غزة- عبد الحميد رزق
قبل عام من الآن، تحديدًا في السادس من أيلول/ سبتمبر 2021، استيقظ جموع الشعب الفلسطيني على حدثٍ لا يستوعبه عقل، ولا يتقبله منطق، 6 أسرى فلسطينيين نجحوا بتحرير أنفسهم من السجن الأكثر تحصينا من بين معتقلات الاحتلال كافة، "سجن جلبوع الأمني".
تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لانتزاع محمود ومحمد العارضة، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات، حريتهم عبر نفق الحرية، رغم كل التشديدات الأمنية المفروضة في المعتقل.
هذا الحدث "السينمائي" الذي استفز الجهاز الأمني الإسرائيلي، جعله يباشر في حملة تمشيط واسعة لكافة المناطق المحيطة بالسجن بل امتدت إلى أراضٍ واسعة من الضفة الغربية والداخل المحتل، بحثاً عنهم وسعياً لإعادة اعتقالهم، وخلال فشلٍ استخباراتي امتد لأسبوعين كاملين تمكن جنود الاحتلال من العثور على أبطال الحرية.
تفاصيل الحدث
إدارة سجون الاحتلال، خمنّت أن الأسرى الستة استغرقوا مدة 9 أشهر في عملية الحفر تحت الأرض بما توفر من أدوات حادة ليصلوا حتى بُعد 25 مترا تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن.
وذكرت في تحقيقاتها أنهم "هربوا عبر خط الصرف الصحي، حيث رفعوا غطاء وضِع أسفل المرحاض، واستغلوا المساحة في الزنزانة لتوسيعها والهرب عبرها، بالإضافة إلى أنهم ارتدوا ملابس مدنية كانوا يحتفظون بها في أكياس من النيلون، وشقوا بها طريقهم كعمال صرف صحي".
وأشارت إلى أن الأسرى صرّفوا التراب المحفور في دورة المياه والمواسير، والتي سُدّت أحيانا وهو الأمر الذي كاد أن يعطّل مواصلة العمل على حفر النفق لئلا ا يُكشف أمرهم.
فجر يوم الإثنين (01:50 فجرًا) 6 أيلول/ سبتمبر 2021، تنسم الأسرى الستة هواء الحرية، وتمكنوا من الخروج من الحفرة بعد أسوار السجن الذي لُقّب "بالخزنة" لشدة إحكامه.
مرحلة ما بعد الهروب
رغم مزاعم الاحتلال بأنه الجهاز الاستخباراتي الأقوى في المنطقة، وبعد تمشيط كامل للضفة الغربية والداخل المحتل، تمكن جنود الاحتلال بعد أسبوعين كاملين من العثور على أسرى نفق الحرية.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسرى الستة وأصدرت أحكاما جديدة بحقهم، وقضت بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات إضافية لأحكامهم السابقة، وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل.
علمًا بأن الأحكام السابقة التي يواجهها الأسرى الستة، هي: محمود العارضة محكوم بالسجن 99 عاماً، ويعقوب قادري محكوم بمؤبدين و35 عاماً، وأيهم كممجي محكوم بمؤبدين ومدى الحياة، ومناضل انفعيات موقوف دون محاكمة، ومحمد العارضة محكوم بثلاثة مؤبدات و20 عاماً، وزكريا الزبيدي موقوف منذ عام 2019، وجميعهم من محافظة جنين.
وعدٌ من القسام
أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أكد أن الكتائب تتعهد لأسرى الحرية بأن يكونوا على رأس صفقة تبادل الأسرى الجديدة، قائلا: "أبطال نفق الحرية سيخرجون مرفوعي الرأس وقرار قيادة القسام بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال".
وأضاف أبو عبيدة في كلمته المتلفزة آنذاك: "إذا كان أبطال نفق الحرية حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض".
وشدد على أن إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية لا يحجب حقيقة عملهم المشرف، ولن يخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الصهيونية".