يُؤدّي مئات آلاف الحجاج، اليوم الأحد 25 يونيو 2023 "طواف القدوم" حول الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وسط أجواء حارة، في مستهل مناسك الحج، الذي ينطلق بأعداد مماثلة لِما قبل جائحة "كوفيد-19".
وفاضت شوارع المدينة المقدّسة لدى المسلمين بآلاف الحجاج من الجنسيات كافة، بعدما سمحت السعودية للمسلمين بأداء فريضة الحج هذا العام من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم.
وطاف أمس السبت حول الكعبة، حجاج بملابس الإحرام البيضاء، بينهم نساء ارتدى بعضهن عباءات ملوّنة.
وحمل كثير منهم، مظلات للوقاية من الشمس الحارقة، بينما كان آخرون يُصلّون ويدعون على الأرضيات الرخاميّة البيضاء التي تفوح منها رائحة المسك.
ووصل أكثر من 1,6 مليون حاج من خارج المملكة، حسب ما أعلنت السلطات السعودية، وهو الرقم الذي يتجاوز بالفعل عدد الحجاج العام الماضي بفارق كبير، فيما لم تُعلن بعد أعداد الحجاج من داخل السعودية.
وتتوقع السلطات السعودية مشاركة أكثر من 2 مليون حاج من 160 بلدًا في الحج هذا العام.
واقتصر الحج العام الماضي على 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفًا من الخارج، بعد عامين من اقتصاره على بضع آلاف من سكان المملكة وحدها.
وفي عام 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في مناسك الحج السنوية، وهو واحد من أركان الإسلام الخمسة وفريضة لا بد للمسلمين القادرين من تأديتها مرةً واحدة على الأقل في حياتهم.
وبعد ثلاثة أعوام من الحج المحدود، عادت المرافق السعودية والمواقع الدينية تفيض بالحجاج، ولا يوجد موضع قدم في الأسواق والمطاعم التي كانت شبه خاوية أثناء الجائحة.
وتفيض الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام بآلاف الحجاج الذين يصلّون على سجاجيد ملوّنة أمام الفنادق والمتاجر.
ومن مساء الأحد، انتقل الحجاج بأعداد كبيرة إلى منى، على بُعد حوالى خمسة كيلومترات من المسجد الحرام، قبل المناسك الرئيسية وهي صعود جبل عرفات الثلاثاء.
وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهّزت سيارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجاج.
وأقام رجال الشرطة في المدينة الجبليّة نقاط تفتيش وقاموا بدوريات راجلة، حاملين مظلات بيضاء للحماية من الشمس، فيما تجاوزت الحرارة 44 درجة مئويّة.
وداخل المسجد الحرام، وقف مسعفون على أهبّة الاستعداد في مواقع مختلفة، فيما كان شبّان متطوعون يدفعون كراسي متحركة، ينتظرون في طابور طويل لمساعدة كبار السن والمرضى ممّن لا يستطيعون المشي مسافات طويلة.
وفي أرجاء المكان، انتشر عمال بملابس خضراء يوزّعون زجاجات المياه الباردة، وآخرون يرشّون رذاذًا مُنعشًا من أسطوانات مربوطة حول ظهورهم.
ووضع الكثير من الحجاج أسماء دولهم وأعلامها على ملابسهم، وعادة ما يُشكّل الحج مصدرَ دخل رئيسي للمملكة.
وتُقدّر إيرادات المناسك والعمرة والزيارات الدينيّة الأخرى على مدار العام بنحو 12 مليار دولار سنويًا.
ويأمل أصحاب الأعمال في مكة بأن تُعوّضهم عودة الحج إلى طبيعته عن الخسائر الفادحة التي تكبّدوها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وأكد "سمير الزافني" الذي يُدير مجموعة فنادق في مكة والمدينة، أن فنادقه كاملة العدد حتى الأسبوع الأول من تموز/يوليو المقبل على الأقل.
وتابع الزافني: "بعد ثلاث سنوات عجاف، هذا العام لا يوجد سرير واحد شاغر في مجموعتنا التي تضمّ 67 فندقًا".