خاص - شهاب
أحدثت المقاومة الفلسطينية في غزة، حالة من الضجة والهلع لدى الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه وإعلامه، عقب إطلاقها رشقات صاروخية صوب المستوطنات المحاذية للقطاع، ما تسبب في إصابة 7 مستوطنين بجراح أحدهم حالته خطيرة.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عصر الثلاثاء، رشقات صاروخية صوب مغتصبات غلاف قطاع غزة ردا على اغتيال الاحتلال الأسير خضر عدنان داخل السجن بعد إضرابه لنحو 86 يوما عن الطعام؛ رفضا لاستمرار اعتقاله التعسفي.
وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن دك مغتصبات غلاف غزة برشقاتٍ صاروخية، كردٍ أولي على اغتيال القائد الوطني خضر عدنان. وأكدت أن أي تمادي للعدو الصهيوني في العدوان وارتكابه لأية جريمةٍ أو حماقة لن يبقى دون رد، وستظل المقاومة على أتم الجهوزية، مشددة على أن "إن جريمة الاغتيال النكراء ستفجر ردوداً من أبناء شعبنا في كل الساحات وأماكن الاشتباك بعون الله تعالى".
غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تعلن مسؤوليتها عن دك مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية ردا على اغتيال الاحتلال للأسير خضر عدنان pic.twitter.com/tAmfcc0HEY
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 2, 2023
فيما قال جيش الاحتلال إن 22 صاروخا أطلقت من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، إذ دوت صافرات الإنذات في "سديروت" والعديد من المستوطنات، بينما فشلت "القبة الحديدية" باعتراض العديد منها.
وأكدت المصادر "الإسرائيلية"، سقوط صواريخ على منزل ومنشأة قيد الإنشاء في مستوطنة "سديروت". ووفق مركز برزلاي الطبي، فقد وصل عدد المصابين في قصف "سديروت" ومستوطنات الغلاف إلى 7.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن جيش الاحتلال يحقق في تراجع نسب نجاح "القبة الحديدية" في اعتراض الصواريخ التي جرى إطلاقها من قطاع غزة.
ردود الاحتلال
وفي سياقٍ متصل، قال االصحفي الإسرائيلي هيلل روزين: لأول مرة منذ عملية "حارس الأسوار" (سيف القدس) تعلن حماس مسئوليتها عن إطلاق الصواريخ إلى جانب الجهاد الإسلامي، مضيفا: "إسرائيل تدرك بأن الحديث يدل على تغير حقيقي وجوهري ولربما يجر لرد مناسب".
مكتب رئيس حكومة الاحتلال، أفاد عقب "الرشقات الصاروخية" بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يجري مشاورات أمنية بمشاركة وزير الجيش ورئيس الأركان، ورئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ورئيس شعبة العمليات، ونائب رئيس الشاباك، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وقائد القيادة الجنوبية، وقائد لواء العمليات.
ويبدو أن هناك ضغوط من الأحزاب "الإسرائيلية" المتطرفة سواء في الائتلاف أو المعارضة ورؤساء مجالس المستوطنات، للرد على الصواريخ، لكن جيش الاحتلال بات يدرك ماذا ينتظره حال أقدم على أي "حماقة"، كما تهدده المقاومة مع كل توتر.
وطالب رئيس بلدية سديروت ألون دفيدي، حكومة نتنياهو بشن عملة عسكرية ضد غزة، وقال إن المستوطنين يدفعون الثمن جراء استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وقال عضو كنيست الاحتلال، المتطرف داني دانون: "يجب وقف سياسة الاحتواء، لا يمكن استعادة الردع إذا استمر الخوف من رد غزة، يجب أن نرد بقوة حتى لو وصلنا لجولة تصعيد".
بدوره، قال حزب "يش عتيد" برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد: "قلوبنا مع سكان الجنوب وغلاف غزة - مثل الكثيرين فهم يفتقدون للهدوء الذي تحقق في عهد لابيد". كما ادعى. مضيفا أن "المعارضة ستدعم الحكومة في أي عملية عسكرية لتحقيق الأمن لسكان الجنوب".
أما حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يقوده المجرم أفيغدور ليبرمان، فقد قال: "نتنياهو أعاد إسرائيل لمستوى "دولة تحت رحمة منظمة" - متى يشاون يرسلون سكان الجنوب إلى الملاجئ ومتى يشاؤون يطلقون سراحهم".
ونقلت القناة العبرية 13 عن نائب رئيس أأركان جيش الاحتلال اللواء أمير برعام، زعمه أن "الجيش الإسرائيلي سيرد ويتصرف بطريقة حازمة من أجل إعادة الهدوء لسكان إسرائيل".
من جهته، علّق رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينت قائلا: "خلال يوم واحد في ظل حكومة نتنياهو، أطلق المنظمات من غزة صواريخ علينا أكثر مما أطلقوه علينا خلال عام كامل حينما كنت رئيسا للحكومة". بحسب زعمه، مضيفا: "يجب على الحكومة أن تخرج من دائرة الضعف وتستعيد قوتها". وفق تعبيره.
وفي الإطار ذاته، أكد موقع "واللا" العبري أن مستوطني مستوطنات غلاف غزة يشعرون بحالة إحباط بسبب استمرار إطلاق الصواريخ وعدم تمكن الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة من "إيجاد حل".
وحذرت صحيفة "هآرتس" العبرية من أن اغتيال القيادي خضر عدنان "قد يجر عمليات انتقامية في مناطق الضفة".
من ناحيته، قال الباحث والجنرال احتياط في جيش الاحتلال ميخائيل ميليشتاين إن ردة الفعل الفلسطينية بعد "وفاة" الأسير خضر عدنان جسدت حالة الترابط الوثيق بين الساحات.
وأوضح ميليشتاين ، وفق ما نشرته "يديعوت آحرنوت"، أنه بعد ساعات من الإعلان عن "وفاته" تم تنفيذ عملية بالقرب من مستوطنة "إفني حفتس"، كما تم إطلاق رشقات صاروخية من غزة.
وأضاف: "كما كشفت عن مدى هشاشة الوضع الأمني وسهولة إشتعال المنطقة، وما قد يترتب عليها من انضمام الضفة والقدس ولربما المنطقة الشمالية".
واعتبر أن "حماس تمثل التهديد الرئيسي والأكبر، خصوصا بعد أن تمكنت من تعزيز وتعاظم قوتها وشعبيتها على مدار السنوات الثلاث الماضية".
وعدّ أن ذلك "يوجب إعادة التفكير في طريقة التعامل معها وإعادة دراسة التوصل لتسوية على قاعدة تسهيلات مدنية مقابل وقف العمليات والتحريض". وفقا له.