كشفت التفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام عبرية حول عمليات تفجير العبوات الناسفة، في القدس المحتلة، في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأدت لمقتل مستوطنين وإصابة 25 آخرين عن "إخفاقات" أمنية إسرائيلية، خلال مراحل العملية.
وقالت قناة "كان" العبرية بعد إعلان مخابرات الاحتلال عن اعتقال منفذ العملية وهو المهندس إسلام فروخ، من بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، إن الأخير عبر من حاجز "عوفر" وهو يحمل أجزاء من العبوات الناسفة داخل مركبته، دون أن يتعرض للتفتيش.
وتشير تحقيقات الاحتلال إلى أن المهندس فروخ، الذي يحمل الهوية المقدسية، نجح في إخفاء أجزاء من العبوات الناسفة التي صممها داخل المدينة المحتلة دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال من اكتشافها، قبل أن يجمعها ويزرعها على مداخل القدس وقرب مفرق حي "راموت" الاستيطاني.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن فروخ يعرف المنطقة التي نفذ فيها العملية جيداً وقد تجول فيها عشرات المرات.
ودرس فروخ الهندسة المكيانيكية في كلية "عزرائيلي" الإسرائيلية، قبل سنوات، وتؤكد وسائل إعلام إسرائيلية أنه لم يعترف في التحقيق على أي شريك معه في العملية، وقال إنه نفذ خطواتها كافة.
وأثارت العملية "صدمة" في الأوساط الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال التي أعادت للمستوطنين مشاهد انتفاضة الأقصى، والعمليات التفجيرية التي ضربت العمق الإسرائيلي، وأفقدتهم الأمن لسنوات.
ونفذ الفروخ العملية في أوج الاستنفار العسكري والتحذيرات الأمنية الإسرائيلية من احتمالية وقوع عمليات في الداخل المحتل.
العملية التي وقعت بعد سنوات من انقطاع العمليات التفجيرية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 والقدس، وقعت بعد جرائم قاسية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة المحتلة، ومثلت دفعت معنوية في الوعي الجماعي الفلسطيني.
أعصاب باردة
وأظهرت تحقيقات الاحتلال في العملية أن فروخ تمتع بأعصاب وتركيز ذهني قوي، خلال مراحل العملية.
وتوجه فروخ إلى منزله بعد العملية بهدوء ودون أن يثير أي انتباه، كما تكشف مصادر إسرائيلية، خطط لتنفيذ عمليات أخرى في العمق الإسرائيلي.
واعتبرت تقديرات الاحتلال الاستخباراتية والأمنية في البداية أن من يقف خلف العملية هم "خلية منظمة" لكن اعتقال فروخ أظهر فشل هذه التقديرات.
وأثبتت العملية مجدداً الفشل الاستخباري الإسرائيلي أمام الفدائيين الذين ينفذون عمليات "فردية"، دون الانخراط في تشكيل عسكري أو تنظيمي كبير، أو فتح اتصالات مع مستويات قيادية في الفصائل.
ويخشى الاحتلال بشكل دائم من آثار كل عملية على الوعي الفلسطيني إذ يعتبر أنها تشكل "أنموذجًا" أمام آخرين خاصة في ظل صعود مجموعات للمقاومة، خاصة في نابلس وجنين، عززت من انخراط الجيل الجديد في المقاومة.