وزير أردني سابق: عدوان جنين كشف الصورة الحقيقية للسلطة وقيمتها على الأرض

عدوان الاحتلال على جنين

قال وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة إن "العدوان الاسرائيلي الأخير على مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة أكد وجود السلطة الفلسطينية في مأزق كبير مع كل أطراف معادلة الملف الفلسطيني".

وذكر المعايطة في مقال أن "كل أيام العدوان بكل تفاصيلها والتي جرت على أرض السلطة كانت فيها طرفا غير مهم ولا مؤثر واقتصر حضورها على بيانات وخطابات مكررة، وإعلان لم تعد له قيمة سياسية وهو وقف أو تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل".

وأشار إلى أن "الجميع يعلم أن هذا التنسيق لم يتوقف يوما لأنه أصبح ضرورة للسلطة مثلما هو لإسرائيل".

وبين المعايطة أن "جزء من مأزق السلطة أنها لم تكن قادرة على التأثير لا على "إسرائيل" كما أنها ليست مؤثرة على المقاتلين في المخيم، وصوتها ليس مسموعا لدى المجتمع الدولي المؤثر ولجأ محمود عباس الى الاتصال مع بوتين وهو يعلم ان روسيا لديها ما يشغلها وأن "إسرائيل" وأميركا ليست معنية بإعطاء روسيا أي دور، ولهذا كانت السلطة لا تستطع الضغط هنا او هناك وكان عليها الانتظار حتى انتهاء العدوان لتتخلص من هذا الكابوس".

وقال "والجانب الآخر كان متعلقا بحركة فتح التي تمثل حزب السلطة لكنها في موقف حرج أمام الفلسطينيين فليست قادرة على الدفاع عن المخيم وأهله عبر السلطة او عبر عمل مقاوم كما أنها ليست قادرة على الضغط على "إسرائيل" عبر العمل السياسي، وربما كان لجوء بعض عناصر حركة فتح إلى اعلان النفير او تصريحات ثورية جزء من اعلان العجز او استدعاء تاريخ مضى والحسرة على وضع الحركة أمام الفلسطينيين.

وأضاف "لعل بعض الاحتجاجات التي حدثت من فلسطينيين ضد السلطة يعبر عن قناعات تتركها كل مرحلة عن دور السلطة والتنسيق الأمني، فإذا كان أي عدوان على غزة تقابله السلطة بالتضامن الإعلامي فان العدوان داخل مناطق السلطة كشف عن الصورة الحقيقية للسلطة لدى قطاعات من الفلسطينيين".

وذكر أن "إسرائيل نجحت خلال السنوات الماضية في تقسيم الحالة الفلسطينية في اي عدوان على غزة واكتفاء من في الضفة بالتضامن العاطفي فإن العدوان على مخيم جنين أكد ذات الحقيقة فغزة تضامنت بالتصريحات وبعض الصواريخ غير الموجهة لكن لم تكن فصائل غزة معنية بأكثر من ذلك".

وبين المعايطة: "السلطة اليوم ليست محل ثقة لدى إسرائيل لأنها عاجزة عن القيام بكامل واجباتها في تحقيق التهدئة في الضفة الغربية، وهي لدى أبناء الضفة عاجزة مفلسة، وخصم بل عدو لفصائل غزة، وليست مهمة لأي طرف عربي أو دولي فلا دور لها ولا قدرة على فعل، والعدوان الأخير عمق مأزِق السلطة وحركة فتح داخل الضفة وحتى مع إسرائيل".

وقال: "بعد العدوان على مخيم جنين هنالك حديث إسرائيلي أميركي عن ضرورة تقوية السلطة، والتقوية هنا تعني زيادة قدرتها على ضبط الضفة الغربية ومنع نشاط المجموعات المسلحة بحيث تعود الضفة ساحة هادئة كما كانت خلال السنوات الماضية حين نجحت السلطة في تحجيم حركة حماس والجهاد في الضفة قبل أن تعود بعض المناطق وأهمها جنين لتكون مركزا لنشاط مجموعات المقاومة وخاصة من الجهاد الإسلامي".

واستدرك: "لكن عملية تقوية السلطة التي يتم الحديث عنها من نتنياهو بشكل خاص مقصود بها أن تحمل السلطة عبء ملاحقة المجموعات الفلسطينية المسلحة ليس فيها جانب سياسي يتعلق بعملية تفاوض مثمرة تفتح الباب لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم بل تعني دورا أكبر للسلطة في التنسيق الأمني وضبط الضفة الغربية أمنيا، لكن حتى هذه التقوية للسلطة فإن إسرائيل تريدها ضمن ضوابط وحدود".

وأشار إلى أن "سياسة إسرائيل صنعت واقعا للسلطة جعل أهميتها أن غيابها يعني الفوضى في الضفة الغربية وهذا ما لا تريده بعض الأطراف ومنها الأردن لتأثير ذلك علينا مباشرة، أي أنها عنوان لمنع الفوضى الشاملة هناك إضافة إلى الدور الأمني الذي تريده إسرائيل، أما نواة المشروع الوطني الفلسطيني فهذه قصة اغلقتها إسرائيل وساهمت بها السلطة بأدائها الداخلي الفلسطيني".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة