تقرير: عادل ياسين
تطرقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، على قضية تحظى باهتمام الشارع الإسرائيلي خصوصاً في ظل الحديث عن المفاوضات الجارية بين المقاومة والاحتلال بوساطة مصرية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة وبالتزامن مع قرب الذكرى السنوية لصفقة "وفاء الأحرار".
وقال مراسل الصحيفة ليئور ليفي، إن عدد كبير من الأسرى الذين تم الإفراج عنهم في إطار "صفقة شاليط"، قرروا البدء بحياة جديدة؛ إلا أن بعضهم لم يكتفي فقط بالعودة إلى صفوف المقاومة بل إنه تحول مع مرور الوقت إلى أكثر الشخصيات المؤثرة في غزة وخارجها وأصبح يشكل تحدي كبير أمام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى حياة مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، رغم التقديرات والتوقعات التي اشارت إلى أنهم سيفضلون التخلي عن ماضيهم والتمتع بقية حياتهم دون مخاطرة.
وسلط ليفي، الضوء على سبعة من الأسرى المحررين باعتبارهم من أقوى الشخصيات وأكثرها تأثيرًا على الحلبة السياسية الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، والذين تحولوا بعد عقد من الزمن إلى رأس الحربة بالنسبة لحماس وذراعها العسكري.
وأضاف أن "صفقة شاليط ساهمت في تحسين قدرات حماس على اتخاذ القرارات وتوطيد العلاقة بين ذراعيها السياسي والعسكري واستدل بذلك على ما قاله العقيد احتياط د ميخائيل ميلشتاين الذي شغل رئيس القسم الفلسطيني في لواء الأبحاث التابع لركن الاستخبارات".
حيث اعترف ميلشتيان أن دخول يحيى السنوار إلى الحلبة أحدث قفزة نوعية لدى حماس وساهم في تحسين قدراتها العسكرية وتعزيز مكانتها في الشارع الفلسطيني باعتباره جزء من المجموعة التي دمجت بين الإمكانيات العسكرية والتفكير الاستراتيجي.
أسرى غزة
تحدث مراسل الصحيفة عن أسرى قطاع غزة التي تتكون من ثلاث شخصيات (يحيى السنوار – توفيق أبو نعيم – روحي مشتهي) والتي تربطها علاقات قوية وانسجام في الرؤى لاسيما وأنهم قضوا سنوات من السجن في قسم واحد، والأهم من ذلك هو أن سيرتهم الذاتية ساهمت في ان يكونوا معا منظومة واحدة، عدا عن انتمائهم لمدرسة صلاح شحادة قائد الذراع العسكري لحماس سابقا.
يحيى السنوار
وقال في إطار حديثه عن يحيى السنوار، إنه تمكن من تغيير صورة الواقع الجيو سياسي بين غزة و"إسرائيل" بعد أن أصبح الشخصية الأقوى في غزة لما يتمتع به من كاريزما قيادية عالية وقدرته على المناورة بين الجهود السياسية للتوصل إلى تسوية وتحقيق الهدوء وبين التصعيد التدريجي لاستنزاف "إسرائيل" ووقوفه خلف مسيرات العودة.
وأضاف: "السنوار أوصل غزة لوضع اقتصادي هو الأفضل منذ عشر سنوات؛ لكنه لم يتردد ولم يخشى من التنازل عن التسهيلات التي قدمتها إسرائيل لتخفيف الحصار من أجل القدس وبدء بعملية حارس الأسوار؛ لاسيما وأنه يعرف نقاط الضعف في المجتمع الإسرائيلي ويتقن العبرية".
توفيق أبو نعيم
الشخصية الثانية التي تطرق إليها ليفي هو توفيق أبو نعيم الذي تولي قيادة الأجهزة الأمنية بعد أربع سنوات من الإفراج عنه؛ حيث أشار إلى أن أبو نعيم تمكن من تطوير الأجهزة الأمنية وتعزيز إمكانياتها وهو ما ساعدها في إحباط محاولات الانقلاب على حماس وملاحقة العملاء.
روحي مشتهى
وذكر مراسل الصحيفة، أن الضلع الثالث هو روحي مشتهى، والذي يعتبر ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في غزة وخارجها ويعتبر من الصقور في حماس، باعتباره عضو في المكتب السياسي لحماس ولتاريخه النضالي حيث كان من مؤسسي جهاز الأمن الداخلي لحماس في تسعينات القرن الماضي "مجد" عدا عن سنوات السجن التي قضاها بعد اعتقاله عام 1988، وهو ضمن الوفد الذي شكلته حماس للتفاوض حول مع (إسرائيل) بوساطة مصرية للتوصل إلى اتفاق تسوية.
مدرسة العاروري
وأطلق ليفي على أسرى الضفة الغربية وصف "مدرسة العاروري" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضفة الذي قام بتجنيد طلاب الجامعات إلى الذراع العسكري والإشراف على نشاطاتها السياسية والعسكرية.
زاهر جبارين
تحدث ليئور ليفي عن زاهر جبارين واصفًا إياه بأحد مؤسسي الذراع العسكري لحماس ومسئوليته عن تجنيد طلاب من جامعة النجاح إلى ذراعها العسكري وكان من أبرز الشخصيات التي جندها هو يحيى عياش الذي تمتع بمهارات عالية في إعداد العبوات التدميرية التي استخدمها الاستشهاديون خلال الانتفاضة الثانية.
وذكر أن جبارين يتولى حالياٍ مسئولية إدارة الملف المالي لحماس ونائبا لقائد حماس في الضفة ويؤيد فكرة العودة للعمليات الاستشهادية بادعاء أن (إسرائيل) لن تتمكن من إيجاد حل للتعامل معها، كما يعتبر من مؤيدي تعزيز العلاقة مع إيران وكان ضمن الوفد الذي أرسلته حماس إلى إيران لما يتمتع به من علاقات جيدة مع قوة القدس.
عبد الرحمن غنيمات
وبحسب ادعاءات ليفي فإن غنيمات يتولى حالياً إدارة خلايا حماس في مدينة الخليل، أما عن تاريخه النضالي فقد أشار إلى أنه كان ضمن خلية صوريف التي نفذت عدة عمليات حفرت في ذاكرة الإسرائيليين من بينها خطف وقتل الجندي شارون إدرى وعملية مقهى أفروفو في "تل أبيب".
جهاد يغمور
حيث شارك جهاد يغمور في عملية خطف الجندي ناحشون فاكسمان عام 1994 التي اعتبرتها (إسرائيل) عملية خطيرة أدت لمقتل الجندي وقائد الوحدة وجندي آخر؛ ويشغل حالياً ممثل حماس في تركيا لما يتمتع به من قدرة على إقامة علاقات مع القيادة السياسية والأمنية.
موسى دودين
بعد أن كان أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي على خلفية مقتل جنديين أصبح موسى دودين ضمن الوفد الذي شكلته حماس للتفاوض مع "إسرائيل" بوساطة مصرية للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة وهو من أحد المقربين للعاروري.