تقرير أ. عادل ياسين
لم تكد تمر ساعات على الإعلان عن اللقاء الذي جمع بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الحرب بيني غانتس ليلة أمس حتى عجت الحلبة السياسية في "إسرائيل" وعلت الأصوات المؤيدة والمنددة وتفاوتت الردود بين مرحب ومنتقد.
لعل الرد الأبرز منذ الإعلان عن اللقاء، صدر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت بالتأكيد على أن هدف اللقاء هو تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية فقط دون التطرق للمفاوضات السياسية وأنها تأتي في إطار الاستراتيجية التي تبنتها "إسرائيل" لتعزيز ما يسمى بـ"محور الهلال المعتدل" بناء على توصيات أجهزتها الأمنية ومطالبة الإدارة الأمريكية لإنقاذ السلطة الفلسطينية لمنع انهيارها وفي المقابل إضعاف حماس خصوصا بعد معركة سيف القدس واخفاقاتها السياسية والعسكرية وتجسيد مبدأ فرق تسد بين التنظيمات الفلسطينية.
أما الجنرال احتياط عاموس جلعاد، فقد وصف اللقاء بأنه "مهم في هذه المرحلة لاسيما وأن السلطة تعتبر جزءا من المنظومة الأمنية التي تشكلت في المنطقة وأن التعاون معها على مدار السنوات الماضية يثبت بأنها كنز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل ويوجب عليها الحفاظ عليه".
رؤية جلعاد تنسجم مع ما قاله وزير الصحة نيتسان هورفيتس الذي دعا لتجديد المفاوضات وتعزيز التعاون مع السلطة في جميع المجالات ويتلاءم مع تصريح رئيس اللجنة الدستورية جلعاد كريب الذي أشاد باللقاء وأهميته كما دعا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني معها حتى بدون العودة للمفاوضات السياسية.
نائب وزير الاقتصاد والصناعة يائير جولان الذي شغل نائب رئيس هيئة الأركان سابقا اعتبر اللقاء مؤشر إيجابي يدل على تغير السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية بعد سنوات من تجاهل الحكومة السابقة لها.
وفي ذات السياق تحدث عضو الكنيست اليساري موسي راز عن أهمية اللقاء لكنه انتقد رئيس الحكومة نفتالي بينت بسبب رفضه العودة للمفاوضات السلمية مع السلطة رغم أنها تصب في مصلحة إسرائيل. وفقا له.
ومن جانب آخر قوبل الإعلان عن الاجتماع بين غانتس وعباس بردود فعل غاضبة من قبل جهات اليمين المتطرف، فرغم اعتراف المسئولين "الإسرائيليين" وخبراء الأمن بأهمية دور السلطة في الحفاظ على أمن "إسرائيل" إلا أن عضو الكنيست اليميني إيتمار بن جبير وصفه باللقاء المخزي والمعيب.
أما عضو الكينيست أوفير سوفير فقد اتهم حكومة بينت بأنها تنحدر في منزلق خطير نحو اليسار رغم الادعاءات أنها يمينية.
أما الجماعة المسماة "اليمينيين" فقد وجهت جام غضبها لنفتالي بينت الذي وافق على إجراء اللقاء بين غانتس ورئيس السلطة "الذي يتزعم تنظيم إرهابي حسب ادعائهم".