هناك معركة جديدة يخوضها الأسرى الإداريون والأسرى المرضى في مصلحة السجون، ويواصل الأسرى معركتهم وهي لم تتوقف يومًا، حيث انطلقت المعركة الجارية منذ 13 يوماً متتالياً والأسرى قطعوا على أنفسهم عهدا بفرض معادلة جديدة وعدم التوقف إلا بتراجع إدارة مصلحة السجون عن إجراءاتها القمعية بحقهم، والتي تهدف للتنكيل بهم، والمحاولة عبثًا لكسر إرادتهم، إن العدوان الصهيوني المتكرر على الأسرى الفلسطينيين هو عدوان على كل الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية التى أصبح من واجبها حماية أسرانا وإسنادهم ودعم صمودهم والتضامن معهم والدعاء لهم، فالأسرى يمثلون قضية انسانية جامعة ودفعوا ضريبة وطنية بكرامتهم وجهادهم لتجسيد الثورة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني لن يسجل على نفسه بترك أسرانا البواسل في معركتهم مع العدو.
وقبل نحو 16يوماً أعلن الأسرى في السجون، حل الهيئات التنظيمية احتجاجًا على الإجراءات التعسفية التي تسعى إدارة السجون لفرضها عليهم، مؤكدين على أنهم سيمتنعون عن الخروج للفحص الأمني اليومي، وفي هذه الآونة تسود حالة من التوتر الشديد في السجون بعد إقدام مصلحة السجون على تقليص المدة التي سيقضيها الأسرى في “الفورة”، وعدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج في الدفعة الواحدة، حيث يواصل الأسرى إرجاع وجبات الطعام في خطوة تصعيدية في سبيل إنهاء سياسة الاعتقال الإداري تحت شعار “قرارنا الحرية“، كما يستفرد المحتل بأسرانا في ظل الظروف السياسية والأوضاع التصعيدية في القدس المحتلة وانتهاكات المستوطنين في الشيخ جراح مؤخراً، كما تشهد المعتقلات الصهيونية حالة من الغليان والتصعيد المتدحرج بين الأسرى وشرطة الاحتلال في السجون.
فيما دعت الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية، الفلسطينيين للمشاركة في مسيرات غضب وهبة شعبية وجماهيرية للتضامن مع الأسرى وللالتفاف حول قضيتهم في ظل الإجراءات والانتهاكات التعسفية التي تتبعها مصلحة السجون بحقهم، وفي سبيل وقف سياسة الاعتقال الإداري، وبلا شك فإن اعلان الاستنفار العام يعتبر أقل واجب نقدمه كشعب ثائر لإسناد كفاح الأسرى الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الصهيوني في كافة السجون عبر فعاليات متواصلة ومختلفة، لدعم مطالبهم ومواجهة سياسات التنكيل بهم من قبل قوات جيش الاحتلال ومصلحة السجون، والمشاركة في الفعاليات الجماهيرية والتضامنية لدعم الأسرى والأسيرات في مختلف المحافظات الفلسطينية والأراضي المحتلة والتي تهدف لإيصال رسالة إلى الاحتلال أن الأسرى ليسوا وحدهم وأن جماهير شعبنا إلى جانبهم في كفاحهم المشروع من أجل حياة كريمة حتى التحرر من قيود الاحتلال وسجونه الإجرامية.
أهمية التضامن الشعبي مع مطالبهم:
الأسرى اليوم صفهم متماسك ومصرون على الانتصار في معركتهم ومستمرون بخطواتهم التصعيدية ويدركون خطورة الإجراءات العقابية التي يضيق بها الاحتلال على ظروفهم الحياتية، ويعلمون أن الاحتلال لا يستجيب أبدا للحياة الإنسانية وتحسين حياة الأسير إلا بالضغط الشديد، فهم لديهم من الروح العالية لكي يتحملوا الأذى والضغط والغاز والجوع والقمع والتنقلات ومصادرة الممتلكات، والزنازين، ولكنهم يدركون في النهاية أنهم سينتصرون على السجان ويحققون مرادهم، وطالما أن صفهم متماسك وموحد فهذا سلاح كبير في هذه المعركة، وهم مصرون على استعادة حقوقهم وتحسين حياتهم وظروفهم في السجون.
الواضح من سياسة الاحتلال أنه لا يعطي الحقوق الأساسية للأسير إلا إذا انتزعها الأسير انتزاعا، وهذه قاعدة عامة لا تتخلف في كل مراحل حياة الأسرى، وكل ما حققه الأسير من إنجازات كان بالضغط والنضال وبالأمعاء الخاوية والتهديد بإشعال السجون، لذا نرى أن المشاركة في الوقفة الشعبية والعامة للتضامن مع مطالب الأسرى وإبراز ذلك إعلاميا، يعزز معنويات الأسرى وتشعرهم أن الكل الفلسطيني يقف معهم في معركتهم، والناس تشارك وتهتم لأنه لا يخلو بيت فلسطيني تقريبا إلا وفيه أسير وتعيش هذا الألم، لكن ما لم ينظم هذا الجهد يبقى منعزل وقليل التأثير لأنه لا يوجد تحرك رسمي ينظم ويدير هذه الفعاليات.
في هذا الوقت الحرج تتجاهل سلطات الاحتلال الصهيوني معاناة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين وتواصل انتهاكاتها الوحشية، ضاربة في عرض الحائط قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف بحق الأسرى الفلسطينيين في سبيل الضغط على الأسرى واخضاعهم لتعليمات مصلحة السجون، وهذا قد يترتب عليه تصعيد من عدة خيارات منها تعنت الأسرى بمطالبهم واتساع الحركة الأسيرة بقعتها لخوضهم إضراب عام ومفتوح في كافة السجون وقد يليه عمليات بطولية من الأسرى للسجانين أو مواجهة قوة النخشون وغيرها، أما المقاومة فلم تقف مكتوفة الأيدي وتعهدت بالانتصار للأسرى وتركت الوقت معياراً لسلوك قوات الاحتلال ومصلحة سجونها، فالاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة والوقوف في وجه مخططاته بكل الوسائل، وهو يبحث عن صورة نصر من خلال الضغط على الأسرى الإداريين.