"سيرت متكال".. تعرف على الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي حوّلها القسام لـ"أضحوكة"

photo_٢٠١٩-٠١-١٢_٠٧-٤٠-٣٤

لم يتوقف إعلان كتائب القسام عن إفشالها مخطط إسرائيلي عدواني كبير على قطاع غزة قبل أشهر، عقب كشف مجاهديها وحدة إسرائيلية خاصة تسللت لقطاع غزة شرق خانيونس، عند حد التصدي لها وإيقاع الخسائر في صفوفها، بل تعدى لنشر الكتائب الصور الشخصية للوحدة الإسرائيلية الخاصة، والكشف عن نتائج العملية تحت بند "ما سُمح بالنشر".

الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، كشف في مؤتمر صحفي اليوم، نتائج عملية "عملية حد السيف"، تحت بند "ما سُمح بالنشر" من القائد العام للكتائب محمد الضيف، ليسجل انجازاً جديداً وإساءة جديدة للاحتلال الاسرائيلي.

وأكد أبو عبيدة على أن المقاومة استطاعت إفشال وكشف عملية زرع أجهزة تجسس في قطاع غزة، لافتاً الى أن رغم محاولات استخبارات الاحتلال استطعنا الكشف عن القوة الاسرائيلية الخاصة.

وأضاف "قرر العدو تنفيذ عملية استخباراتية خطيرة وحساسة جنّد لها إمكانات كبيرة وأوكلها لقوة "الكوماندوز" الأولى في جيشه المعروفة باسم "سيرت متكال" بمتابعة "الشاباك"، لافتاً الى أن القوة الإسرائيلية تلقت تدريبات عملية وفنية على العملية بين شهري يناير وأكتوبر من العام 2018.

فما هي مهام هذه الوحدة السرية لدى جيش الاحتلال؟

وفق تقارير إسرائلية، فإنّ وحدة (سييرت متكال) أو "سرية الأركان" تعتبر أكثر وحدات الجيش الإسرائيلي نخبوية، ويكفي أن أشهر العسكريين الإسرائيليين ينتمون إلى هذه الوحدة مثل: ايهود براك، امنون شاحاك، بنيامين نتنياهو، وزير الحرب السابق موشيه يعلون، وداني ياتوم الرئيس الأسبق لجهاز الموساد.

ودور هذه الوحدة في تخليص الرهائن والقيام بعمليات عسكرية معقدة خلف صفوف العدو، وعمليات التصفية في الخارج، وهذه الوحدة هي المسؤولة عن إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين في العاصمة الأوغندية عنتيبي في العام 1976.

ووفق تقرير لصحيفة هآرتس، فإن هذه الوحدة هي مسؤولة عن تصفية أبو جهاد الرجل الثاني في حركة فتح في العام 1988، كما قامت هذه الوحدة بعمليات تصفية في انتفاضة الأقصى، بالإضافة إلى ذلك، قامت الوحدة بعدد كبير من عمليات التصفية والاغتيال لقادة منظمة التحرير وحركة فتح بالذات في لبنان، ومع ذلك فقد سجلت هذه الوحدة عدة مرات فشلاً في بعض العمليات، إذ أن هذه الوحدة فشلت مثلاً في تحرير الجندي ناحشون فاكسمان، الذي اختطفه عدد من عناصر حماس في العام 1995، وقد قتل عناصر حماس، بالإضافة إلى الجندي المختطف، وقائد سرية في الوحدة الخاصة أثناء محاولة الوحدة تحرير الجندي المختطف.

ومن الناحية التنظيمية تتبع هذه الوحدة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بشكل شخصي، بالإضافة إلى ذلك، وقالت الصحيفة: "إنّ عناصر الوحدة يقومون بعمليات خلف خطوط العدو، منها زرع الأجهزة الالكترونية للتنصت".

من جهته، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، فإن وحدة "سييرت متكال" هي إحدى أهم الوحدات العسكرية الخاصة على الإطلاق، وتعد إحدى الوحدات التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، وتخضع مباشرة لتعليمات قائد الشعبة.

وعلى الرغم من أن الوحدة اشتهرت بشكل خاص بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيال التي أثرت في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن انتسابها لشعبة الاستخبارات العسكرية مؤشر على أن طابع مهامها الرئيس متمثل في تنفيذ عمليات خارج الحدود بهدف جمع معلومات استخبارية عن الدول والأطراف المتحاربة مع "إسرائيل"، إلى جانب تنفيذ عمليات ميدانية تحسن من قدرة جيش الاحتلال على جمع هذه المعلومات.

ويروي وزير الحرب الإسرائيلي السابق إيهود باراك وهو أحد أعضاء الوحدة، أنها قامت بتنفيذ عدد من العمليات الاستخبارية التي تركت تأثيراً استراتيجياً على مسار المواجهة مع مصر تحديداً.

وقال باراك في كتاب يتحدث عن سيرة حياته: "إنه في أعقاب حرب 1973 تمكنت الوحدة من اختراق شبكة الاتصالات التي يستخدمها الجيش المصري بشكل مكّن إسرائيل من التعرف على طابع التعليمات التي تصدر عن المستويات القيادية المصرية، إلى جانب اختراق شبكة الهواتف المدنية المصرية".

إلى جانب ذلك، فإن الوحدة تولّت مهام التسلل إلى لبنان لزرع أجهزة التنصت والرصد على قمم الجبال في محيط القرى التي تشهد أنشطة لحزب الله، والتي تمكن الحزب والقوى الأمنية اللبنانية من كشف وتفكيك بعضها.

عمل الوحدة خلال عملية "حد السيف"

وقال القسام اليوم في مؤتمره الصحفي، إن العملية كانت تهدف إلى زراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة، في مسعى متكرر استطاعت المقاومة افشاله وكشفه رغم المحاولات الحثيثة من قبل استخبارات العدو وتجنيدها لذلك كل ما توصلت إليه من منظومات وتكنولوجيا ووسائل وأساليب.

وكشف أن العملية بدأت قبل التنفيذ بعدة أشهر من خلال إدخال المعدات الفنية واللوجستية والسيارات المخصصة لها تهريباً على مراحل مختلفة عبر المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وخاصة معبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع والاحتياجات الانسانية والمعيشية وتم تخزين هذه المعدات في بعض الأماكن التي نتحفظ عن ذكرها لدواعي أمنية.

وتابع قائلاً :"مساء يوم تنفيذ العملية تسلل أفراد قوة الكوماندوز وقوامها خمسة عشر فرداً جميعهم من الجنود الصهاينة ليس بينهم أي عميل وبعضهم يهود شرقيون، موزعين على مجموعتين، أحداهما مجموعة تنفيذ، والأخرى مجموعة تأمين، وقد تسللوا  من إحدى المناطق الوعرة في السياج الفاصل، مستغلة وجود الضباب الكثيف، وكانت القوة مجهزة بأدوات متقدمة ومنظومة قيادة وسيطرة، ومعدات طوارئ، وكل ما يلزم لعمل قوة عسكرية خاصة.

وأوضح أن القوة كانت قد أعدّت كل الوثائق اللازمة للتمويه والغطاء لتنفيذ مهمتها، فزورت بطاقات شخصية باسم عائلات حقيقية في قطاع غزة، و استخدمت مركبتين بأوراق مزورة، وزورت أوراقاً لجمعيةٍ خيرية استخدمتها القوة كغطاء لعملها، وكانت إحدى الضابطات المشاركات في المهمة قد دخلت سابقاً إلى القطاع وخرجت تحت غطاء مؤسسة دولية عاملة في القطاع.

وشدد أبو عبيدة على أن القسام استطاع معرفة نشاطات القوة الإسرائيلية الخاصة في الأقاليم الأخرى، مؤكداً على أن القوة نفذت عدة عمليات في البلدان العربية والاسلامية، مؤكداً: "استطعنا كشف خيوط العملية وأسماء عناصر المجموعة الخاصة وأدوارهم".

وكانت مجموعة من كتائب القسام اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما أدى إلى مقتل قائد الوحدة الإسرائيلية وإصابة آخرين، كما استشهد سبعة مقاومين فلسطينيين خلال العملية بينهم القيادي في القسام نور الدين بركة.

ونشرت القسام حينها صورًا لمن قالت إنهم أفراد القوة الخاصة، مؤكدة أن عملية التسلل الفاشلة كانت تستهدف مقدرات المقاومة.

وعرضت الكتائب عبر موقعها الإلكتروني صور ثمانية أشخاص بينهم امرأتان، وقالت إنهم من القوة الإسرائيلية، بالإضافة إلى صور مركبة وشاحنة استخدمتهما هذه القوة، بحسب ما ذكره القسام.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة