شهاب - تقرير خاص
تتعرض مدينة نابلس لهجمة شرسة من قبل جيش الاحتلال، وأجهزة أمن السلطة في آن واحد، وذلك في إطار سياسة تكامل الأدوار التي يسعى لها الطرفان من أجل إنهاء ظاهرة المقاومة المتصاعدة في مدن الضفة الغربية المحتلة، وفي نابلس وجنين على وجه الخصوص.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الخميس 12 يناير 2023، البلدة القديمة في نابلس، وتعرضت لمقاومة مسلحة عنيفة، وتزامن هذا الاقتحام مع الهجمة الشرسة التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة في نابلس منذ يومين بحق المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجونها وعلى رأسهم المطارد للاحتلال مصعب اشتية.
السلطة المرشد والدليل
الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي رجائي الكركي قال إن، السلطة وأجهزتها الأمنية تساعد ما يسمى بـ"الشاباك الإسرائيلي" والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية بشكل كامل للوصول لأماكن المقاومين في كل مناطق الضفة وعلى رأسها مدينة نابلس.
وأكد الكركي خلال حديث خاص لوكالة "شهاب"، أن السلطة وأجهزتها الأمنية تعمل بدور المرشد والدليل لتوصيل أجهزة الأمن الإسرائيلية لأماكن المقاومين في الضفة.
وأضاف أن افتقار السلطة وقيادتها المتنفذة للامتيازات دفعها للعودة من جديد لدورها الكامل في التنسيق الأمني وملاحقة مجموعات المقاومة.
وأوضح الكركي أن هناك ضغط أمريكي على السلطة بشكل كبير في محاولة لإنهاء ظاهرة عرين الأسود وكتيبة جنين، مشيرًا إلى أن السلطة تقوم بتكامل الأدوار بإتقان بينها وبين الاحتلال.
وشدد على أن السلطة خنعت لكل الضغوط الإسرائيلية الأمريكية واستجابت لمطالبهم في ملاحقة المقاومين واعتقالهم وتسليم معلومات أمنية كاملة تخصهم.
إخلاص السلطة للاحتلال
ولفت الكركي إلى أن أجهزة السلطة أطلقت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع دون احترام للصغير والكبير خلال قمعها المظاهرة السلمية التي خرجت في نابلس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، مؤكدًا أن هذا الأمر يدل على إخلاص السلطة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع "السلطة تقوم بدور كبير جدًا يخدم الاحتلال ويحارب أبناء الشعب الفلسطيني دون استحياء أو خجل".
وأضاف الكركي إلى أن، الاحتلال والسلطة يسعون جاهدين لوأد المقاومة في نابلس، لأن فيها مجموعات عرين الأسود التي ضربت الاحتلال في أكثر من مكان، موضحًا أنه لا يريد انتقال الظاهرة من مكان لمكان آخر.
يتشاركون نفس الهدف
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، إن السلطة والاحتلال يتشاركون ذات الهدف، وهو منع اشتعال انتفاضة ثالثة، وتصفية أي عمل مقاوم، وهذا ما يصرح به عباس وقادة السلطة في كل مناسبة ولا يخفونه.
وأكد العقاد أن محمود عباس يرى أن المقاومة الشعبية المسلحة وغيرها لا جدوى منها، وأن برنامجه الذي يأخذ التسوية عنوان له يقوم على نقيضها، موضحًا أن هذا ما يمكن الاحتلال من تغيير الواقع والوقائع في الضفة والقدس بما يزيد من التهويد والاستيطان.
وأضاف أن أساليب كثيرة يمارسها عباس في مواجهة قناعات الشعب الفلسطيني بالمقاومة كطريق أوحد لاسترجاع الحق الفلسطيني، مبينًا أن محاولاته الحثيثة في تغيير ثقافات الناس واهتماماتهم، وليس فقط الدور الأمني الذي يتكامل فيه مع الاحتلال، وهذا الدور يتعدد أساليبه فيه.
واندلعت صباح يوم الخميس 12 يناير 2023، اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
وأفادت مصادر محلية، بأن مقاومين أطلقوا النار بكثافة صوب القوة المحاصرة لأحد المنازل في البلدة القديمة لاعتقال أحد المواطنين.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل عشوائي صوب المواطنين ما أدى لإصابة 7 منهم بجراح مختلفة.