يوافق اليوم التاسع عشر من تشرين أول الذكرى السنوية الـ28 لعملية ديزنغوف البطولية، التي كان بطلها الاستشهادي المجاهد صالح صوي نزال.
وفجّر الاستشهادي نزال نفسه داخل حافلة "إسرائيلية" في شارع ديزنغوف في "تل آبيب" داخل الأراضي المحتلة عام 48، حيث أسفرت العملية الاستشهادية عن مقتل (23) مستوطناً وإصابة ما يزيد عن (47) آخرين.
سيرة الشهيد
في مدينة قلقيلية وبتاريخ 13/9/1967 ولد القسامي صالح عبد الرحيم حسن صوي نزال بين ستة من الإخوة الذكور، وأربعة من الأخوات الإناث، في عائلة مجاهدة فشقيقه شهيد وإخوته جميعا ذاقوا مرارة الأسر، كما هدم الاحتلال "الإسرائيلي" منزله بعد شهرين من تنفيذه العملية البطولية.
نهل الشهيد تعليمه في جميع مراحله الدراسية في مدينة قلقيلية، والتحق بالمعهد الشرعي إلا أنه فضّل مساعدة أبيه في إعالة أسرته على إكمال دراسته الجامعية.
ارتاد الشهيد القسامي المساجد في سن صغيرة، فقد كان من أبرز الصبية الذين ارتادوا مسجد ابن تيمية في المدينة، وكان من حفاظ القرآن الكريم فيه، وكثير المطالعة، عرف بهدوئه وصمته وكثرة صيامه، التحق بدعوة الإخوان المسلمين في أواسط الثمانينيات.
كان الشهيد من أوائل الملتحقين لكتائب القسام ليكون من أهم مساعدي القائد يحيى عياش في منطقة قلقيلية، لذلك تعرض قبيل انكشاف سره في العمل بكتائب القسَّام للاعتقال أكثر من سبع مرات، إلا أن صلابته في التحقيق وعدم وضوح ملامح دوره في العمل العسكري، سهل عليه الخروج من المعتقل والحكم عليه فترات قليلة.
عملية "ديزنغوف"
بتاريخ 19/10/1994 فجر الاستشهادي القسامي نزال نفسه داخل حافلة في شارع ديزنغوف في "تل آبيب" داخل الأراضي المحتلة عام 48، وأسفر الهجوم عن مقتل (23) "إسرائيلياً" وإصابة ما يزيد عن (47) آخرين.
وتعدّ هذه العملية هي العملية الاستشهادية الثالثة في سلسلة عمليات الثأر البطولية التي جاءت رداً على مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل والتي وقعت بتاريخ 25/2/1994م، وهي من أكثر العمليات قوة وتأثيراً ونجاحاً.
وقد هزَّ الانفجار الضخم "تل أبيب" وحوّل الحافلة إلى كومة من الحطام وأسفر عن إلحاق خسائر مادية كبيرة في واجهات المحالّ والمنازل المجاورة لمكان الانفجار، إضافة إلى إحداث حالة من الإرباك وسط أركان أجهزة العدو الأمنية.
يذكر أنَّ كتائب القسام عرضت على وسائل الإعلام وصية مصورة للشهيد صالح صوي وهي أول وصية يظهر فيها استشهادي بالصوت والصورة من شهداء القسام.