كشف برنامج (عوفداه – الحقيقة) الذي بث على القناة 12 العبرية، الأربعاء، تفاصيل عملية عسكرية نفذتها كتائب القسام خلف خطوط العدو إبان معركة العصف المأكول عام 2014.
ووفق البرنامج، فإن 12 مقاتلا من كتائب القسام يرتدون زيا عسكريا مشابها لزي الجيش الإسرائيلي، تمكنوا من التسلل في اليوم العاشر من عملية الجرف الصامد 2014 في تمام 5:30 صباحًا إلى منطقة بين نيرعم ومستوطنة سديروت على مقربة 700 متر من المستوطنة واستهدفوا جيبا عسكريا بقذيفة آر بي جي في تمام الساعة 6:36.
وأشار البرنامج الى أن 4 ضباط إسرائيليين قتلوا في العملية، فيما حاول مقاتلو القسام خطف أحد الجنود لكن سرعان ما تم تفعيل إجراء حنيبعل الخاص بحدوث عملية خطف.
وفي التفاصيل، نجح 12 مسلحًا متخفين، باختراق الحدود بالقرب من كيبوتس نير عام، وقاموا بالاشتباك مع قوة من الجيش الإسرائيلي حيث فاجأت الخلية القوة التي كانت في الجيب العسكري وأطلقت تجاههم صاروخ مضاد للدروع، وأسفرت عن مقتل سائق الجيب "نداف قولدماخر" و3 آخرين وأثناء العملية انتبهت قيادة الجيش أن ما يحصل سيؤدي حتماً لعملية جلعاد شاليط 2.
غرفة المراقبة التي كشفت الخلية لأول مرة قالت إنهم بدوا كأنهم من جنود الجيش الإسرائيلي وقد كانوا جالسين ومن ثم بدأوا بالزحف.
وخلال العملية تم استدعاء على الفور أربع طائرات استطلاع لمراقبة ساحة المعركة ومحاولة فهم ما الذي يجري بالضبط.
الهجوم وفق البرنامج، كان بالنسبة للجيش الإسرائيلي وغرف المراقبة الجوية والأرضية كالأحجية غير مفهوم، وكانوا يحاولون ربط الأحداث ببعضها البعض.
غرفة المراقبة قالت "كنا متأكدين من وجهة نظرنا أنهم جنود تابعون لنا ولكن فيما بعد أثار انتباهنا أنهم مستلقون على الأرض ويقومون بتوجيه الأسلحة تجاهنا وليس باتجاه الحدود.".
"أمير أشل" قائد سلاح الجو، قال: "خلال حرب 2014 عندما كنت أشاهد صور طائرات الاستطلاع لم استطع أن أميز هل هم جنود الجيش أم مقاومين".
الأمر الذي زاد في عملية التضليل أنه قبل عدة ساعات من العملية مرت من نفس المنطقة قوات تابعة للواء ناحل فلم يكن من السهل التمييز هل المسلحين يتبعون للناحل أم لا.
وبعد حوالي عشر دقائق من اكتشاف المسلحين قرر قائد المنطقة إرسال جيبين للمكان للتأكد من شخصية المسلحين الموجودين حيث لم يكن معلوم لدى الجيش بشكل مؤكد هويتهم وكان المسلحون بالفعل على بُعد 700 متر من مستوطنة سديروت.
وبعد لحظات قام مشغلين لطائرتي استطلاع بالاتصال بغرفة عمليات فرقة غزة وابلغوهم أن المسلحين ليسوا جنود من الجيش ولم يكن لدى مشغلي الطائرات اتصال مباشر مع قائد الدورية التي ذهبت للاستطلاع وطلبوا من غرفة العمليات إعلامهم بسرعة لأنهم قريبين من الخطر.
وبالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع دخل الجيبين لنطاق تصوير الطائرات وكان واضحًا في الصورة التي تحول بشكل مباشر إلى غرفة العمليات الجيب الأول وهو يسير على الطريق والمقاومين متخفين في الأعشاب على جانب الطريق.
ولحظة اقتراب الجيبين من المقاومين حدثت لحظات الجنون حيث كان واضحاً على شاشات غرفة العمليات لحظة استهداف الجيب الأول بقذيفة.
وعند إصابة جيب الضابط "دولف" بالقذيفة اتضح للجيش الإسرائيلي أن ذلك فقط هو بداية الحدث. حيث تم النداء على الضابط "دولف" والجنود المرافقين له عبر اللاسلكي ولكن لم يجب أحد.
ووفقاً لشهادة أحد الجنود الذين ذهبوا للمكان ورأى بعض جثامين المقاومين قال "كانوا يرتدون زي الجيش الإسرائيلي بكافة تفاصيله من الخوذة حتى الحذاء وكان من الصعب تمييزهم".
ويضيف أحد الجنود وفقًا لشهادته أن المسلحين كانوا يرتدون الأحزمة الناسفة، وكان هناك تخوف لدى جنود الجيش من الاقتراب منهم.