من التخطيط إلى الحرية.. الاحتلال يكشف التفاصيل الكاملة لعملية نفق الحرية

أسرى نفق الحرية

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة عن عملية نفق الحرية التي نفذها ستة أسرى فلسطينيين من خلال نفق حفروه أسفل سجن جلبوع وتمكنوا بواسطته انتزاع حريتهم في 6 سبتمبر الجاري.

وبحسب الصحيفة فإن نتائج التحقيق الإسرائيلية توصلت إلى أن الحفر بدأ في كانون أول/ ديسمبر الماضي، إذ نجح الأسير محمود العارضة في رفع الغطاء الذي وضع تحت حوض المغسلة في مرحاض الغرفة واكتشف أنه كان يغطي فراغ يقع بين أساسات السجن.

وتشير تقديرات شرطة الاحتلال إلى أن الخطة التي تمت بلورتها في ذلك اليوم اطلع عليها بين 10 – 15 أسيرا، من بينهم الستة الذين نفذوا عملية الهروب، وأربعة آخرون ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، وكان من المتوقع الإفراج عنهم في الفترة الحالية.

ووفق مزاعم الاحتلال فهناك شكوك أنهم ساعدوا في حراسة الغرفة وإخفاء الفتحة ومراقبة مجيء السجانين، إذ أن اثنين منهما كانا يقبعان في الغرفة التي حدث فيها الهرب وتم استبدالهما بكممجي والزبيدي قبل بضعة أيام من التنفيذ.

وأشارت هآرتس إلى أن عملية الحفر قادها مناضل نفيعات ومحمود العارضة وآخرون، وقد استخدموا قطع من الحديد كانت توجد تحت أرضية الغرفة وصحون وصواني من الألمنيوم، أما التراب الذي تم إخراجه وزع في فتحات المجاري والصرف الصحي التي توجد في أرجاء السجن وفي حاويات القمامة وأماكن أخرى.

وتابعت: "خلال أشهر الحفر كانت في السجن مشاكل في المواسير لكنها لم تثر شكوك السجانين أو المهنيين الذين تم استدعائهم لمعالجتها".

ونقلت الصحيفة عن الأسرى خلال التحقيق معهم بأن عملية الهرب تم التخطيط لها في البداية كي تتم يوم عيد الغفران، لكن بعد ذلك تحدد يوم تنفيذها في 7 أيلول، وهو اليوم الأول لعيد رأس السنة العبرية والذي تقلص فيه مصلحة السجون والشرطة من عملها.

وأردفت: "قبل بضعة أيام على الموعد المخطط له خافوا من أن تراكم التراب والمشاكل المتكررة ستؤدي لكشف الخطة، لذلك قرروا تبكير عملية الهرب بيوم".

وبحسب الصحيفة العبرية فإن الشكوك أنهم قاموا بالاتصال مع فلسطينيين يقيمون في "إسرائيل" بدون تصاريح واتفقوا معهم على مساعدتهم في الوصول إلى جنين بعد الهرب، ولكن تبكير الهرب بيوم جعلهم يبقون بدون مساعدة، إلى جانب أن ضم الزبيدي لعملية الهرب كان بسبب علاقته مع السلطة الفلسطينية واستهدف المساعدة في الوصول الى جنين.

ونقلت الصحيفة العبرية عن الأسير زكريا الزبيدي قوله خلال التحقيق معه أنه عند الساعة الواحدة والنصف ليلا، في يوم تنفيذ العملية، بين يوم الأحد ويوم الإثنين، خرج الستة من الغرفة وساروا في النفق الذي استكمل حفره، قبل بضع ساعات من ذلك.

وواصلت الصحيفة: "الأسرى قالوا إن من قاد عملية الخروج هما محمود ومحمد العارضة؛ عملية الزحف التي استندت إلى شهادات الأسرى ومعلومات جمعتها الشرطة تقدر بـ 20 – 30 دقيقة. في الساعة 1:49 دقيقة ليلا تم تلقي المعلومات الأولية عن الأسرى عندما قام سائق سيارة عمومية مر من المنطقة بإبلاغ الشرطة عن مشبوهين قرب السجن".

وأشارت الصحيفة أن الأسرى توجهوا إلى قرية الناعورة، إذ تم توثيق ذلك عند الساعة 4:50 دقيقة فجرا بكاميرا حماية، لافتة إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية أنهم اختاروا القرية التي تبعد 7.5 كم عن السجن بسبب ضوء المسجد الذي شاهدوه.

ووفق التحقيقات فإنهم عندما وصلوا إلى القرية دخلوا إلى المسجد دون الكشف عن هويتهم ومكثوا فيه 20 دقيقة، قاموا فيها باستبدال ملابسهم، وعندما خرجوا أرادوا الحصول على سيارة، لكنهم لم ينجحوا في ذلك، وحصلوا على الطعام من مخبز محلي.

وبحسب الصحيفة العبرية فإنهم اتخذوا قرار الانفصال بين الساعة الخامسة والسادسة، واختار محمود العارضة مهندس العملية وصديقه يعقوب قادري التوجه من الناعورة غربا ومرا عبر محمية جفعات هموريه قرب قرية سولم، وواصلا طريقهما نحو الشمال نحو الناصرة.

وخلال التحقيق معهم أكد العارضة وقادري أنهما تناولا قطعا من الحلوى أثناء الهرب قاموا بشرائها في السجن، إضافة إلى الفواكه والخضار من الحقول التي توجد حولهما، مثل القثائيات والرمان والحمضيات وشربوا مياه من أنابيب الري.

أما زكريا الزبيدي ومحمد العارضة فتوجها عبر البوابة الجنوبية للناعورة وسارا شمالا نحو طمرة، ومن هناك توجها شرقا إلى منطقة كيبوتس غزيت وبعدها غربا إلى هار تبور، وفي أعقاب اعتقال العارضة وقادري أبلغ أحد سكان القرى في المنطقة أن هناك أشخاصا طلبوا منه أثناء سفره في تراكتور قرب أم الغنم المساعدة في الوصول إلى قرية اكسال.

وذكرت الصحيفة أن قوة مشتركة للشرطة والجيش وصلت إلى المكان وشخصت آثار حذاء كانت تشبه آثار حذاء وجدت قرب فتحة الخروج من السجن، وفي الساعة الخامسة تم اعتقالهما.

أما الأسيران مناضل نفيعات وأيهم كممجي فبعد أن خرجا من الناعورة ذهبا إلى قرية سالم واجتازا شارع 65 نحو بلفوريا، وفي ليلة الثلاثاء – الأربعاء، في الساعة الثانية، 8 سبتمبر، أبلغ شرطي مرور عن اثنين اجتازا الشارع نحو منطقة زراعية في المنطقة، وقد قام بالبحث عنهما واستدعى سيارات أخرى للشرطة ولكن لم يتم العثور عليهما.

وأردفت الصحيفة: "أثناء النهار تم استئناف عملية التفتيش في المنطقة وأدت إلى العثور على أغراض كانت مطابقة للأغراض التي تمت مشاهدتها معهما بعد خروجهما من السجن، مثل حقيبة بلون بنيكان يحملها كممجي عند خروجه من المسجد في الناعورة، وكان فيها سجائر ومصحف وقطع حلوى وملابس وأجهزة راديو".

ووفقاً للتحقيقات فإن: "الآثار التي تم العثور عليها في مسار الهرب أشارت إلى أنهما انفصلا، لكن المحققين لم يحددوا الأمر بشكل مؤكد، إذ قال مصدر في شرطة الاحتلال إن نفيعات تم توثيقه وهو يجتاز الجدار نحو شمال الضفة في 8 سبتمبر من خلال فتحة بين سالم والجلمة، بمساعدة شخص آخر، والمسافة التي اجتازها من منطقة بلفوريا إلى الجدار تقريبا 13 كم ومنها واصل إلى جنين".

وواصلت الصحيفة: "من التحقيق الأولي معهما تبين أنهما وجدا صعوبة في العثور على شقة سرية في جنين، لذلك قاما بالاختباء في بيت أحد أبناء العائلة، مكان البيت، المكشوف نسبيا، سهل على قوات الأمن عملية اعتقالهما".

أما كممجي، فقد نقلت الصحيفة عن مصدر كبير قوله إن رحلته بقيته لغزاً فخلال أيام المطاردة قال مصدر في الشرطة إن الشاباك كان يعرف عن فيلم قام بتصويره قبل خروجه من السجن، يظهر فيه وهو يقول بأنه سيبذل كل ما في استطاعته كي لا يعود إلى السجن، حتى لو كانت حياته هي الثمن، لذلك كانت خشية لدى المؤسسة الأمنية للاحتلال من أنه سيحاول تنفيذ عملية أثناء هربه".

 

المصدر : مواقع إلكترونية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة