أُعلن مساء الأحد، عن تشكيل لجنة وطنية هدفها استكمال الحوار الذي عقد اليوم الأحد، في مدينة العلمين بمصر، للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.
جاء ذلك في بيان ختامي ألقاه رئيس السلطة محمود عباس، في أعقاب الاجتماع الذي استمر نحو 4 ساعات شمل إلقاء كلمات من مختلف قادة الفصائل.
وقال عباس إن اللجنة ستكون مهمتها استكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
وطالب عباس اللجنة بالشروع فورًا لإنجاز مهمتها، والعودة لهم بما تصل إليه من اتفاقيات.
وأعرب عن أمله في عقد اجتماع قريب في القاهرة للإعلان عن إنهاء الانقسام.
اقرأ/ي أيضا.. هنية: الشعب الفلسطيني أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع الاحتلال ويجب التفكير بشكل جماعي
واعتبر عباس أن اجتماع اليوم، خطوة أولى وهامة لاستكمال الحوار الذي نرجو أن يحقق أهدافه قريبًا. كما قال.
وجرت اليوم، أعمال مؤتمر الفصائل الفلسطينية، في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور الأمناء العامين وقادة عدة فصائل فلسطينية، وغياب حركات أخرى أعلنت عن مقاطعتها للاجتماع بسبب اعتراضات مختلفة، بينها استمرار الاعتقال السياسية بالضفة الغربية.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات التي فرضتها الحكومة الصهيونية الحالية.
وقال هنية في كلمته أمام لقاء الأمناء العامين اليوم في مدينة العلمين في مصر "إننا وفي إطار مواجهة مخططات الاحتلال وسياسة حكومته الفاشية، وسعيًا لتحقيق وحدة شعبنا، نرى ضرورة تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات ذات الطابع الوجودي التي فرضتها الحكومة الصهيونية الحالية في بعديها المتعلق بالاحتلال أو المتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي ترتكز على المنطلقات الآتية:
أولًا: انتهاء مرحلة أوسلو، فشعبنا اليوم أمام مرحلة سياسية وميدانية جديدة.
ثانيا: التناقض الرئيس هو مع العدو الصهيوني.
ثالثا: المرحلة الراهنة هي مرحلة تحرير وطني.
رابعا: الشراكة السياسية على أساس الخيار الديموقراطي الانتخابي هي المنطلق لبناء الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته ومستوياته.
خامسا: قضية فلسطين ومحورها القدس هي قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية.
واعتبر أن ترجمة هذه المنطلقات في الخطة الوطنية يتطلب تبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود شعبنا ونضاله ضد جرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس، وإزالة كل العقبات من طريقها وكل الالتزامات التي تتناقض مع حق شعبنا في مقاومة الاحتلال، وكذلك إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية مع تحقيق دعم صمود أهلنا في القدس والضفة والعمل على إنهاء الحصار على قطاع غزة.
كما دعا رئيس حماس إلى إنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو ووقف وتجريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي.
وأشار كذلك إلى ضرورة تعزيز صمود أهلنا في الشتات وضمان مشاركتهم وتعزيز دورهم الوطني والنضالي، ودعم صمود أهلنا في الـ 48 وحماية حقهم في النضال السياسي والمدني، وقطع الطريق على كل محاولات التهجير والاستفراد بأهلنا هناك، إلى جانب وضع برنامج وطني للإفراج عن أسرانا في سجون الاحتلال.
كما أكد ضرورة القيام بجهود على المستوى الدولي وخاصة حشد طاقات الأمة لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده، وإطلاق حملة سياسية وإعلامية ودبلوماسية واسعة لعزل وإدانة الاحتلال وممارسات حكومته المتطرفة ومستوطنيه، وكذلك اتخاذ كل الخطوات القانونية على كل المستويات لمحاكمة قادة الاحتلال وجنوده أمام المحاكم الدولية على ما يرتكبونه من جرائم بحق شعبنا، فضلًا عن دعوة الجامعة العربية للانعقاد لاتخاذ قرارات واضحة بوقف التطبيع مع العدو المحتل كخطوة أولى على طريق محاصرته ومعاقبته.
ولضمان تطبيق هذه الخطة الوطنية دعا هنية إلى تحقيق دورية لقاء الأمناء العامين، وتشكيل لجنة فصائلية للمتابعة تكون مهمتها متابعة نتائج هذا اللقاء ووضع الآليات لمواجهة التحديات وسياسة الحكومة الصهيونية الراهنة وإحياء وإعادة تشكيل لجنة الحريات العامة وإنهاء ملف الاعتقال السياسي.
وشدد رئيس الحركة على ضرورة وضع برنامج وآليات إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الانتخابات والتوافق حيث تعذرت، وتشكيل قيادة مشتركة لمتابعة ومواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وكان رئيس الحركة قد افتتح كلمته بتوجيه الشكر والتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ولإخوتنا وأشقائنا في الدين والدم والمصير في جمهورية مصر العربية، على ما بذلوه في سبيل هذه القضية في كافة مراحلها بدءاً بالشهداء الأبرار، وانتهاءً بهذا الجهد الذي لا يتوقف في رعاية مصالح شعبنا وجمع كلمته، والحرص عليه باعتباره وقضيته جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها ومستقبلها.
كما شكر كل من بذل جهدًا وما زال لرأب الصدع الفلسطيني وخاصة الإخوة في الجزائر وقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، وفي الإطار ذاته شكر الأخ الرئيس أبو مازن على هذه المبادرة بالدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين للفصائل.
وتقدم رئيس الحركة بالتحية لشعبنا العظيم في كل أماكن تواجده في القدس حيث المرابطون والمرابطات في الأقصى المبارك، وفي الضفة الثائرة الصابرة، وفي غزة العزة المقاومة العنيدة، وفي الـ 48 الأصالة والعطاء، وفي الشتات المتحفز للعودة والتحرير، وأيضًا التحية للأسرى الميامين الشم الرواسي في سجون الاحتلال.
كما استعرض المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية في ظل حكومة فاشية متطرفة، وممارساتها العدوانية في الضفة والقدس وغزة وسعيها لتحقيق مخططها بـ "حسم الصراع" بكل أبعاده عبر هجماتها الإرهابية على شعبنا من أجل ترحيله وممارسة الحرب الدينية بدءًا من محاولات تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانًا ومكانا كمقدمة للسيطرة عليه، وكذلك حرق المصحف الشريف وإطلاق الشتائم والسباب بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم في باحات الأقصى.
وقال إننا أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو بما يفرض علينا التفكير بشكل جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في كيفية مواجهة ومقاومة هذه السياسات وكبح جماح هؤلاء المتطرفين، كما يفرض علينا أن نضع الخطط المناسبة لتعزيز صمود شعبنا المرابط في القدس ودعم المنتفضين والمقاومين.
وشدد على أن ما يسمى "عملية التسوية" وصلت إلى طريق مسدود، واستفاد منها الاحتلال طوال الأعوام الثلاثين الماضية وحوّل أرضنا إلى معازل وكانتونات والتهم الاستيطان معظم أراضي الضفة، وسعى من خلال سياسة البطش والإرهاب والقتل والاعتقال لمنع تطور مشروع المقاومة في الضفة المحتلة مثلما تطور هذا المشروع في قطاع غزة، "وهذا كله كنا قد حذرنا منه مرارا وتكرارا منذ توقيع اتفاق أوسلو".
وأشار هنية إلى أن شعبنا يملك نافذة فرص علينا استثمارها، فالاحتلال يعاني من الانقسام الداخلي غير المسبوق، وتوتر علاقاته الدولية وعدم قدرته على كسر إرادة شعبنا ومقاومته المتصاعدة، مشددا على أن شعبنا الفلسطيني يقف على أرض صلبة ويراكم كل يوم إنجازات جديدة حيث يواصل تعزيز عناصر القوة بمستوياتها المختلفة ويخوض المعركة تلو المعركة، ويشعل الانتفاضة تلو الانتفاضة كحل وحيد في مواجهة غطرسة الاحتلال.
ولفت إلى أن شعبنا نجح في تسجيل محطات وإنجازات مهمة ذات طابع استراتيجي وخاصة في "سيف القدس" ومعركة جنين وغيرها من المحطات التي شكلت انعطافات مهمة في مسار الصراع مع هذا العدو، ما يجعلنا جميعا أمام مسؤولية عظيمة وخيار وحيد هو تطوير هذه المقاومة والانتفاضة البطلة ودعمها لنتمكن من إنجاز أهدافنا في إنهاء الاحتلال واقتلاع الاستيطان واستعادة سيادتنا الكاملة على ضفتنا المحتلة كمقدمة لفرض سيادتنا على كل أرض فلسطين التاريخية باعتبار المقاومة بكل أشكالها وخاصة المقاومة المسلحة، مرورا بالمقاومة الشعبية والإعلامية والسياسية ومقاومة التطبيع حق شعبنا بل واجبه الإنساني والديني والوطني حتى زوال الاحتلال.
وشدد على أن "حركة حماس كانت وما زالت وستظل ركنا فاعلاً وإيجابياً في العمل على توحيد الصف الفلسطيني وستظل تبادر وتستجيب للمبادرات في هذا الإطار ولا تثنينا كثرة العقبات والتجارب انطلاقا من قناعتنا أن الحوار واللقاء هو السبيل للنجاح في مهمتنا لأن البديل هو الفرقة والصراع والفشل والهزيمة".
وأكد موقف الحركة الذي أعلنته مراراً وتكراراً أن حركة حماس تبحث عن الوحدة والقواسم المشتركة، وقد عملت على ذلك في كل المحطات وتدعو لذلك قولاً وعملاً، وترفض رفضاً قاطعاً سياسة الإقصاء والتهميش وكل قول أو سلوك يؤدي إلى توتير العلاقات وتسميم الأجواء الوطنية.
واعتبر هنية أن غياب فصائل فلسطينية مقاومة اليوم هو ثلمة في هذا اللقاء، وقال "لا يكتمل عقدنا وتمضي استراتيجيتنا إلا بوحدتنا جميعاً ووقوفنا صفاً واحداً في مواجهة عدونا"، مؤكدا أن "مطلب الإخوة في الجهاد الإسلامي بالإفراج عن المعتقلين على خلفية المشاركة في مقاومة الاحتلال أو على خلفية الانتماء السياسي هو مطلبنا جميعا ونؤكد عليه، فاستمراره يشكل إساءَة عميقة لنا جميعاً ولنهج المقاومة والثورة الذي نرى فيه الخلاص لهذا الشعب"، وأضاف "كنا نتمنى مشاركة الجميع لأننا نرى أن اللقاء والحوار هو طريق حتمي لا يجب التنازل أو التخلي عنه في كل الظروف ومهما كانت الآلام لأن البديل سيكون أشد وأقسى علينا جميعاً".
اقرأ/ي أيضا.. مزهر يدعو لقطع الرهان على حلول سياسية مرتبطة بالاحتلال
من جانبه، أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر، على ضرورة "تنفيذُ قراراتِ الإجماعِ الوطنيّ التي جاءتْ عليها مقرّراتُ المجلسين؛ الوطني والمركزي المتمثّلة بسحبِ الاعترافِ بالكيانِ الصهيوني، والتخلّي عن اتفاقِ أوسلو والتزاماتِه، تجسيدًا للإرادةِ الوطنيّةِ والشعبيّة، والقطعِ مع الرهانِ على إمكانيّةِ الوصولِ إلى حلٍّ سياسيٍّ مع الكيانِ الصهيوني يلبّي حقوقَ شعبِنا، أو الرهانِ على الإدارةِ الأمريكيّةِ التي تدعمُ الاحتلالَ بلا حدود"، كما جاء في كلمته.
وأضاف: يجب الإعلانُ الفوريُّ عن تشكيلِ القيادةِ الوطنيّةِ الموحّدةِ للمقاومةِ الشاملة، يتفرّعُ منها لجانُ الحمايةِ الشعبيّةِ لحمايّةِ القرى والمخيّماتِ والمدنِ من اعتداءاتِ ميلشياتِ المستوطنين، وتتولّى إدارةَ أشكالِ التصدّي لسياساتِ الاحتلالِ ميدانيًّا.
وشدد على أن "منظّمةُ التحريرِ الفلسطينيّةُ الممثّلُ الشرعيُّ والوحيدُ لشعبِنا"، حسب وصفه، وتابع: لذلك هناك ضرورةٌ لإعادةِ بناءِ مؤسّساتِها على أسسٍ وطنيّةٍ وديمقراطيّةٍ، تتحقّقُ فيها مشاركةُ جميعِ القوى، والشراكةُ الوطنيّةُ التي تحفظُ التعدّديّةَ الديمقراطيّة، وإدارةَ الصّراعِ مع الاحتلالِ وفقَ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ موحّدةٍ لشعبِنا، وإلى أن يتحقّقَ ذلك، ينبغي اعتبارَ صيغةِ الأمناءِ العامين مرجعيّةً سياسيّةً مؤقّتةً إلى حينِ تشكيلِ مجلسٍ وطنيٍّ جديدٍ تشاركُ فيه جميعُ القوى، وممثّلو قطاعاتِ شعبِنا، ومنظّماتُهُ الشّعبيّةُ والنّقابيّة، والبحثُ في الطرقِ والوسائلِ التي لا تَرْهَنُ تفعيلَ المنظمةِ وإعادةَ بناءِ مؤسّساتِها بالفيتو "الإسرائيلي" على إجراءِ الانتخابات".
واعتبر أن واجب المرحلة هو "تعديل وظائفِ الحكومةِ الفلسطينيّة، بحيثُ تقتصرُ على الجوانبِ الخدماتيّةِ وتحريرِها من القيودِ السياسيّة، أو الاشتراطاتِ التي تُعطّلُ تشكيلَ حكومةِ الوحدةِ الوطنيّة، وعلى أن تتولّى الحكومةُ توحيدَ المؤسّسات، وإنهاءَ انقسامِها القائمِ على أساسٍ سياسيٍّ وجغرافيّ".
وقال: لماذا لم ننجحْ بتحقيقِ المصالحة؟ إنّه سؤالُ شعبِنا المتداولُ عشيّةَ كلِّ جلسةِ حوارٍ وطني، فما جدوى الحوار؟ إنْ لم يتحوّلْ إلى فعل، ولم تتحقّق الوحدةُ والقراراتُ لم تُنفّذ؟ لا نريدُ نَكْءَ جراحاتِ الماضي، ولا غايةَ لدينا بذلك، لكنْ رغبتُنا في العملِ على تجاوزِ أسبابِ الفشل.
وأكد على "فشل مسار التسوية"، وأضاف: بعد أن أصبحَ واضحًا أنّ مسارَ التسويةِ الذي راهنتْ عليه القيادةُ الرسميّةُ الفلسطينيّةُ قد بات فاشلاً ومغلقًا، وأنّ المفاوضاتِ وانتظارَ الضغطِ الدوليّ على العدوِّ لتحقيقِ الدولةِ المستقلّةِ بعاصمتِها القدس، وتأمينِ حقِّ العودةِ وتقريرِ المصير؛ ما هو إلاّ وَهْمٌ بعدَ أن ثَبُتَ عجزُ المؤسّساتِ الدوليّة، وتواطؤُ الإداراتِ الأميركيّةِ وغيرِها من داعمي الكيانِ الصهيونيّ مع سياساتِه.
اقرأ/ي أيضا.. هنية: الشعب الفلسطيني أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع الاحتلال ويجب التفكير بشكل جماعي
وكان عباس قد قال في كلمته خلال الاجتماع إن "وحدتنا وعملنا الجماعي المشترك، ولنحقق الأهداف والغايات النبيلة المرجوة منه لشعبنا وقضيتنا، يجب أن يقوم على مبادئ وأسس واضحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي"
وأضاف، أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويجب الالتزام بها وببرنامجها السياسي وبجميع التزاماتها الدولية.
وأشار، إلى أن "العالم بأسره يعترف بـمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وهي البيت الجامع للفلسطينيين جميعاً، بل وأكثر من ذلك، فهي الكيان الوطني والسياسي للشعب الفلسطيني، وأم الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس، وحامية القرار الوطني المستقل والهوية الوطنية، ولا يجوز لأي فلسطيني أن يتحفظ على هذه المنظمة وبرنامجها الوطني والسياسي، بل إنه من الواجب الإجماع على حمايتها، لأنها تعتبر من أهم مكتسبات شعبنا، كما أن العالم يعترف بالدولة الفلسطينية، باعتبار أنه تم الإعلان عن قيامها بقرار من منظمة التحرير". وفق حديثه.
وأكد عباس أن العدوان "الإسرائيلي" الهمجي المتواصل يفرض علينا أن نرتقي جميعاً إلى مستوى المسؤولية الوطنية الحقّة، وأن نعمل على ترتيب بيتنا الوطني، حتى نتمكن من مواجهة هذا الاحتلال الذي يستهدف وجودنا وحقوقنا ومقدساتنا، مستطردا: "لأجل هذا، وجهت الدعوة إليكم من أجل هذا اللقاء، لنتدارس سبل إنجاز وحدتنا الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا، وصد العدوان المتواصل علينا وحماية وطننا وشعبنا ومقدساتنا".
وتابع: إننا قد مارسنا أشكال النضال المختلفة في مراحل مختلفة في مسيرتنا الوطنية، ونحن نرى اليوم أن المقاومة الشعبية السلمية، وفي هذه المرحلة، هي الأسلوب الأمثل لمواصلة نضالنا وتحقيق أهدافنا الوطنية، وأن اختيارنا لهذا الأسلوب من الكفاح الوطني ليس اختياراً عشوائياً، بل هو خيار مدرك ومدروس ويستند إلى معطيات وتجارب تاريخية.
وأكد أنه أمام الاحتلال، واستمرار إرهاب المستوطنين، يتوجب علينا أن نتفق على هذه المقاومة للتصدي لعدوان المحتلين، كما يتوجب على المجتمع الدولي توفير الحماية الدولية لشعبنا في مواجهة من يعتدون عليه، وأن نعمل على إنهاء الانقسام، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، في إطار دولة واحدة، ونظام واحد، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد، وحكومة واحدة، ومصالح شعبنا وقضيتنا الوطنية تفرض ذلك.
وبخصوص إجراء الانتخابات، قال عباس: إن الانتخابات هي وسيلتنا الوحيدة لتداول المسؤولية، والمشاركة الوطنية، ونريد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني اليوم قبل غد، شريطة أن يتمكن أهلنا في القدس الشرقية المحتلة من المشاركة في هذه الانتخابات انتخاباً وترشحاً دون أية معوقات أو عراقيل، كما حصل في الأعوام 1996، و2005، و2006.
وأكد أن من يعطل إجراء هذه الانتخابات هو حكومة الاحتلال، لذلك نعود لمطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بإلزام إسرائيل لكي نجري انتخاباتنا الديمقراطية في القدس، عاصمة دولتنا الأبدية، درة التاج وزهرة المدائن، والقدس تنادينا لنهبّ جميعاً لمواجهة التحديات التي تعترض شعبنا، فهذه مسؤوليتنا التاريخية الآن في حماية حقوقنا ومقدساتنا وثوابتنا الوطنية، التي لم ولن نتخلى عن ذرة واحدة منها.
اقرأ/ي أيضا.. أجهزة السلطة تواصل انتهاكاتها واعتقالاتها السياسية تزامنا مع اجتماع الأمناء العامين
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أمام اجتماع الأمناء العامين، إن الشعب الفلسطيني يواجه أخطر تحد تاريخي منذ عام ١٩٤٨، ونواجه ليس فقط العنصرية الصهيونية بل أيضا الفاشية العنصرية وإرهاب المستعمرين وهو خطر وجودي على الشعب الفلسطيني.
وأضاف البرغوثي: الأحداث أثبتت فشل المراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية وفشل اتفاق أوسلو والمراهنة على المفاوضات، ولا يملك أحد رفاهية إضاعة الوقت والانتظار والاستمرار في المراوحة في دائرة الانقسام والصراعات الداخلية، ودماء شهدائنا في جنين ونابلس وغزة والقدس والخليل وكل فلسطين تستصرخنا لتحقيق الوحدة الوطنية.
وأكد: الحركة الصهيونية تستهدف الجميع ولن ينفعنا أحد إن لم نوحد وننفع أنفسنا، وندعو قادة الفصائل إلى الارتقاء إلى مستوى الوحدة النضالية التي يصنعها المقاومون في ميدان النضال و المقاومة، و الشراكة الديمقراطية هي المدخل للوحدة الوطنية داعيا لانضمام الجميع لمنظمة التحرير وإجراء الانتخابات لمجلسها الوطني. كما طالب بتنفيذ قرارات المجلس المركزي بالتحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال وملحقاتها والوقف التام والكامل الذي لا رجعة عنه للتنسيق الأمني.
وطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم معتقلي حرية الرأي والمقاومين والأسرى المحررين وتحريم الاعتقال السياسي، ودعا كذلك إلى تفعيل لجنة الحريات والوقف الفوري للحملات الإعلامية، وكذلك تشكيل قيادة وطنية موحدة وتبني استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة وتكليفها بتطوير خطة لمواجهة الاستعمار الاستيطاني.
وأردف: نؤكد على اعتماد الشراكة الديمقراطية ووضع خطة زمنية فورية لإجراء انتخابات المجلس الوطني بشقيه في الداخل ( المجلس التشريعي) والخارج وللرئاسة وإجراء الانتخابات في عاصمتنا القدس رغم أنف معارضة الاحتلال وجعلها معركة مقاومة شعبية، داعيا لوضع آلية لتوحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع وإنهاء الانقسام قدما نحو تشكيل وحدة وطنية.