كشفت شهادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محسين أمام لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، والتي تسربت محاضرها أمس الثلاثاء، أن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس كان يتحرك بسيارة تابعة للارتباط الإسرائيلي خلال فترة حصار الرئيس عرفات.
وذكر محسين أن الفترة التي حوصر بها الرئيس عرفات كان يمنع أن تسير المركبات في رام الله، دون مرافقة جيب إسرائيلي، إلا أن ما يعلمه أن الرئيس عباس كان يتحرك بسيارة تابعة للارتباط الإسرائيلي.
محضر التحقيق كشف عن اجتماع سري عُقد في إحدى البنايات برام الله أثناء حصار الرئيس عرفات، حضره كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون إلى جانب محمد دحلان ونصر يوسف وزهير مناصرة ومحمود عباس.
وقال محسين في رده على سؤال من قبل لجنة التحقيق "هل تعتقد بأن العلاقة كانت صحية بين الأخ أبو عمار وأبو مازن؟"، فأجاب محيسن: "كان هناك خلاف عميق جداً بين أبو عمار وأبو مازن، الحقيقة الكاملة بخصوص الخلاف مع أبو عمار محرجة ومخزية، وأنا أرجوكم أن نتجاوز هذه المرحلة".
وأصدر توفيق الطيراوي، أمس الثلاثاء، بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها".
وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.
وتكشف الوثائق تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.
وفي وثيقة ثانية، قال روحي فتوح الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس التشريعي وقت وفاة عرفات، إن الرئيس أبو عمار كان خلال فترة مرضه على خلاف مع محمود عباس.
ويقول فتوح في شهادته التي أدلى بها في السابع من ديسمبر 2011؛ أن أقارب الرئيس وقيادة السلطة اتخذوا قرارا بسفر عرفات إلى فرنسا للعلاج.
وكشف عن أن عددًا من قيادات السلطة طالبوا بتسريع إقرار قوانين الانتخابات المحلية خلال غياب الرئيس عرفات.
ولفت فتوح إلى أن ناصر القدوة- الذي كان يرافق الرئيس في باريس- تواصل مع رئيس الوزراء آنذاك محمود عباس وأبلغه أن عرفات دخل في غيبوبة، وحينها اجتمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس المركزي، ومن ثم غادر وفد قيادي إلى باريس.
والتقى وفد يضم عباس وفتوح وأحمد قريع ونبيل شعث الرئيس الفرنسي حينها جاك شيراك، الذي قال لهم: "دبروا أنفسكم وضع الرئيس صعب".
وأشار فتوح في شهادته، إلى أن الأطباء الفرنسيين أبلغوهم بإجراء تحاليل طبية على جميع أنواع السموم المعروفة لديهم لكنهم لم يكتشفوا أي منها.
وأكد رئيس المجلس التشريعي السابق أن الرئيس المصري حسني مبارك اتصل بمحمود عباس وأبلغه بوصول معلومات لديه أن "نهاية عرفات قريبة خلال ساعات أو أيام، ويرغب بعمل جنازة له في مصر".
وشدد فتوح على أنهم كانوا على قناعة بأن الرئيس مات مسموما، لكن تواصل وزارة الصحة الفلسطينية مع الفرنسيين للحصول على التقرير الطبي "لم يُفضِ لشيء".
وأوضح فتوح في شهادته أنه سمع من عزام الأحمد أن عرفات أشار له على بطنه، وقال له: "وصلولي".
وكشف في شهادته أن عرفات كان في أيام حصاره غاضبًا من بعض قيادات السلطة الذين لم يتواصلوا معه للاطمئنان عليه.
وأشار فتوح إلى "غضب نبيل عمرو في تلك الفترة من عرفات، وقوله إنه لا يجوز أن يحكم البلد ثلاثة أولاد وسماهم (خالد رشيد، محمد دحلان، حسن عصفور).
إليك الوثيقة الكاملة لشهادة روحي فتوح: