د. فايز أبو شمالة

نهاية البداية أم بداية النهاية لـ(إسرائيل)

يتزايد الفزع داخل (إسرائيل) من التطورات الحزبية الأخيرة، وتتعالى الأصوات المحذرة من المصير المجهول الذي ينتظر الدولة في ظل تولى "أفيغدور ليبرمان" وزارة الحرب الصهيونية، حتى أن أيهود براك، وزير الحرب السابق، والذي خاض حرب 2009، وحرب 2012 ضد المقاومة في غزة؛ قال بعد تعيين ليبرمان وزيراً للحرب: سنضطر إلى دفع الثمن، وعلينا أن نصلي كي لا يكون الثمن باهظاً.

وكان موشي يعلون وزير الحرب المستقبل، والذي قاد آخر حرب على غزة سنة 2014، قال بعد الاستقالة: أنا فزع على مستقبل الدولة، بعد أن تسلط التطرف على دولة (إسرائيل).

وكان روني دانيال المعلق العسكري الإسرائيلي المتطرف في القناة الثانية، قد قال: بعد تعيين ليبرمان وزيراً للحرب، لست متأكداً أنني أريد لأولادي مواصلة العيش في (إسرائيل).

وكان يوفال ديسكن رئيس جهاز الشاباك السابق قد كتب مقالاً متشائماً يحذر فيه من أن عدد الاسرائيليين الذين يبحثون عن جوازات سفر اجنبية يتزايد. وأن الشرخ بين اليهود المتدينين وبين اليهود العلمانيين يزداد عمقا، والمسافة بين اليهود الشرقيين والأشكناز كبيرة، والشيطان الطائفي يتقوى، والعدل الاجتماعي ما زال بعيدا عنا، ومشكلة السكن تتواصل، والفساد في تصاعد، وهناك علامات على الركود الاقتصادي في الأفق، والعنصرية ضد اليهود من أصل أثيوبي وضد فلسطينيي أراضي الـ48 تتصاعد، وختم يوفال ديسكن بالقول: منذ الآن سيقاد جهاز الأمن من قبل رئيس الحكومة الذي يفتقد إلى الأمن، ومن قبل وزير الأمن الذي لا يملك التجربة. وأنا أتساءل بيني وبين نفسي – هل هذه هي نهاية البداية أم هي بداية النهاية؟.

تخوفات القادة الإسرائيليين السابقين على مستقبل الدولة لم تحجب عن عين نتنياهو حقيقة المجتمع الإسرائيلي الذي جنح إلى التطرف، والتعالي، وراح يميل إلى مزيد من العنف، وهو يصوت في استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة "إسرائيل هيوم" بنسبة 48% مع ضم حزب إسرائيل بيتنا، مقابل 31% صوتوا لصالح ضم المعسكر الصهيوني.

لقد حرص نتنياهو على تهدئة الخائفين على المستقبل، فقال لهم: أسمع الأصوات في وسائل الاعلام، أسمع أصوات الجلد الذاتي، ومحاولات الترهيب والاكتئاب. اقترح عليكم التخلص من البكاء والنحيب.
ولكن كيف يتخلص الخائفون على مستقبلهم من البكاء والنحيب، وهذا وزير الحرب السابق موشي أرنس يكتب في صحيفة "هآرتس" الخوف الدائم من الغرق في وحل غزة كابوس قاد إلى الخطأ الفادح، المتمثل في اقتلاع مستوطنات غوش قطيف، لقد أدى الخوف إلى ثلاث جولات من القتال كلفت كثيراً، ولم تغير الوضع، وهذا ما ذهب إليه مسئول الموساد السابق إفرايم هليفي حين قال: يمكننا الحديث مع حماس حتى بدون اعترافها بـ(إسرائيل)، فهي لن تعترف إطلاقا، لقد حاربنا حماس ٥٠ يوما، ولو استمرت الحرب على حماس ٥٠٠ يوم، فسنصل إلى نفس النتيجة، سنفقد عدداً كبيراً من الضحايا دون ثمن، ولن تغادر حماس المنطقة.
وأزعم أن خلاصة ما سبق من أقوال وتصريحات لتؤكد أن النتيجة التي توصل إليها قادة الحرب الإسرائيليون السابقون، ستكون على مكتب ليبرمان، وستقف سداً منيعاً في وجهه، يحول دون تفكيره بأي عدوان جديد على قطاع غزة، وعليه سيوجه ليبرمان نيران سلاحه الاستيطاني إلى أراضي الضفة الغربية، وإلى المقدسات الإسلامية التي بات يهددها التهويد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة