شهدت مدينة الخليل، ليلة السبت، أعمال إطلاق نار على مركبات ومحلات تجارية، اثر تجدد الخلافات والاشتباكات بين عائلتي العويوي والجعبري.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات تأتي استمرارًا لخلافات سابقة بين عائلتي أبو عيشة - العويوي والجعبري في المدينة، ويُخشى من تجددها في الليالي المقبلة، في ظل عدم التوصل إلى حل لخلافات قديمة بين العائلتين تجددت في الشهور الماضية.
وأظهرت صورٌ آثار حرائق وإطلاق رصاص على محلات لبيع اللحوم والملابس والخضار والفواكه والمفروشات، إضافة لمنازل وسيارات، وكذلك ديوان عائلة أبو عيشة، وحافلتين، في الوقت الذي تغيب فيه أجهزة أمن السلطة عن المشهد، تاركة الفلتان الأمني سيّد الموقف.
وتجددت الخلافات بين عائلتي الجعبري والعويوي في شهر تموز/يوليو الماضي، بعد مقتل باسل الجعبري، في جريمة قالت عائلة العويوي إنها جاءت انتقامًا منه لدوره في جريمة قتل وقعت قبل سنوات، وهو ما رفضته عائلة الجعبري مؤكدة عدم صلة باسل في الجريمة المذكورة.
وقال نادر العويوي، من "وجهاء" عائلة العويوي، إن ممتلكات تابعة للعائلة تعرضت لإطلاق نار، كما تم حرق مدخل ديوان العائلة في منطقة واد أبو كتيلة، وإشعال إطارات أمام باب الديوان، وإحراق حافلة (50 راكب) بالكامل.
وبيّن العويوي في تصريحات صحفية، أن الأضرار نتيجة إطلاق النار والحرائق طالت أيضًا حافلة صغيرة ومتجر خضار، إضافة إلى متجرين في راس الجورة وعين سارة.
وقال إن عائلة العويوي "تتعامل بمسؤولية الحفاظ على السلم الأهلي، ولكننا لن نقدر على كباح جماح شبابنا، وسيتعاملون برد فعل"، معربًا عن مخاوفه من رد فعل قد يقوم به شباب العائلة في الساعات المقبلة. وتابع، "هناك متفلتين بعائلة الجعبري يريدون جر العائلتين للمشاكل".
#شاهد تواصل إطلاق النار العنيف في مدينة الخليل منذ ساعات على خلفية مشكلة عائلية وسط غياب تام من أجهزة السلطة pic.twitter.com/tBCklbNeOH
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) November 13, 2021
في المقابل، تتهم عائلة الجعبري، عائلة أبو عيشة - العويوي بأنها هي من بدأت بأعمال إطلاق النار. يقول مجدي الجعبري، عم باسل، إن المتسببين بحوادث الجمعة معروفون لدى الأجهزة الأمنية، "والسيارة التي بدأت بإطلاق النار على محلات للعائلة في راس الجورة معروفة لدى الأمن، ومعروفٌ من يقودها ويملكها".
من جانبه، رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون العشائر داود الزير، قال في تصريحات صحفية إن محافظ الخليل تواصل معه الجمعة لإبلاغه بالتطورات، مبينًا، أن إطلاق النار بين عائلتي الجعبري وأبو عيشى - العويوي تجدد قبل أربعة أيام، وهناك سبعة متهمين في هذه الأحداث مطلوبٌ تسليمهم للأجهزة الأمنية.
وأشار الزير إلى أن العائلتين وقعتا (بعد مقتل باسل الجعبري) على نص اتفاق بأن تختار كل عائلة محكمًا، ويختار (الزير) محكمًا ثالثًا، لأجل أن يدلي كل طرف بما لديه من دلائل، ويتم البت في قتل باسل إن كان "دمًا قديمًا" -أخذ بالثأر- أو "دمًا جديدًا"، لكنه استدرك بأن العائلتين لم تُسلما أسماء المحكمين والكفلة، خلافًا لما وعدتا به، ولأسباب غير معلومة لديه.
وأكد، أنه يتوجب على الأمن تكثيف جهوده لضبط الأمور والقبض على الخارجين عن القانون، معربًا عن أمله بأن تتدارك العائلتين الأمور قبل تفاقهما، "لأن ما يحدث ليس من مصلحة أي طرف، وأي شيء في الخليل يؤثر على كل فلسطين".