خاص _ شهاب
قال الناشط السياسي عمر عساف، إن حالات إطلاق النار وسرقة البنوك واستهداف الشخصيات المجتمعية في الضفة الغربية تسببت في حالة احتقان كبيرة في الشارع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه الأمور تحدث بسبب انسداد الأفق السياسي والمعاناة الاقتصادية وانتشار المشاكل العائلية.
وأكد عساف في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن حالة الفلتان الأمني في الضفة الغربية تضعف المجتمع الفلسطيني والمستفيد الرئيس من ذلك هو الاحتلال، موضحًا أن السلطة إذا كانت تظن أن هذه الحالة مفيدة لها اعتقد أنها واهمة.
وتابع عساف، كل ما يحدث في الشارع الفلسطيني يدلل على فقدان الثقة، بسبب السياسات والاتجاهات والسلوكيات والممارسات التي تتبعها القيادة المتنفذة في السلطة بحق المواطنين في الضفة.
وأوضح أن ما يحدث من فلتان يزيد الاحتقان في الحالة الفلسطينية ويضع الناس أمام حالة من غياب القانون، ويفتح المجال أمام الجميع ليأخذ حقه بيده وهذا الأمر يزيد من تعقيد الحالة في الضفة الغربية.
وطالب عساف بوقف كافة الانتهاكات التي تساعد على الفلتان الأمني وعلى رأسها الاعتقال السياسي وتعزيز القانون في الضفة ومحاسبة كل من يتعدى على المواطنين في الإطار القانوني.
ودعا السلطة لتطبيق القانون والقيام بواجباتها وتوفير حقوق المواطن الفلسطيني من دون المساس بالأمن والسلم المجتمعي.
وفي تصريح سابق لوكالة شهاب، اعتبر الناشط السياسي عبد الله شتات أن ما يحدث في الضفة الغربية هو فلتان مصطنع ومُوجّه من قِبل عناصر بالسلطة، الهدف منه أن يبغض الناس حالات المقاومة المتصاعدة، لِتخلق مبرًرا لها باعتقال من يحمل السلاح باستثنائهم.
وأوضح شتات، أن أحداث الفلتان الأمني يقوم بها أشخاص مدفوعون من جهات محسوبة على السلطة، بهدف خلق الفوضى في الضفة الغربية وتخويف المواطنين من وجود سلاح بغير يد الأجهزة الأمنية وعناصر حركة فتح.
ولفت إلى أن الدليل على ذلك هو عدم إجراء السلطة لأي تحقيق جديّ وعدم القبض على الجُناة رغم وجود دلائل حقيقية في حالاتٍ كثيرة، منها محاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر، في شهر يوليو/ تموز من العام الماضي، وذلك على الرغم من معرفة السلطة لهوية الجُناة.
وتابع شتات: السلطة تعتقد أن وقوفها خلف أحداث الفلتان سيجعلها تنجح في تعزيز مكانة الأجهزة الأمنية بنفوس المواطنين، عند حدوث الخلافات الكبيرة وحالات السطو المسلح.
ووفق الناشط شتات، فإن السلطة معنية بوجود فئة "مافيا" في الضفة الغربية، لضمان استمرار إرهاب المواطنين وتحذيرهم من الالتفاف حول المقاومة، مُردفًا "السلطة لا تطلق النار على أرجلها ولا تقوم باعتقال من يجعل منها موضع نصرة بالنسبة للمواطنين".
ونفّذ مسلحون مجهولون ظهر أمس الأربعاء 26 أبريل 2023، سطوًا مسلحًا على البنك الوطني في بلدة عقربا جنوب نابلس وسرقوا مبالغ مالية كبيرة منه، تزامنًا مع عدم تقديم المتحدث باسم الشرطة أي تفاصيل واضحة حول الحدث وهوية اللصوص.
حالة السطو المسلح هذه لم تكن الأولى، بل سبقتها حالات مشابهة خلال شهر ابريل/ نيسان الجاري، أبرزها السطو المسلح الذي شهده البنك الإسلامي العربي في الخليل، وسرقة 8 كيلو ذهب خلال سطو مسلح في بلدة الظاهرية، وإطلاق النار على الأسير المحرر ماهر برقان في الخليل، واندلاع اشتباكات مسلحة في شجار عائلي شارك فيه عناصر من السلطة بمخيم الفارعة بطوباس، إضافة إلى إحراق مركبة عضو مجلس بلدية نابلس مؤيد دويكات، إضافة إلى العديد من عمليات إطلاق النار والعربدة والسطو المسلح.