خاص - شهاب
لم تمضِ سوى ساعات معدودة على عملية إطلاق النار البطولية في الخليل، حتى بدأت حملة تحريض مشتركة من الاحتلال والسلطة الفلسطينية ضد حركة (حماس) بالتزامن مع اتساع رقعة عمليات المقاومة بالضفة الغربية.
ومنذ مطلع العام 2023 حتى تاريخ 21 آب/ أغسطس الجاري، أسفرت عمليات المقاومة المتصاعدة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، عن مقتل 36 منهم. وكان آخرهامقتل مستوطن وإصابة آخر بجراح خطرة، الاثنين، في عملية إطلاق نار استهدفت مركبة للمستوطنين بالخليل نفذها مقاومون، لتأتي خلال أقل من 48 ساعة على عملية حوارة البطولية جنوب نابلس التي قُتل فيها مستوطنان.
اقرأ/ي أيضا.. مصدر في "حماس": منفذو عملية الخليل ينتمون للحركة
هذه الأرقام تثير مخاوف "شركاء التنسيق الأمني"، إذ نقل موقع "يسرائيل هيوم" عن مصدر كبير في السلطة الفلسطينية قوله إنه "قبل عدة أسابيع، تم التحضير لعملية ضد عناصر حماس في الخليل بالتنسيق مع إسرائيل".
وأشار المصدر ذاته إلى أن ذلك جاء "بعد ورود معلومات استخباراتية عن نية حماس تفعيل خلايا نائمة تابعة لها في الخليل".
"ملاحقة المقاومة"
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى أن التحريض "الإسرائيلي" على حركة حماس مستمر حتى قبل عملية الخليل. وقال: "المؤسف أن هذا التحريض موجه للسلطة للقيام بدورها في ملاحقة المقاومة ككل وليس فقط حركة حماس".
ويعتبر الصواف لـ(شهاب) أنه "على السلطة أن تعي جيدا ما يمارسه الاحتلال من تحريض ضد المقاومة وخاصة حماس وتدرك أن هدفه مواجهة الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يتوقف عن احتضان مقاوميه".
وبحسب الصواف، فإنه لو استجابت السلطة لتحريض الاحتلال، فإنها تحقق له ما يسعى ويتمنى في الضفة الغربية، وهي الحرب الأهلية بين أبناء شعبنا والسلطة، ما يؤدي إلى انشغال الفلسطينيين في صراعهم الداخلي.
ويستطرد: "يكون الاحتلال بذلك قد ارتاح من المقاومة وحصد النتائج التي يريدها"، مستدركا: "لكن هذا يدلل مدى ضعف الاحتلال في مواجهة المقاومة وعجز منظومته الأمنية في تحقيق الأمن لمستوطنيه وجيشه".
حماس تدعم المقاومة
من جهته، يقول الكاتب ياسين عز الدين، إنه "بما لا شك فيه أن لحركة حماس دور كبير ومركزي في تحريك العمل المقاوم بالضفة الغربية، وضمان استمراريته من خلال توفير الدعم المالي والسلاح والدعم الإعلامي وتحريك كوادرها وعناصرها".
وذكر عز الدين أن "السلطة والاحتلال لا يتكلمون من فراغ، وبصمات حماس واضحة وما هو ظاهر على السطح، جزء بسيط من جهود الحركة".
اقرأ/ي أيضا.. الاحتلال: منفذو عملية "عيلي" كانوا على تواصل مع حماس في غزة
من ناحية أخرى، يرى أن تزايد التحريض والتصريحات قد يكون مقدمة لاعتداء أو ضربة يوجهها الاحتلال لحركة حماس. وقال: "ربما على شكل اغتيال لأحد قيادات الحركة البارزين، في محاولة لترميم صورته وإحباط أنصار المقاومة".
وكان الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم قد أكد في تصريح صحفي مساء الثلاثاء أن تهديدات الاحتلال بتصعيد عدوانه لا تخيف شعبنا ولا مقاومته الباسلة، مشيرا إلى أن العدو يشن حربا مفتوحة على شعبنا بشكل يومي.
وشدد قاسم في تصريح صحفي، على أن حماس وقوى المقاومة تقوم بواجبها في الدفاع عن شعبنا ومقدساته، ودعم وإسناد حالة النضال الوطني، والذي هو حق مشروع بكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وقال: إننا سنواصل القيام بحقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والرد على عدوانه حتى طرده وكنس مستوطنيه وتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال.
جاءت تصريحات "قاسم"، بعد اجتماع ما يسمى بـ"المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر الإسرائيلي" - "الكابنيت"، مساء الثلاثاء، والذي كلّف عقب انعقاده لمدة ساعتين ونصف، رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يؤاف غالانت، بالتحرك لتنفيذ سلسلة "إجراءات" تم الاتفاق عليها لـ"محاربة" منفذي العمليات بالضفة و "من يقف خلفهم ويمولهم".
اقرأ/ي المزيد.. نتائج اجتماع "الكابينت" بعد تصاعد عمليات المقاومة بالضفة
أما رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية، فقد أكد أن شعبنا سيقابل الحصار والإغلاق والاستيطان بالصمود والمقاومة، وأن لا حل سياسي ولا أمني في الضفة إلا أن يرحل المحتل الصهيوني عن أرضنا وقدسنا.
وقال هنية، الثلاثاء، في معرض رده حول العمليات والتطورات الجارية في الضفة: "حصار آخر، وإغلاق آخر، وتصفيات، واعتقالات، وهدم بيوت، كل هذا لن يغير شيئا، فإصرار المحتل على الاستيطان في الضفة، واستمرار سياسات الضم والتهويد في القدس سيقابله شعبنا بمزيد من الصمود والمقاومة، وسيوقظ في كل جيل من أجيالنا روح الانتفاضة والثورة".
وشدد على أن "لا حل سياسي ولا أمني في الضفة الغربية، فقد فشل ما يسمى بالحل السياسي، وتناثرت أوراق أوسلو، ولم يعد شعبنا يراهن على هذا المسار الذي كلفنا الكثير من ثوابت قضيتنا وحقوقنا التاريخية في فلسطين".
وأضاف رئيس الحركة أن "ما يسمى بالحل الأمني القائم على استراتيجية القتل والاغتيالات واستباحة الضفة لم ولن يجدي نفعا مع شعبنا العصي على الكسر، والعنيد في وجه المحتل"، ولا حل إلا أن يرحل الاحتلال عن أرضنا وقدسنا، ويتخلى عن أحلامه العبثية وخرافاته السياسية، ويعود شعبنا إلى أرضه ووطنه.
واختتم بقوله: "كما أن توسيع رقعة الاستهداف الذي يهدد به قادة الكيان سوف يسهم في توسيع رقعة المواجهة وتصعيدها".
اقرأ/ي أيضا.. هنية: لا حل سياسي ولا أمني بالضفة والحل أن يرحل المحتل عن أرضنا وقدسنا