تنتاب عائلة الأسير شادي أبو عكر حالة من القلق الشديد مع مواصلة إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 53 على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري المتكررة بحقه.
وخاض الأسير أبو عكر معركة الأمعاء الخاوية في 24 آب أغسطس الماضي، حيث مضى على اعتقاله الإداري أكثر من سنة وحكم عليه ست أشهر حاليًا، وسيكمل 6 أشهر أخرى ليمضي سنتين كاملتين في الاعتقال الإداري.
حرمان من الزيارة
وأكدت زوجة الأسير ساجدة أبو عكر، أن سلطات الاحتلال تحرمها من زيارة زوجها القابع في زنازين سجن "عوفر" وتقصر الزيارة فقط على محاميه كل 3 أسابيع.
وبينت أن آخر زيارة لزوجها كانت قبل أسبوعين، وقد أبلغها المحامي أنه لم يعد يقوى على الوقوف ويقابله على كرسي متحرك، كما أنه بدأ يرجع ماء خضراء، وضعفت الرؤيا لديه.
وأضافت أبو عكر أن الأسير شادي عرض على محكمة احتلالية قبل أسبوع ورفضت تثبيت الحكم الإداري الحالي له، بل قررت استمرار اعتقاله لستة أشهر أخرى.
وحذرت من أن حالته الصحية لا تزال في تدهور رغم أنه لم يعانِ من أية أمراض مسبقا، بينما يرفض تناول أية مدعمات وفيتامينات ويعيش على الماء والملح فقط.
ولفتت إلى أنها تتواصل مع كل المؤسسات الحقوقية والرسمية بلا فائدة ولا يوجد أي تحرك حتى الآن، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي يفترض أن تتولى متابعة أحوال ما يزيد عن 5 آلاف أسير بسجون الاحتلال.
وأبدت أسفها لما اعتبرته "ضعف" التفاعل الرسمي والشعبي مع الفعاليات الداعمة للأسرى، آملة في المقابل أن تجد من يساعدها في التوجه لأصحاب الاختصاص لمساعدة زوجها وتخليصه من معاناته.
وتقول: "أريد توجيه من أي مسؤول للتحرك من أجل الأسرى".
وساجدة أبو عكر متزوجة من الأسير شادي منذ 8 سنوات ولديهما من الأطفال محمد (7 أعوام)، رؤى (عام واحد) لم يرها والدها حتى الآن.
غياب مؤثر
ولا تخفي الزوجة تأثر الأسرة بغياب المعيل لهم في سجون الاحتلال، قائلة "شادي غيابه مؤثر جدًا علينا كعائلة، تزوجته منذ 8 سنوات، أمضى منها قرابة 5 سنوات في الاعتقال الإداري، حتى أن ابنه محمد لم يعش معه مدة طويلة ولم يشبع من حنانه".
ولفتت أيضًا إلى أن هذا الطفل يفتقد كثيرا لوالده بعدما تعلق به كثيرا في الفترة الأخيرة، ولا يستوعب حتى اللحظة غيابه عن البيت.
والأسير أبو عكر (37 عامًا) من مخيم عايدة، وهو أسير سابق، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله في أكتوبر 2020، أمضى سابقًا أكثر من عشر سنوات بشكل متواصل، وتحرر من الأسر عام 2012.
ولاحقًا، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله ثلاث مرات إداريّا، ويُفترض أنه تخلّص من فترة الاعتقال الإداريّ الحالية في السادس من أكتوبر الحالي، إلا أن المحكمة مددت اعتقاله دون توجيه أي تهمة له.
والاعتقال الإداري، هو قرار اعتقال تنتهجه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين دون محاكمة، لمدة تتراوح بين شهر إلى 6 أشهر، ويتم إقراره بناء على "معلومات سرية أمنية" بحق المعتقل، ويتم تمديده لمرات عديدة.
ويواصل ستة أسرى فلسطينيين الإضراب عن الطعام من بينهم الأسير أبو عكر، وأقدمهم الأسيران كايد الفسفوس ومقداد القواسمة حيث تجاوز إضرابهما الشهرين، إضافة إلى الأسير علاء الأعرج، والأسير هشام أبو هواش، والأسير رايق بشارات.
ومن بين المضربين أسرى قابعين في سجن "عيادة الرملة"، يتنقلون بشكل متكرر للمستشفيات المدنية جرّاء تفاقم أوضاعهم الصحية.