في الذكرى الـ 35 للانطلاقة

تقرير تعرف على أول سلاح بدأت فيه "حماس" عملها العسكري

صورة تعبيرية

خاص - شهاب

في غرفة صغيرة مصنوعة من الاسبست جلس الشيخ الشهيد مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أحمد ياسين ورفقائه يفكرون في البدء بالعمل العسكري ضد الاحتلال قبيل انطلاقة الحركة رسميًا، وكان حينها العمل يتم تحت اسم "المجمع الإسلامي".

قرار بدء العمل العسكري لم يكن سهلاً في ذلك الوقت لعدم وجود سلاح لتنفيذ أي عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي وليس من السهل الحصول عليه، حيث كان لا يملك السلاح في ذلك الوقت إلا الاحتلال والتجار.

وكان شراء السلاح في ذلك الوقت من التجار صعبًا لسببين الأول، إما متعاونين مع الاحتلال أو قد يكونوا مدخلاً سهلاً للإيقاع بمن يشتريه، لا سيما أن الاحتلال كان يحكم قبضته على قطاع غزة في تلك الآونة.

ورغم الظروف المليئة بالعثرات والمصاعب، أصر الشيخ الياسين على بدء العمل العسكري ومقاتلة الاحتلال، وفق أبو ماهر تمراز مؤسس أول تشكيل عسكري لجماعة الإخوان المسلمين في بداية الثمانينيات بعد تكليفه من الشهيد ياسين.

وفي حديث سابق لـ تمراز مع وكالة "شهاب" ذكر أن خطة الشيخ ببساطة، تقتضي بتنفيذ أول عملية، يتم خلالها الاستيلاء على سلاح أحد الجنود الاسرائيليين، وهكذا يتم الحصول على السلاح الأول، لكن من أين السلاح لتنفيذ هذه العملية؟ في ظل أجواء الحيرة خلال الاجتماع، باغت الشيخ ياسين الحاضرين بالقول: "لي جار اسمه أبو فريد عنده مسدس من حرب 48، بناخده بنفذ عملية ونستولي على سلاح أحد الجنود ونأخذه غنيمة وهكذا نحصل على السلاح".

كانت تلك الكلمات كفيلة ببث روح التفاؤل وزرع الابتسامة على وجوه الحاضرين، برغم عثرات الطريق وصعوبة التنفيذ على الأرض، لا سيما وأن هذه أول عملية ستقوم بها حماس التي لم تكن قد انطلقت بعد أو عُرفت باسمها هذا.

أيام قليلة وكان الشيخ ياسين ورفاقه الحاضرين في سجون الاحتلال بعد حملة مداهمة واعتقالات طالت العشرات من قيادات وكوادر الحركة، بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الدولة "اليهودية" من الوجود، فحُكم بالسجن لمدة 13 عاما.

ولكن اعتقال الصف الأول والمؤسس لم يمنع فكرة العملية الفدائية ضد الاحتلال، ولم يمنع مسدس أبو فريد من إطلاق رصاصاته صوب الاحتلال"، يقول تمراز، "تمت العملية بنجاح وكان تحقيق أمنية الشيخ ياسين باغتنام سلاح أحد الجنود الإسرائيليين".

يشار إلى أن أبو فريد يُدعى "جمعة عبد الملك أبو غالي"، رجل مسن كان صديق وجار الشيخ أحمد ياسين وصاحب بقالة ملاصقة لبيته في حي الزيتون، وكان قد تعرض للإصابة في حادثة اغتيال ياسين، وتوفي في شهر أيلول عام 2013، عن عمر يناهز 72 عاماً.

وكان بحوزته مسدس كان يقاتل به خلال حرب عام 1948، ولم يتردد في تقديمه للشهيد ياسين في بداية الانتفاضة الأولى.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة