانوية العامة بالضفة لهذا العام عن فرحتهم المنقوصة رغم النجاح والتفوق؛ وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية، مؤكدين أن قلوبهم وعقولهم ودعواتهم مع أبناء شعبهم المرابطين بالقطاع حتى الفرج والنصر القريب.

لا نسب النجاح

وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، قد أعلنت اليوم الإثنين، نتائج الدورة الأولى من امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2023-2024.

وحال الاحتلال دون تقدّم 39 ألف طالب ثانوية عامة من ممارسة حقهم في التعليم، بعد أن صادر حقّ عشرة آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة، منهم 450 من طلبة الثانوية، علاوة على استشهاد 400 معلم، و105 من العلماء الفلسطينيين من كوادر الجامعات، في ظل وجود 55 معتقلا من طلبة الثانوية العامة.

وترافق ذلك مع تدمير 286 مبنى من أصل 307 بناء مدرسي، و31 من المباني التابعة للجامعات في غزة بشكل كامل.

وقالت الوزارة: "هذا العام، لا نسب عامّة للنجاح، فالأعداد لم تكتمل، علما أن خمسين ألفاً ومئة طالب تقدمّوا للامتحان، منهم 1536 طالبا في 29 دولة خارج الوطن من بينهم 1320 ممن غادروا قطاع غزة، منهم 1090 في جمهورية مصر العربية".

وأوضحت أنه منذ السابع من تشرين أول الماضي لم يتمكن 630 ألفا من طلبة المدارس و88 ألفا من طلبة الجامعات في غزة من ممارسة حقهم الطبيعي في الدراسة.

ولفتت إلى أن عقد الامتحان في هذه الظروف الصعبة هو إنجاز بكل ما للكلمة من معنى.

وأفادت الوزارة بأنها وانطلاقاً من مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية، ستعقد دورة خاصة لطلبة الثانوية العامة في قطاع غزة حال انتهاء العدوان الغاشم، إضافة إلى عزمها على تنفيذ خطة لإنقاذ العام الدراسي حتى تفوّت الفرصة على الاحتلال الساعي إلى طمس مستقبل الأجيال.

ونوهت إلى أن عقد الامتحان لم يكن سهلا، مبينة أنها اضطرت لعقد جلسة لاستكمال لامتحان اللغة الإنجليزية في مديرية طولكرم، بسبب إعاقة الاحتلال عقد الجلسة في موعدها المقرر، وأن المدارس جميعها عاشت على مدار العام الدراسي تحديدا في جنين وطولكرم ومسافر يطا وجنوب نابلس ظروفا استثنائية، ما عبر عنه مشهد اختلاط دفتر معلم شهيد في جنين بالدماء.

وشددت على أن امتحان الثانوية العامة كان وسيبقى رمزا من رموز وحدتنا الوطنية، وحاضنةً لنظامنا التعليمي الذي نفاخر به الدنيا، وأن رسالتنا دوماً أن التعليم وسيلة تحرر وعنوان للوحدة وجسرٌ للعبور نحو المستقبل بثقة وثبات وسيبقى المعلم الفلسطيني نموذجاً، ملهماً، معطاءً، مبادراً.

وهنأت الوزارة، الطلبة الناجحين ممّن تمكنوا من التقدم للامتحان هذا العام، داعيا من لم يستكمل للالتحاق بالامتحان في قادم الدورات وتحديدا الدورة الثانية التي ستبدأ في الثاني عشر من الشهر المقبل.

تدمير التعليم

يشار إلى أن المدارس التي لم يدمرها جيش الاحتلال في قطاع غزة حتى اللحظة، تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين الذين يعانون في كل مكان جراء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل منذ عدة أشهر، مخلفا أكثر من 50 ألف بين شهيد ومفقود، وما يزيد عن 90 ألف مصاب.

ووفقا لمعطيات رسمية وأممية، فقد دمر الاحتلال 116 مدرسة بالكامل و331 مدرسة بشكل جزئي، واستهدف الاحتلال أكثر من 150 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، التي تحولت كمراكز إيواء للنازحين، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.

ويعاني 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة الحرمان من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، قال 19 خبيرا ومقررا أمميا إن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يُعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.

وأكد الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".

وجاء في البيان أن "الهجمات القاسية المستمرة" على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة